تواصلاً مع التعليقات على المقالات السابقة أود أن أشير إلى أن البعض لا يتمعن فيما يقرأه ويبدو أن الدم يرتفع فجأة الى الرأس... ويشعر بالخوف والتهديد الذاتي...! حالما يرى أن الكلام لا يتطابق حرفيّاً مع ما يؤمن به من أفكار سواء الاجتماعية منها أو الدينية.
ويبدأ في مهاجمة الفكرة...! وحيث إن الكلام أخذ وعطاء ولن نتمكن من أن نغير الأفكار الا اذا شاء أصحابها...! فلن يتبقى لنا بعدها سوى مناقشتها وتحليلها وأخذ ما يناسبنا وإضافة الجديد المفيد وحذف ما لا نريد... هذا اذا شئنا أن نتقدم في منظور الحياة...!
وحيث إن قضية المرأه لم تُحسم بعد في الكثير من المجتمعات ولاتزال مع مشاكلها تُمثل قضية العصر ولاتزال النقاشات. اودورها في تنمية المجتمعات تدور ساخنة وشائكة وهي المرأة التي اثبتت جدارتها وباتت متغلغلةً في كل منحى ووظيفة..:! وهي من تقوم بدور القائد في المنزل في معظم المجتمعات في العالم...! ذلك بدءاً بالحمل والعناية بالاطفال وضرورة تواجدها حولهم،،! وعلى رغم كل ذلك فهي لاتزال مهضومة الحقوق المدنية والشرعية...! وهي المتهم الأول في حال الفشل في تربىية الأطفال...! وهي التي جَنت على حالها...! حينما قررت النزول الى ميدان العمل خارج البيت للكسب المادي أولاً وللإلحاح العقلي والفكري ثانيًا وحاجتها الى تغذية كيانها كامرأة...! وحيث لاتزال المجتمعات لم ُتهيئ الرجل أو تطور فكرته بالدرجة الكافية بضرورة التعاون في شئون الأطفال والبيت، إما بحجة أن الرجل لا وقت لديه او تهرباً من المسئولية او نظرية العيب و العار بان يكنس الرجل او يمسح او يهتم بالأطفال... الخ ...! أما هي فلا بأس عليها أن تعمل في الخارج وثم تتعلم ان تعمل كل الأعمال المنزلية...! وهنا تكون الطامة الكبرى... ومن هنا تبدو الهّوة السحيقة في الضغوط التي توضع عليها بسبب ضرورة التوازن ما بين حاجاتها العقلية والذهنية وغريزة الأمومة والاهتمام بالزوج والبيت...! وتقع جميعها كأضخم ثقلٍ في العالم على عاتقها...!
تلك الانسانة الرقيقة المشحونة بالعواطف والحميمية عليها أن تتولى كل هذه الأثقال وحيدةً في غالب الأحيان ...! وينزوي الرجل بعيداً، لا يعرف كيف يعاونها حتى وان أراد ذلك...!
حتى بوجود الحاضنة او الخادمة من الميسورين ...!
تبقى معاناتها وهمومها كبيرة...! فعليها تولي كل هذه المسئوليات تجاه طاقم المعاونين بهمومهم ومشاكلهم وأمزجتهم وجنونهم أحياناً... كل ذلك والرجل الأب يتفرج...! وقد يواسيها ... للتغيرات التي طرأت بقدوم الأطفال. لكنه يبقى متواصلاً في عمله وعلاقاته وأنشطته خارج المنزل غافلاً او متغافلاً...! عما تعانيه الأم والحبيبة من محنة دورها الجديد في الداخل والخارج اذا ما كانت تعمل؛ لأنه لم يدرك معاناتها ومقدار التغيير في حياتها والثمن لكل تلك التضحيات والتي قد تُشكر او تُنتقد عليها لاحقاً...!
ففي الوقت الذي يُكّوِن فيه الرجال مملكة خارج البيوت تكون للنساء مملكةً داخلها... نظراً لأنها هي التي تُخِرج اعضاء مملكتها من جوفها وتعطيهم هبة الحياة وتعمل أقصى جهدها لرعايتهم من أكلٍ ودراسةٍ وفرفشة.، لذلك فارتباطها الشديد بهم هو ارتباط الجسد بالروح لسنواتٍ عديدة...!
