شدني كما الكثيرين المستوى الرائع الذي يقدمه النجم الصاعد في سماء لعبة الكرة الطائرة هذه الأيام، لاعب النادي الأهلي ناصر عنان، والذي أبان عن نجومية مختلفة تماما في منافسات المربع الذهبي، حتى غطى تألقه على غياب اللاعب المغربي المحترف بالفريق.
هذا النموذج الذي أمسى يقدم واحدة من صور التألق البحرينية المعتادة، ما هو إلا نتاج إتاحة الفرصة للاعبين صغار السن في البوح بنجوميتهم التي تكتمها عمالقة اللعبة، قبل أن يتساقط العمالقة وسط نجومية بدأت تشق طريقها في سماء شباب المستقبل، ونحمده تعالى أن حفظ هذه الخامة من يد العابثين إلى جانب أخيه الأصغر محمد، ولولا لطفه وبركاته لكان الجميع يندب حظه كما حدث للكثيرين من نجوم رياضة المستقبل الذين غُيبت نجوميتهم قسرا.
ناصر أحد نجوم المستقبل الذين يجب أن تحافظ عليهم الدولة واتحاد اللعبة لكي يحقق ما تصبو إليه الطائرة البحرينية من إنجازات وتألق مستقبلي، ناصر واحد من أولئك الذين يجب على الجهات المعنية العمل على تنمية مهاراتهم وقدراتهم وإمكاناتهم من أجل المستقبل، ولتلك طرق وأساليب كثيرة قادرة على الحفاظ على مثل هذه الخامات.
نتذكر هنا ما قام به اتحاد الطائرة في عهد الرئيس السابق محمد جاسم حمادة وذلك في الثمانينيات، إذ بادر الاتحاد بابتعاث عدد من اللاعبين المتميزين على مستوى الشباب والذين ينبئ المستقبل بهم إلى اليابان، وإشراكهم في أكاديميات خاصة لتعليم كرة الطائرة لمدة تصل إلى الشهرين وفقا لاتفاقية بين الاتحادين حينها، ذلك قدم لنا منتخبات قوية أبرزت لاعبين في أوج عطائهم، وذلك أيضا كان هدف نادي المنامة عندما ابتعث 4 لاعبين شباب في كرة السلة للتدرب في تركيا خلال إجازة الصيف 2008، إذ اعتبر اللاعبون الأربعة مستقبل نادي المنامة، ليخضعوا لمعسكر تدريبي وتدريبات صباحية ومسائية من أجل الارتقاء بمستواهم الفني، كل ذلك من شأنه أن يحقق نقلة نوعية تامة في تنمية قدرات هؤلاء النجوم.
بالتالي الحديث هنا عن برنامج يمكن اعتباره أهم بكثير من برنامج اكتشاف المواهب الذي تطلقه المؤسسة العامة للشباب والرياضة، وهو تنمية مهارات وقدرات لاعبين معروفين بدأوا مشوار النجومية، تنقصهم بعض الأمور ليصبحوا نجوم المستقبل، فمثال كعنان تنقصه خامة استقبال الكرة الأولى، وبتقويتها سيحدث الفارق، وذلك لن يأتي من فراغ، ليس فقط للاعبي كرة الطائرة وإنما لجميع الألعاب وخصوصا الجماعية منها، ولا يكون ذلك في المعسكرات التي تسبق الاستحقاقات الخارجية، وإنما معسكرات وأكاديميات خاصة يشترك فيها هؤلاء النجوم لكي ينمّوا من قدراتهم، كل ذلك بإمكان اتحاد الطائرة والاتحادات الأخرى وحتى اللجنة الاولمبية والمؤسسة العامة أن تعيد فكرة حمادة والمنامة، لكي نحقق نقلة نوعية من الآن في أداء لاعبي المستقبل، فهو برنامج للأمل.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 4274 - الثلثاء 20 مايو 2014م الموافق 21 رجب 1435هـ