العدد 4271 - السبت 17 مايو 2014م الموافق 18 رجب 1435هـ

خطاطون لـ «الوسط»: لا دعم رسميّاً ونحتاج لجمعية أهلية... و«دخلاء» أضروا بهوية الخط العربي

أملوا إعادة فتح مدرسة «العرب» وانقسموا بين مؤيد ومعارض لإدخال التقنية الحديثة في الفن

أجمع خطاطون بحرينيون خلال مشاركتهم في معرض «الوسط» للخط العربي على مدى حاجة الخطاط البحريني لدعم رسمي فضلا عن جمعية أهلية تعنى بهم ليكونوا تحت مظلتها، فيما أملوا أن يتم فتح مدرسة الخط العربي التي أسسها فنان الخط العربي عبدالإله محمد جعفر العرب عام 1990 وأغلقت لاحقا.

هذا وانقسموا بين مؤيد ومعارض لفكرة إدخال التقنية الحديثة في الخط العربي، إذ رأى المؤيدون منهم أن ذلك يثري العمل ويضيف له لمسات تزيده جمالا، في حين اعتبر المعارضون أن أصالة الخط العربي تكمن في خلوه من أية إضافات كما اعتبروا العبارات المخطوطة بالتقنية الحديثة خالية من الروح بخلاف المخطوطة باليد والتي «تنبض حياة وأصالة» على حد قولهم.

وتحدثوا عما وصفوه بـ «دخلاء الفن»، منوهين إلى دخول كثير من الأفراد إلى مجال الخط العربي دون الاستناد لقواعده الأساسية، ما من شأنه أن يضر بهوية الخط العربي ويفقده قيمته.

وفيما يأتي ما دار في لقاءات «الوسط» مع الخطاطين البحرينيين:

الخطاط سيدمحمد كاظم هاشم (45 سنة) شارك بلوحة «لا إله إلا الله» وكتبها بالخط الكوفي النيسابوري، فيما رأى أن الثقافة الخطية كانت محدودة الظهور رغم وجودها في سنوات سابقة إلا أن وسائل التواصل الاجتماعي أسهمت وبقوة إلى لفت نظر المجتمع لهذا الفن الأصيل وبات من السهل الالتقاء بالخطاطين من خارج البحرين عن طريقها، فيما أشار إلى مدى حاجة الخطاطين لكيان خاص بهم كجمعية ليكونوا تحت مظلتها وتنمي مواهبهم، آملا أن تتم إعادة فتح مدرسة الخطاط الكبير عبدالإله العرب والتي أخذ دروسا مهمة فيها.

أما الخطاط محمود الملا فقال: «اللغة العربية مصيرها كمصير الأمة العربية»، مشيرا إلى وجود تخوف سابق بتلاشي هذا الفن وغيابه وأن الأمل اليوم بالشباب والمواهب الواعدة، وانتقد عدم وجود جمعية تضم الخطاطين ومحبي الفن ومتذوقيه، في المقابل أشار إلى تجارب دول تدعم الفن والفنانين وتنظم معارض ومسابقات وبها جمعيات كإيران وتركيا والشارقة، منوها إلى أن الأخيرة تطرح مجلة تخصصية للخط العربي وجميع الخطاطين يتابعون أخبارها كما ان بها مؤسسات تعنى بالخط العربي وتستقبل الخطاطين الذين أثروا ساحتها الفنية.

وفيما يتعلق بمشاركاته في المعارض، ذكر أنه شارك في معارض داخل البحرين وخارجها والتي كان آخرها منذ شهرين في تونس بعد تلقيه دعوة من صديق تونسي، فيما رأى أن مثل هذه اللقاءات من شأنها أن تثري الفنان وتسهم في تعرفه على تجارب الخطاطين.

وبيّن أنه دشن معرضا في مركز الفنون في مملكة البحرين وتم شراء 90 في المئة من لوحاته المعروضة، واعتبر ذلك دليلا على تنامي اهتمام الشباب بهذا الفن.

وبشأن رأيه في إدخال التقنية الحديثة في فن الخط العربي، قال: «لكل خطاط قناعاته وتوجهاته الفنية والمجال مفتوح للجميع وأتصور أن التقنية الحديثة أسهمت في إضافة نقاط إيجابية لهذا الفن وأخرى سلبية، فقدمت السرعة والإتقان وأضرت ببعض الخطوط كالخط الديواني».

