المشكلة بدأت منذ أن منّ الله علينا بالفرج وانتقلنا للسكن في بيت جديد ضمن مجموعة بيوت دشنت من قبل مكاتب عقارية في منطقة أبوصيبع بمجمع 471 ودفعنا لأجل شرائها وضمان السكن فيها أموالاً طائلة على هيئة قروض مصرفية تقضم من ظهورنا ورواتبنا الكثير على مدار كل شهر حتى يتحقق ما هو مرجو لأنفسنا وننال الاستقرار المنشود الذي يطمح ويحلم به كل إنسان ولكن على ما يبدو أن ذلك الحلم سرعان ما تلاشى منذ أن اكتشفنا أن البيوت السكنية نفسها تجاور مشروعا تجاريا لأحد التجار الذي دأب على ممارسة نشاط في مجال الرمل وتنظيفه وهذا العمل مستمر معه دون انقطاع رغم الأذية التي تلحق بنا من وراء تلك الأعمال المقاولية وبالتالي انعكس الأمر برمته سلبا على صحتنا ونظافتنا وبتنا نعاني كثيرا مع كميات الرمل المتكدسة بشكل ملاصق لحدود بيوتنا حديثة التدشين، والتي ظلت ضحية لتلك الرمال المتكدسة بأحجام كبيرة وضخمة وعلى مستوى ارتفاع كبير يتجاوز طول ارتفاع الرمال حتى أسوار بيوتنا الخارجية عوضا عما تلحقه بنا من أوساخ وقذارة نتيجة ما تذروه وتنقله الرياح من ذرات رمل تسبب في تعكير صفو أمزجتنا وتلويث زوايا مختلفة ومساحات داخل المنزل... لقد سعيت جاهدا على نقل مضمون تلك الشكوى إلى بلدية الشمالية ولكن الأخيرة ارتأت الصمت والتجاهل والمماطلة تجاه كل ما أنقله إليها رغم إرفاق لها الصور والعريضة الموقعة كذلك من قبل الجيران الذين يقطنون في الحي السكني ذاته والتي تدلل على حقيقة تلك الأضرار التي تصل إلينا من وراء كميات الرمل الكبيرة إضافة إلى أصوات المكنات والآليات التي مهمتها طوال اليوم وبشكل متواصل تنظيف الرمل وغسله وصب الماء وغربلته بغية نقله من مكان إلى آخر وهكذا دواليك ترى مسيرة يومنا يطغي عليها الضجيج والتلوث والضوضاء الناتج من وراء تلك الأنشطة المقاولية التي تحصل عند حدود بيوتنا والتي من المفترض أن تكون هي ملاذا نلجأ إليها طلبا للراحة والنوم والاسترخاء وتحقيق المتعة لكن كل ذلك يختفي مع هذه الرمال التي تقف حائلا أمام نيل ما هو مرجو.
حتى زادت وتيرة تلك الأعمال وبلغ معها الحد الزبى وضاقت أنفسنا ذرعنا من بقاء الحال مراوح دون تغيير وخشية استمراره دون توقف ولم نجد سبيلا آخر لأجل تسوية وعلاج هذا التجاوز لأبسط حق من حقوق الجيران التي لم يحترمها وانتهكها إلا رقعة الصحافة التي لا تألو جهدا عن إثارة ما ينبض به إحساسنا وتشغل مساحتها ما تنقله من هموم الناس والبشر وما يواجهونه من مشاكل وتحديات تنغص عليهم مسيرة حياتهم الهادئة.
أهالي الحي السكني
إن كنت تعلم فهذه مصيبة، وإن كنت لا تعلم فالمصيبة أعظم، هذا واقع ما اكتشفته على محض المصادفة عندما استدعيت عبر رسالة نصية لحاجة بنك الدم إلى عينة دم تتوافق مع شروط التبرع، فتوجهت على الفور في اليوم الثاني الذي يصادف السبت (17 مايو/ أيار 2014) في ساعات الصباح الأولى إلى بنك الدم، وفي العادة أن المتبرع دائماً ما توفر له وجبة طعام ما بعد عملية التبرع كي يزود جسمه بالطاقة تعويضاً عمّا فقده من دم كهدية رمزية تقدم له جراء قيامه بعمل تطوعي يشكر عليه وقلّ مثيله في الوجود، ولكن المفاجأة كانت ما بعد انتهاء عملية سحب الدم، بأن الوجبة التي تتكون من شريحة زعتر وبيتزا أطلعت على تاريخ إنتاجهما وانتهائهما غير أنه تبين لي كمتبرع أن التاريخ المدون والمحدد في كلا السلعتين منتهي الصلاحية، أي أن تاريخ الانتهاء محدد بيوم الجمعة (16 مايو 2014) وليس السبت (17 مايو 2014) وهو اليوم الذي زرت فيه بنك الدم لإجراء عملية التبرع، مباشرة استشطت غضباً نتيجة ما وقعت عليه عيني ورأته من شيء كان من الأولى على الجهات المعنية بذلك أن تراقب وتفحص سلامة وصحة وصلاحية الأطعمة قبل أن تباشر بتوزيعها على المتبرعين، حتى لا يقعوا لا سمح الله ضحية وفريسة تسمم أو ما شابه... ومن أين؟ من جهة تمثل مقر الصحة والسلامة ومن خلالها يتحدد ويتقرر مدى صلاحية الأطعمة وصحتها وسلامتها من أي تسمم أو أي شيء يعيبها من الأكل.
(الاسم والعنوان لدى المحرر)
أنتم يا من تمارسون الدندنة والطنطنة
هلّا سألتم نفسكم ماذا تريد المواطنة
يريد عملاً يريد كرامة ويريد مسكنة
دعوا عنكم المهاترات والكلام اللا منفعة
ابحثوا عن لب المشكلات المزمنة
أعطاكم ثقته وأنفاسه وصوته مؤملة
علّ تداون جراحه ومشاكله المتراكمة
عند ترشيحكم نرى صولاتكم وجولاتكم
وعند الفوز لا أحد يعرف مكانكم
خابت آمال وطموح الشعب بكم
ولك الله يا شعب والأمل في طموحاتكم
راحت برياح الجو من مسكن اسمه الوهم
فتحي رمضان
العدد 4274 - الثلثاء 20 مايو 2014م الموافق 21 رجب 1435هـ