رأى زوَّار لمعرض الكتب المستعملة الثاني أن الثقافة لا يجب أن تكون حكراً على أحد، وأن تدشين معرض الكتب المستعملة الثاني من شأنه أن يسهم في تعزيز هذا المبدأ، معوِّلين في ذلك على تنوع الكتب المطروحة في المعرض، فضلاً عن رخص أسعارها وجودتها العالية، وفي ذلك قال مدرس الاجتماعيات والمواطنة بإحدى المدارس الحكومية رياض محمد علي، إنه مع تدشين مثل هذه المعارض، لإتاحة الفرصة أمام محبي القراءة والاطلاع، لاقتناء كتب تباع في الأسواق بأسعار مرتفعة، فضلاً عن أن تدشين المعرض خطوة لتشجيع المطالعة، وتعزيز مبدأ أن الثقافة ليست حكراً على فئة معينة قادرة على شراء الكتب. وبيَّن أنه علم بتدشين المعرض من خلال حساب الصحيفة على الإنستغرام، فيما أبدى إعجابه الشديد بكمّ الكتب المعروضة، والتي رأى أنه روعي فيها التنوع مع الحفاظ على المضمون بالدرجة الأولى.
وقال: «قمت بشراء عدد من الكتب التي كنت أرغب في شرائها في وقت سابق، لكن لغلاء أسعارها أجلت الموضوع، وتفاجأت بوجودها في المعرض وبأسعار رخيصة جداً كالموسوعات العلمية، وكتب تطوير الذات والإدارة، وكتب أخرى باللغة الإنجليزية من شأنها أن تساعدني في مجال عملي وتثري معلوماتي».
ورأى أن الكتاب لايزال يحتفظ بمكانته، وأن النسخ الورقية لها رونق خاص، فصناعة الكتاب والإنتاج الثقافي مازال محط اهتمام، فيما قال: «الثقافة من حق الجميع، ولا يجب أن تكون حكراً على الفئة القادرة على شراء الكتب، وعلى رغم توافر كثير من الكتب الإلكترونية، إلا أن متعة ودقة القراءة من الكتاب الورقي تختلف كلياً، ومازال الكتاب هو رفيق الكثيرين».
أما المؤلف أحمد المؤذن، فأيَّد حديث من سبقهن ورأى أن شعار «الكتاب حق للجميع» هو رسالة واضحة وجميلة بأن الثقافة يجب أن تكون متاحة للجميع في أي وقت، ورأى أن إقامة مثل هذه المعارض تشجع على التحصيل المعرفي ونشر ثقافة القراءة في المجتمع، وأننا بحاجة لمثل هذه المبادرات الإيجابية لتشجيع القراءة، وتوفير خيار اقتصادي مناسب لجميع فئات المجتمع.
وفيما يتعلق بكونه مؤلفاً، ذكر المؤذن أن له مؤلفات في القصة القصيرة، مشيراً إلى إطلاقه لأربع مجموعات قصصية وهي أنثى لا تحب المطر، من غابات الإسمنت، رجل للبيع، وجوه متورطة، كما أن له عمل روائي واحد بعنوان وقت للخراب القادم، وأن العمل الأخير حقق ثلاث طبعات، الأولى في سورية والثانية والثالثة في مصر.
وتحدث عن أهم التحديات التي تواجه المؤلفين والكتاب، إذ قال: «طباعة المثقف لكتابه من أبرز التحديات التي تواجهه، فمازال يسلخ من جلده لكي يكتب وينشر، فضلاً عن صعوبة التوزيع ومتطلبات المكتبات من نسب عالية للتوزيع والربح، كما يجد الكاتب صعوبة في الحصول على إيراد مناسب، و لربما ينفق على كتابه أكثر مما يجنيه منه، وأن الكتاب يحتاجون لكثير من الدعم، كونهم يثرون الحصيلة المعرفية».
العدد 4276 - الخميس 22 مايو 2014م الموافق 23 رجب 1435هـ