وتطلع الملا أن يأخذ فن الخط العربي مكانه الطبيعي كونه عماد اللغة العربية وهي لغة القرآن الكريم، معولا على الجيل الجديد والمتذوق للفن.

لم يختلف رأي الخطاط قاسم حيدر 29 سنة والذي يشارك بلوحة كتبها بالخط الكوفي المملوكي عن من سبقه كثيرا، فقد قال: «الخط العربي في البحرين لا يلبي الآمال التي يطمح لها الفنان ففي تركيا والتي تعتبر الأم الحاضنة لفن الخط العربي هناك اهتمام بالغ وشديد بهذا الفن من خلال إقامة المسابقات والمعارض والمزادات على اللوحات وآثار الخطاطين القدامى كما أن أبوظبي ودبي والشارقة بها سوق كبيرة للخط العربي لدرجة أن سعر اللوحة قد يصل إلى آلاف الدنانير».

وفي البحرين وصف الاهتمام الأهلي والرسمي بالمتواضع وعزا ذلك إلى انشغال الجميع بالسياسة وقضاياها محليا وإقليميا ودوليا، وازدحام الساحة بانشغالاتهم والتي قد لا تتسع في كثير من الأحيان لفن الخط العربي حاله حال كثير من الفنون، هذا ورأى أن هذا العصر هو العصر الذهبي للفن، معولا في ذلك على وجود وسائل الاتصال الحديثة والتي ربطت القريب بالبعيد، ورأى ضرورة استغلال هذا الأمر لإعادة إحياء هذا الفن وإبرازه على الساحة ولاسيما أن في البحرين هناك اهتمام بالتشكيل أكثر من الخط على حد قوله.

وتطرق إلى مدرسة الخط العربي والتي أغلقت لاحقا، آملا أن يتم إعادة فتحها، وقال: «التحدي لا يكمن في خلق بهرجة إعلامية وإنما في طرح لوحة فنية جميلة يفخر بها الفنان وسعيد بأني قدمت عشرات من الخطوط لشركات وفعاليات وزاوجت بين عدد من الخطوط، وكثيرا ما أقف وقفة صدق مع نفسي وأتساءل هل ما قدمته يرقى لأن يكون تجربة ناضجة لأخلق حولها هالة إعلامية؟».

مساعٍ لإطلاق كتاب «الخط العربي

بين التقنية والجمال»

وبشأن رأيه في استخدام التقنية الحديثة في الفن الخط العربي، بيّن أنه من الذين يلجأون لاستخدامها وأن لديه مشروعا لنشر كتاب بعنوان «الخط العربي بين التقنية والجمال» ومن خلاله يطمح لإيصال فكرة أن الجمال هو الغاية وأن التقنية هي الوسيلة والخطاط يستطيع أن يطوعها لخدمة الجمال، كما يعتزم أن يضم الكتاب مجموعة من أعماله الفنية.

الخطاط كميل عاشور (25 سنة) شارك في معرض «الوسط» بلوحة لآية قرآنية كتبها بخط الثلث الجلي، ورأى أن أبرز تحدٍ يواجه الخطاط البحريني هو عدم وجود جهة راعية وحاضنة له فضلا عن عدم وجود مؤسسة تعليمية تعنى بهذا الفن، وقال: «الخط العربي ينتعش في الوطن العربي فيما لاتزال البحرين بمكانها رغم وجود كفاءات ومواهب، كما أن هذا الفن في مجتمعنا فن نخبوي، وأرى أنه كلما ارتقى الفنان بمستواه كانت الفرصة أمامه أكبر لمحاولة المشاركة في معارض خارج البحرين تقدر هذا الفن معنويا وماديا كتركيا ودبي ومؤخرا الكويت».

ورأى ضرورة أن تدشن معارض تتبناها جهة رسمية أو خاصة في مملكة البحرين ومن ثم تأسيس جمعية تعنى بالخطاطين.

وبدوره شارك الخطاط موسى عبدعلي إبراهيم (41 سنة) بلوحتين في معرض «الوسط»، فيما وصف واقع الخط العربي في مملكة البحرين بـ «المأساوي»، معولا في ذلك على عدم وجود رعاية رسمية ولا تمويل أو تشجيع لهذه المواهب فضلا عن عدم قدرة كثير من الخطاطين المشاركة في معارض خارج البحرين بسبب أن الجهة الداعية لا تجد جهة ترسل لها الدعوة فضلا عن عدم قدرت كثير من الخطاطين للمشاركة الفردية أو تدشين معارض خاصة بسبب كلفتها العالية.

