العدد 4272 - الأحد 18 مايو 2014م الموافق 19 رجب 1435هـ

وجهة نظر: كيف سيؤثر مودي على العلاقات الهندية الأمريكية؟

البي بي سي (19 مايو 2014) 

تحديث: 12 مايو 2017

يشهد نارندار مودي انتصارا تاريخيا لحزبه بهاراتيا جاناتا (حزب الشعب) بعد الانتخابات العامة في الهند. ويتوقع خبراء العلاقات الهندية الأمريكية الآن تغيرات كبيرة في تعاملات البلدين.

وكان مودي شخصية مثيرة للجدل في الهند والولايات المتحدة، ويقول منتقدون إنه لم يقم بما يكفي كثيرا لوقف أعمال الشغب في غوجرات التي خلفت ألف قتيل على الأقل عام 2002. ونفى مودي هذه المزاعم، ولم يدن رسميا بارتكاب أي جرم.

ومنعته الولايات المتحدة حق الحصول على تأشيرة، وصار شخصية منبوذة دوليا.

ولكنه سيعمل عن قرب مع المسؤولين الأمريكيين بعد توليه رئاسة الوزارة في الهند.

وفي هذا المقال يلقي خبراء الضوء على تبعات انتخابته على العلاقات بين الهند والولايات المتحدة.

العمل مع السيد مودي

يجب أن ترسل إدارة أوباما إشارة واضحة أنها مستعدة للعمل مع مودي، وأنها لن تزدريه بسبب أزمة غوجرات.

وكان مودي قد ابتعد عن السياسة الطائفية، وركز على الاقتصاد والإدارة أثناء حملته الإنتخابية. كما يمنحه حجم فوز حزب بهاراتيا جاناتا تفويضا قويا.

وتتشارك كل من نيو دلهي وواشنطن أهدافا استراتيجية، سواء تضمنت محاربة الإرهاب، أو الحفاظ على الممرات البحرية مفتوحة، أو مواجهة مع صعود الصين. إن إهتمام بهاراتيا جاناتا، على وجه الأخص، بتبني سياسة تحوط أكثر حزما إزاء الصين سيعطي فرصة للمسؤولين الأمريكيين للتعامل معه عن قرب.

ولكن وجود سياسة هندية خارجية أكثر حزما ستمثل تحديات للولايات المتحدة.

إن التزام رئيس الوزراء مانموهان سينغ بالحفاظ على علاقات سلام مع إسلام آباد، على الرغم من الهجمات في الهند التي قامت بها جماعات ذات جذور باكستانية خلال الأعوام الماضية، جعلت العلاقات الثنائية على المحك. ثمة مؤشرات أن الحكومة ستكون أقل صبرا مع باكستان تحت قيادة بهاراتيا جاناتا.

- ليزا كورتيس، مؤسسة التراث

 

علاقة جديدة مع الهند

لا يوجد خيار أمام إدارة أوباما سوى التعامل مع مودي كزعيم الهند المنتخب. وهذا النوع من القرارات ليس جديدا، فما علينا إلا النظر إلى باكستان لفهم قدرة الولايات المتحدة على دعم الأفراد في السلطة على الرغم من ماضيهم غير المستحب.

وتمنح الانتخابات الهندية الولايات المتحدة الفرصة لبداية جديدة لعلاقتها المتعطلة مع الهند.

وكان المسؤولون الأمريكيون قد واجهوا صعوبات كبيرة مع الهند في الماضي، بدءا من خلافات حول أزمات مثل ليبيا، والقرم، وإيران، وحتى مناخ اقتصادي يتسم بالتحفظ في الهند أحبط آمال الشركات الأمريكية.

ولكن لدى أمريكا فرصة الآن لتطوير علاقة جديدة مع الهند، ولتغيير ملعب المباراة.

شميلة شودهاري، جامعة جون هوبكينز

 

التغلب على الاستياء

تسببت خلافات عديدة في عناد كل من البلدين، وكان من بينها القبض على الدبلوماسية الهندية ديفياني خوبراجاده في نيويورك بزعم عدم دفعها راتب كاف لخادمة.

بل وأسوأ من ذلك، إذ استقال السفير الأمريكي لدى الهند في أبريل/ نيسان، ولم تعين واشنطن بديلا بعد. ويبدو بالفعل أن العلاقة بين البلدين فقدت الكثير من الحرارة التي كانت تتسم بها أثناء زيارة أوباما للهند عام 2010.

وبالإضافة إلى ذلك، إن أية محاولة لتعزيز العلاقات ستحتاج للتغلب على عقبة أخرى – وهي استياء مودي إزاء قرار الولايات المتحدة في 2005 بمنعه من الحصول على تأشيرة. ولكنه رغم ذلك شخصية براغماتية.

وكان مودي قد أوضح أنه ينوي استعادة النمو الاقتصادي، وتوفير فرص العمل، وإدارة جيدة. وإن أراد الالتزام بوعوده، سيحتاج إلى إيجاد أساليب للتعامل مع الولايات المتحدة.

سوميت غانغولي، جامعة إنديانا، بلومينغتون

 

العلاقات التجارية تربط بين البلدين

كان المسؤولون الأمريكيون يتجنبون مودي في العقد الماضي، ولكن العلاقات التجارية ربطت الولايات المتحدة والهند سويا.

وغالبا ما سيركز مودي اهتمامه على زيادة النمو الاقتصادي. وسيكون ذلك جيدا لقادة التجارة في الهند، والذي امتنع الكثير منهم عن الاستثمارات في الأعوام الأخيرة لأنهم شعروا أن الحكومة تهاجمهم. ولكن من الأرجح الآن أنهم سيستثمرون مجددا.

ولهذه الأسباب العلاقات الحكومية بين الهند والولايات المتحدة ستزداد قوة. وبالإضافة إلى ذلك انخرط حزب مودي تاريخيا في سياسة خارجية قوية.

وسيتمتع مودي بأساس قوي للنجاح في تعاملاته مع المسئولين الأمريكيين بالتركيز على التطور الاقتصادي والمصالح الاستراتيجية المشتركة.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً