واجه الجيش الاوكراني اليوم الخميس (22 مايو/ أيار 2014) خسائر هي الاكبر منذ اطلاقه الحملة العسكرية ضد الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق البلاد، حيث قتل 14 جنديا قبل ثلاثة ايام من الانتخابات الرئاسية.
وتأتي الاعتداءات على الجيش، التي اسفرت عن سقوط حوالي 20 جريحا بالاضافة الى القتلى في منطقتي لوغانسك ودونيتسك، قبل ثلاثة ايام من انتخابات رئاسية ينظر اليها على انها حاسمة لمستقبل البلاد الذي يشهد منذ حوالي ستة اشهر ازمة سياسية وضعت البلاد على حافة الحرب الاهلية.
الى ذلك نجح متمردون مسلحون بالسيطرة على اربعة مناجم فحم في منطقة لوغانسك وطالبوا العمال بتزويدهم بالمتفجرات، وفق ما اعلنت وزارة الطاقة الاوكرانية.
وعلى صعيد مواز، اعلن الحلف الاطلسي الخميس عن تحركات للقوات الروسية "يمكن ان توحي" بانسحاب جزئي من الحدود مع اوكرانيا. وكان الحلف قدر عدد القوات الروسية المنتشرة على الحدود بحوالي 40 الفا.
وقال الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن للصحافيين في بودغوريتسا "شهدنا في وقت متأخر مساء امس (الاربعاء) نشاطا محدودا للقوات الروسية قرب الحدود مع اوكرانيا، ما يمكن ان يوحي بان قسما من هذه القوات يستعد للانسحاب".
واضاف ان "من المبكر جدا قول ما يعنيه ذلك لكن آمل ان تكون بداية انسحاب كامل وفعلي".
ومن جهتها، اعلنت وزارة الدفاع الروسية الخميس انها اعادت الاربعاء الى ثكناتها اربع قوافل عسكرية عبر السكك الحديد من المدرعات والاسلحة وان 15 طائرة نقلت جنودا في اطار انسحاب القوات من المناطق الحدودية مع اوكرانيا.
واعتبر فولفغانغ اشينغر، ممثل منظمة الامن والتعاون في اوروبا الى طاولة الحوار التي تنظمها الحكومة الاوكرانية، ان "روسيا ترسل اشارات عبر اجراء معين لاظهار حسن نيتها بالموافقة على الانتخابات والعمل على تهدئة الاوضاع".
وبعد ايام عدة من هدوء نسبي على الجبهة الشرقية، وفي منطقتي لوغانسك ودونيتسك تحديدا، تكررت مواجهات عنيفة بين الجيش الاوكراني والمتمردين الذين تتهم كييف والدول الغربية روسيا بدعمهم.
وشن المتمردون هجوما ليلا بالقنابل والقذائف المدفعية والاسلحة الرشاشة ضد موقع وقافلة للجيش.
وقال الرئيس الاوكراني بالوكالة اولكسندر تورتشينوف ان "13 جنديا قدموا حياتهم لاوكرانيا" وهم يحمون مدينة فولنوفاخا في منطقة دونيتسك.
وقتل جندي اوكراني آخر في هجوم منفصل استهدف قافلة للجيش قرب روبيجني في منطقة لوغانسك، وفق وزارة الدفاع الاوكرانية.
وعند مدخل فولنوفاخا، تنتشر اثار سوداء للتفجيرات التي استهدفت حاجز الجيش، وفق ما نقل مصور لوكالة فرانس برس. ومنعت الشرطة الاوكرانية الفضوليين من الاقتراب من المكان.
وتحدث انفصاليون على الطريق بين فولنوفاخا ودونيتسك عن مشاهدتهم اخلاء الجرحى باتجاه دونيتسك في آليتين عسكريتين. ووضع الجيش الاوكراني حواجز جديدة على تلك الطريق.
واطلق الجيش الاوكراني في 13 نيسان/ابريل حملة عسكرية لاستعادة لوغانسك ودونيتسك التي يسيطر على اجزاء واسعة منهما الانفصاليون الموالون لروسيا، والذين اعلنوا "السيادة" اثر استفتاء على الاستقلال.
ووفق حصيلة جمعتها فرانس برس بالاعتماد على ارقام الامم المتحدة ومصادر عسكرية اوكرانية فان المواجهات اسفرت منذ 13 نيسان/ابريل عن مقتل اكثر من 140 شخصا بين عسكريين وانفصاليين ومدنيين.
والاربعاء اجرى الرئيس الانتقالي برفقة وزيري الدفاع والداخلية زيارة هي الاولى الى منطقة قريبة من سلافيانسك، معقل الحراك الانفصالي، المحاصرة من قبل الجيش. واكد تورتشينوف ان سكان الشرق "بدأوا يفهمون ان الارهابيين الانفصاليين يأخذون المنطقة الى الهاوية".
ولضمان العملية الانتخابية اعلنت كييف عن نشر 55 الف شرطي و22 الف متطوع، فيما تعهد الانفصاليون بمنع الاستحقاق الانتخابي في الشرق وبالتالي فان حوالي مليوني ناخب قد يتعرضون لصعوبات من اجل التصويت.
واعترف رئيس مجلس الامن الوطني والدفاع اندريه باروبي الخميس بانه "سيكون هناك مشاكل" في تنظيم عملية الاقتراع في المناطق الاساسية في دونيتسك ولوغانسك فضلا عن سلافيانسك.
واضاف في مؤتمر صحافي "لن ننصح المراقبين الاوكرانيين والدوليين بالتوجه الى مناطق خطرة".
وساهمت الازمة الاوكرانية التي اندلعت في نهاية العام 2013 اثر احتجاجات ضد السلطة الموالية لموسكو أنذاك في اظهار الطموحات الروسية على الساحة الدولية وخصوصا بعد ضم شبه جزيرة القرم الى روسيا. كما خلقت مواجهة هي الأسوأ بين روسيا والغرب منذ الحرب الباردة.