ورأى أن الجيل الجديد يتذوق هذا الفن وأن الاهتمام به من قبله أكبر من الأجيال السابقة بسبب وسائل الاتصال الاجتماعي وتوفيرها لعامل الانتشار فضلا عن توفر الأدوات، وفيما يتعلق باستخدام التقنية فقد بدا من المعارضين لها وبشدة ورأى أن البعض يلجأ لها لتغطية عيوب في قدرته الفنية وأن ذلك يسيء له ولهذا الفن على حد سواء.

الخطاط عبدالأمير العويناتي (41 سنة)، رأى أن فن الخط العربي في مملكة البحرين حاليا أفضل بكثير من السنوات السابقة وعزا ذلك إلى وجود وسائل التواصل الاجتماعي وسرعة انتشار أعمال الخطاط وقدرته على الترويج لها والتعريف بإمكاناته بخلاف السنوات السابقة، فيما بين أن التحدي الأكبر الذي يواجه الخطاط البحريني هو غياب الدعم الرسمي لهذا الفن رغم وجود جيل متذوق لهذا الفن ومواهب تستحق الدعم والاحتواء.

وقال: «شخصيا لم أشارك في معارض خارج البحرين إلا أني حضرت بعضها، وأرى أن الفنان البحريني يحتاج لقليل من الدعم الذي يلقاه نظيره في دول مجاوره، وبالنسبة لي أمارس الخط كهواية وليس احترافا ومؤخرا أسعى لذلك»، فيما رأى أن التقنية الحديثة إذا وظفت بشكل صحيح ستضيف للفنان ومن يتجاوز الخطوط بالضرورة سيسيء لنفسه ولفنه».

ومن جانبه قال الخطاط قاسم حسين انه يشارك في المعرض بلوحتين، الأولى قديمة بالخط الديواني والثانية حديثة تجمع الخط الفارسي والديواني، فيما رأى أنه رغم الصعوبات والمثبطات فإن هذه الفعاليات من شانها أن تعيد الروح لهذا الفن العربي العريق والذي يحتاج لدعم ورعاية ليستمر ويتطور، فيما أشار إلى أن عدد المشاركين في المعرض يدل على أن هذا الفن موجود وبقوة في الساحة البحرينية والتي تزخر بالمواهب في شتى المجالات فضلا عن صدور كراسات تؤرخ الخطاطين السابقين وأعمال 60 سنة سابقة، أما على المستوى الأهلي فقد بيّن ان هناك تحركات مهمة في هذا السياق والتي منها مبادرة مركز رأس الرمان بتدشين معرض للخط وملتقى أسبوعي للخطاطين، وأسف لعدم وجود دعم رسمي لكل تلك المواهب على رغم أن الفن اليوم بات من أهم الجوانب التي تتفاخر بها البلاد.

ولحسين رأي في استخدام التقنية الحديثة في لوحات الخط العربي، إذ قال: «أرى استخدامه سلبيا أكثر من كونه إيجابيا فالفرق كبير بين اللوحة المخطوطة باليد ومثيلتها بالكمبيوتر فالأخيرة بلا روح وجامعة فضلا عن أن الجميع يستطيع أن يقدم عملا مشابها بخلاف المخطوطة باليد والتي تكون نابضة بالحياة وتبدو أشبه بالبصمة الخاصة بصاحبها التي لا تتكرر أبدا».

أما الخطاط محسن غريب فقال: «الرسم لغة عالمية إلا أن الخط العربي فن مميز يقف الجميع له احتراما لذا من المهم أن يكون للخطاطين دعم رسمي وأهلي وجمعية تعنى بهم»، فيما رأى أن فن الخط العربي يعيش عصرا وصفه بالذهبي نتيجة وجود وسائل التواصل الاجتماعي والتي أسهمت بشكل كبير في التعريف بالفنان ولوحاته.

وبشأن رأيه في استخدام التقنية الحديثة في لوحاته، قال: «لا أرى حدودا للعمل الفني ومن الجميل أن يكرس الفنان كل إمكاناته ويوظف التقنية الحديثة وقدراته الذاتية على حد سواء لإنتاج عمل ينبض جمالا».