واختتم مقالتي بالتعليق على غريزة الأمومة الرائعة التي لولاها لما عاش طِفلٌ وانتهى وجود الانسان على هذه الأرض، واتمنى ان ُتقوي المرأة من عزيمتها ولا تدع سنوات عمرها تضيع هباءً وان تُدرك انها على رغم دورها الجبار في الامومة فإن عليها حِفظ التوازن والاندماج وان تستعد ليوم رحيل الاطفال... بأن تسير دروب حياتها في توفير ما تُحب عمله والتمتع بالحياة وألا تؤجل سعادتها بسبب الضغوط البيتية وأن تطلب العون من الآخرين من الأهل والا تخجل من عائلتها لمساعدتها في حَملِ بعض أعباء الرحلة الحياتية، وان تعرف انها على رغم اختلافها معهم في بعض شئون التربية يجب ابقاء الابواب مفتوحة معهم لحاجة الاطفال لتبادل الحنان والحب من الآخرين ايضاً...! وبانها اهم بكثير من الكتب والنظريات الحديثة للتربية وليتعلم الاطفال المنهجيات المختلفة في الحياة والتواؤم معها وعدم وضعهم في قالبٍ واحد مما قد يؤذيهم مستقبلاً لعدم تعرفهم على البدائل في الحياة...!
لانه بالحب والحنان بامكاننا ان نمرر كل ما نريده الى الآخرين وإن اختلفنا فالحب ينتصر ولا معنى للحياة او الوجود من دون ذلك الحب الذي هو محور الجميع ولولا الحب ما عاش انسان في هذه الحياة.
إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"العدد 4272 - الأحد 18 مايو 2014م الموافق 19 رجب 1435هـ
الحياة حلوة
التعاون اساسٌ لكل ماهو محفز وهام والتعاون يحي الوجود ويقرب العوائل وييلم اشمل انا اساعد زوجتي في كل شيئ ويزداد حبنا مع الايام ومجيئ الاطفال يجمعنا وهي تعمل ونحن سعداء شكراً لك لتفتيح عيوننا وللآخربن
كلام مترتب وانيق
فهم الواجبات يسهل حياة الجمميع والثنان يتواددان اكثر اذا ما اشتركا في التعاون ولا يحتاس احد لعدم وجود الخادمه هكذا تربينا دون خدم مقال جديد وجدير
مقال نقي ومريح
مقال مهم ارجو تشجيع الشباب للمعونه في بيوتهم ومع زوجاتهم وعدم تركه على المرأة جزاك الله الف خير
مقال نقي ومريح
مقال تحليلي درجه اولى واستمتعت بقرائته
يجب تدريب الرجال
نعم اعتقد ان المشكله هي ان الزوج لم يتعود على التعاون سابقاً وهو يريد من المرأه كل الاعباء البيتيه ويبقى هو في الخارج وينظر لها كا كان ينظر ابيه للمرأه يجب تدريس هذه المسؤليةرفي الدارس للنشئ اجيالاً تتحمل المسؤليه بشكلٍ افضل
الحب كل الحياة
يبدو ان بعض الرجال قد تعودوا في بيوتهم ان لايعملوا او يشاركوا بسبب وجود الخدم او ان الامهات عودن هن على ذلك فحينما يتزوج يقوم بنفس التصرفات ولا يعرف كيفية التعاون مع زوجته ويعتقد انه هو الوضع الصحيح وكما تعود سابقاً مع امه وبذلك لاينجح الزواج خاصة اذا كانت زوجته ممن يؤمنون بضرورة مساهمة الزوج في الاعباء المنزليه وهي الطامه الكبرى كما ذكرت الدكتوره
التعاون واجب اجتماعي وديني
نعم هي فكرتها ان يكون التعاون من الطرفين وان يكملان بعضهما البعض وليتم التوازن في حياة الاثنين معاً
ابو مصطفى
الملاحظ يا اخت سهيلة هو ان أغلب البيوت الحديثة الشغالة تقوم بدور كبير في الاعمال المنزلية والمعاهد والمدارس في التربية وكثير من الامهات يعملن ويقصرن في واجباتهم المنزلية. وهن يطالبن بدور اكبر لهن الا تعلم المرأة بأنها ستنجب ولد وهذا الولد هل تريده ان يجلس في البيت وزوجته تخرج لللمنتديات والمشاركات الاجتماعية والله عندما يأتي الدور على أولادهن تتغير المسئلة
أنت فهمت نصف المقال
فكرة الأستاذة سهيلة هي أن تمارس المرأة الدورين معاً... وعلى الزوجين ان يتشاركا في المهمات بين التربية وإدارة شئون المنزل.