العدد 4272 - الأحد 18 مايو 2014م الموافق 19 رجب 1435هـ

نيجيريا تتهرب من مسئولياتها... «بوكو حرام» مثالاً

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

«بوكو حرام» هي جماعة شبيهة بحركة طالبان الأفغانية، وتستمد فهمها للإسلام من المصادر نفسها التي يعتمد عليها تنظيم «القاعدة» وتفرعاته. و «بوكو» بلهجة من يعيش في شمال نيجيريا تعني كتب التعليم الغربي، ولذلك فإنّها «حرام»، بحسب مؤسس الجماعة في 2002 «محمد يوسف»، الذي اغتيل في 30 يوليو/ تموز 2009 بعد ساعات من اعتقاله واحتجازه لدى قوات الأمن. بعدها تسلم أبوبكر الشكوى، قيادة الحركة، الذي دحض ادعاءات السلطات النيجيرية التي كانت قد قالت إنَّها قضت عليها... ولكن تحت قيادة هذا الشخص المهووس وبسبب ما تحصلت عليه جماعته من إمدادات، فإنّ عمليات القتل والخطف انتشرت في مختلف المناطق النيجيرية، ووصلت إلى مستوى من الفظاعة بأنْ قامت الحركة باختطاف أكثر من 200 فتاة في سن المراهقة (في منتصف أبريل/ نيسان 2014) من مدرسة في شمال شرق نيجيريا، وأعلنت عزمها سبيهنَّ أو تزويجهنَّ رغم أنفهنَّ.

وبينما كان العالم يهتز من هول هذه الجريمة غير المعهودة، كان الرئيس النيجيري جودلاك جوناثان يحتفي بمؤتمر استراتيجي نظمه «المنتدى الاقتصادي العالمي» في العاصمة أبوجا ما بين 7 و9 مايو/ أيار 2014، وخلال هذا المؤتمر فإنّ الوضع - بالنسبة للرئيس جوناثان - على ما يرام، ولا شيء يبعث على قلق المستثمرين، حتى أنَّه لم يكلف نفسه زيارة المدينة التي شهدت اختطاف الفتيات، وكأنَّ المشكلة ليست مشكلته.

الجريمة اجتذبت الغضب العالمي، وسارعت الدول من كلِّ جانب تعرض خدماتها لإنقاذ الفتيات، بينما المسئولون هناك ليس لهم حديث سوى الفرص السانحة للمستثمرين، وكيف أنَّ نيجيريا أصبحت أكبر اقتصاد في إفريقيا وأنَّها تفوقت في إحصاءاتها على جمهورية جنوب إفريقيا. في الوقت ذاته، فإن المواطنين النيجيريين الذين شعروا بالحرج الشديد من «لا مبالاة الحكومة» خرجوا في مظاهرات في عدة مدن، وكان الرد الرسمي حاسماً، إذ تم اعتقال اثنين من قادة الاحتجاجات بتهمة تشويه سمعة الحكومة.

الحكومة النيجيرية تفتخر بجيشها وقوات أمنها وقدرتها الاقتصادية، هذا في الوقت الذي تستمر فيه محنة التلميذات المختطفات ويزداد العنف والإرهاب وتتعمق الأزمات مع انتشار الفساد المالي وازدياد العجز الإداري وانعدام الكفاءة... ولربَّما كان الحريُّ بالمؤتمر الذي عقده المنتدى الاقتصادي العالمي في أبوجا أن يبحث السبل الكفيلة بمعالجة الهروب من الواقع والتهرب من المسئولية.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4272 - الأحد 18 مايو 2014م الموافق 19 رجب 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 13 | 8:18 ص

      محرقي بحريني

      العالم سوف يكون أكثر أماناً لو تم القضاء على الجماعات الارهابية مثل بوكوحرام ودعش وحزب الله اللبناني وعصائب أهل الحق وغيرها

    • زائر 12 | 7:02 ص

      في اي عقل

      الوقوف عند اي دكان مقابل مستشفي السلمانية يعد مخالفة ما ادري وين نوقف بفلوس عداد مافيه داخل مافي يعني من ذا الذي اتا بك يا رجل المرور في حارة السقائين.

    • زائر 11 | 5:18 ص

      عندنا عقول

      بس دامجة على الحطة القديمة وعلى السمع والطاعة للابد ؟؟!!!
      ونسوا ان هناك دنيا اخرى

    • زائر 10 | 1:16 ص

      بل ران على قلوبهم

      الرسالة لن تصل لان من توجه لهم هذا الكلام قد ران على قلوبهم وأخذتهم العزة بالإثم واصبحوا يتخبطون ولا يولون على شيء الا الانتقام من الشعب الصابر المثابر

    • زائر 9 | 1:14 ص

      صم بكم عمي

      قد اسمعت لو ناديت حيا و لكن لا حياة لمن تنادي

    • زائر 8 | 1:13 ص

      نفسنا

      كل شي على ما يرام وتحت السيطرة

    • زائر 7 | 12:50 ص

      الاسلام المحمدي هو الحل

      كل يوم يمر علينا نزداد يقينا بان ما تعانية البشرية هو بسبب إبتعادها عن نهج محمد واله والتخبط واضح وجلي فلا حل ولا منجى الا بهم فهم السبيل الى رضوان الله ومن دونهم فالبشرية الى متاهات بلا نهاية .

    • زائر 6 | 12:31 ص

      كأنني أعيش هذا الواقع

      الكذب والتدليس مفضوح من البعض
      والاعجب انهم لا يستحون
      الوضع تحت السيطرة والامن مستقر
      وتستمر قافلة الشهداء

    • زائر 5 | 12:24 ص

      المفروض

      المفروض انها وصلت ليهم بس من يتعلم من اغلاط غيره واغلاطه عشان يتعض مسوين حاله ربهم الاعلى والناس عبيذ..قصدي الطباله فيهم بس..

    • زائر 4 | 12:01 ص

      ان لم تستح

      ليتهم يفهمون.... ولا اظنهم

    • زائر 3 | 11:58 م

      وصلت الرسالة

      مقال رائع ورسالته واضحة دكتور

    • زائر 1 | 10:51 م

      ابحث عن السبب تجد تشويه الاسلام من نفس المصادر

      صدقت عزيزي الدكتور عندما ذكرت بان بوكو حرام وطالبان يشتركان بنفس التفكير والأهداف. ونفس المصادر الممولة لهم تثقيفيا وتمويليا وتنظيميا ونتمنى ان يتم مكافحة المنبع المفرخ لهم

اقرأ ايضاً