كان يبدو أنه ينتقي الكتب من على طاولات معرض الكتب المستعملة الثاني، ويركنها في زاوية ويتصفحها بعناية وينظر إلى تاريخ إصدار كل كتاب منها، إبراهيم بدو رجل متقاعد وأحد زوار المعرض، قال لـ «الوسط» إنه أشترى زهاء 800 كتاب من المعرض لشغفه بالقراءة وولعه باقتناء الكتب القديمة لمكتبته المنزلية الخاصة.

وأشار إلى أنه لاحظ وجود كتب قديمة جدا يعود تاريخها إلى الخمسينات والستينات ومتوافرة بأسعار رمزية جدا، وهو الأمر الذي دفعه إلى التجوال لساعات في أرجاء المعرض للبحث عن غايته، فيما وصف المعرض بالرائع، إذ قال: «إن المعرض يحقق هدفاً مهمّاً جدّاً وهو توفير الكتب بأسعار رمزية وإتاحتها للجميع وتشجيع الناس على القراءة والمطالعة، فضلاً عن أنه أشبه بتدوير ثقافي، فالكتب قرأها أفراد وتم بيعها في المعرض ليقرأها غيرهم فضلاً عن أن ريع المعرض خيري وهو هدف سامٍ».

وذكر أنه علم بالمعرض من خلال الإعلانات المنتشرة عنه في كل مكان، وأنه من محبي القراءة وجمع الكتب، لذلك حرص على ارتياد المعرض منذ اليوم الأول، فيما لفت إلى أنه تفاجأ من كم الكتب وتنوعها وأسعارها فضلاً عن حصوله على كتب قديمة جدا وإصدارات تجريبية وأولى لكثير من المجلات وهو أكثر ما شد انتباهه على حد قوله.

كما أبدى إعجابه بمعرض المقتنيات القديمة، وهو إحدى الفعاليات المصاحبة لمعرض الكتب المستخدمة ومعرض الخط العربي، فيما اقترح أن تصاحب المعارض المقبلة فعاليات ثقافية وتراثية أيضاً وذلك من منطلق تشجيع المواهب وصقلها وتسليط الضوء عليها، فضلاً عن دعوته منظمي المعرض إلى تدشين المعرض في مناطق مختلفة وتعميمه على مختلف المحافظات في البحرين وذلك بالتعاون مع جامعة البحرين أو المتحف أو الإعلام.

وتابع أن المعرض حقق في أول يوم له شعاره بأن «الكتاب حقٌّ للجميع»، إلا أنه انتقد قيام بعض دور النشر والمكاتب بشراء كتب بنية بيعها مجدداً وبأسعار أغلى، وأكد أنه سيقصد المعرض مجدداً طوال مدة إقامته لعلمه من المنظمين بأنه سيتم طرح كتب أخرى بشكل مستمر.

وشكر وزارة الصناعة والتجارية والمجلس البلدي للمنطقة الشمالية وصحيفة «الوسط» على تدشين هذا المعرض، متمنيا أن تنتهج الصحف والمؤسسات والوزارات هذا النهج، وأن تدشن فعاليات ثقافية وفكرية من شأنها أن تثري الساحة البحرينية وتشجع الناس على الاطلاع والقراءة.