السعيد: نقدم أعمالاً كلاسيكية

في مجتمع تشكيلي

الخطاط عيسى السعيد (29 سنة) والذي يشارك بلوحتين في معرض «الوسط»، قال: «الخطاط اليوم يقدم عملا كلاسيكيا في مجتمع تشكيلي يهوى الألوان»، ورأى ان الخطاطين يحاولون إثبات وجودهم رغم المعوقات من خلال تقديم أعمالهم ومحاولة المشاركة الشخصية في معارض خارج البحرين والتعرف على خطاطين عرب وأجانب، فيما انتقد عدم وجود دعم رسمي للخطاطين، داعيا إلى إعادة فتح مدرسة الخط العربي ودعمها رسميا.

هذا ووصف الخطاط محمد عبدالحسن النشيمي (32 سنة) والمشارك بلوحتين في معرض «الوسط»، واقع فن الخط العربي في مملكة البحرين بـ «المهمل» رغم وجود الخامات المتميزة والتي تحتاج الدعم والرعاية، فيما اعتبر المعارض وسيلة لتواصل الخطاط بزملائه في الفن والتعرف على تجارب الآخرين فضلا عن التعريف بنفسه في هذا المجال.

وبشأن رأيه في استخدام التقنية الحديثة قال: «ان الفن يتحدث وله روح واستخدام التقنية أمر من شأنه أن يفقده هذه الميزة».

الخطاط أحمد السعيد (25 سنة) والذي شارك في «معرض الوسط» بلوحة مخطوطة بخط الثلث الجلي، أشار إلى أنه شارك في كثير من المعارض في مملكة البحرين كما أقام معرضا شخصيا للرسم ومعرضا ثلاثيا وآخر جماعيا للخط فضلا عن مشاركته في مسابقات للخط، واعتبر تلك الفعاليات إضافة نوعية للفنان وخطوة لتوسيع دائرة معرفته ووسيلة للاطلاع على تجارب الاخرين، فيما ما رأى أن واقع الخط العربي في مملكة البحرين ليس بمستوى دول مجاورة من حيث الدعم والتشجيع رغم وجود الكفاءات والخبرات.

وأضاف ان هذا العصر هو العصر الذهبي للخط العربي ولاسيما بوجود وسائل التواصل الاجتماعي وأن على الدولة أن تعي متطلبات هذه المرحلة وتحاول مواكبة الدول المجاورة في رعايتها للموهوبين في مختلف المجالات كون الفن إضافة وفخرا لكل بلد.

وقال بشأن استخدام التقنية «أنا شخصيا مع استخدامها ولكن بحدود ومع المحافظة على هوية الفن».

لوحات قدمهما الخطاط سيدحسن الساري (35 سنة) في معرض «الوسط» للخط العربي الأولى تشكيلية والثانية بخط النسخ، ورأى أن المشاركة في المعارض مهمة جدا وتشكل حلقة الوصل بين الفنان والمتلقى وتعرفه على ردة فعله المباشرة والعفوية، وقال: «الثقافة البصرية في الوطن العربي متواضعة إلا أن تكرار تدشين المعارض والفعاليات من شأنها أن تخلق جوا مختلفا وتعرفك بالآخرين وتطلعك على فلسفات مختلفة للوحات»، فيما توقع مستقبلا مهما للخط العربي في البحرين رغم المعوقات التي يواجها، معولا في ذلك على محاولات هناك وهناك تثبت ذلك كملتقى الخط العربي في رأس الرمان والذي وصفه بالناجح جدا.

ومن جانبه تحدث الخطاط حسين التيتون (30 سنة) والذي شارك في معرض «الوسط» أن مثل هذه المعارض تضيف الكثير للفنان الخطاط وتصقل مواهبه، فيما وصف واقع الخط العربي في مملكة البحرين بالمهمش.

وانتقد لجوء البعض في الفترة الأخيرة لإعطاء دورات في الخط دون الالتزام بالقواعد الأساسية لهذا الفن وعدم العمل وفق نهج صحيح، ما أساء لهذا الفن، وذكر أنه مع استخدام التقنية الحديثة في هذا الفن مع الحفاظ على قوة الحرف وأساسه الراسخ والرجوع إلى القاعدة الأساسية.

وقال: «هناك خطاطون يدشنون معارض داخل وخارج البحرين تسخر هذا الفن بما لا يتوافق مع أصالته وتاريخه العريق ويسيء له بشكل كبير كاستخدامه في رسومات لنساء عاريات».

ومن جانبه رأى الخطاط سعيد عبدالكريم (25 سنة) والذي شارك في معرض «الوسط» للخط العربي بلوحتين الأولى بالخط السنبلي والثانية بخط الديواني الحديد ان تدشين المعارض ومشاركة الخطاط فيها تضيف له الثقة بالنفس في المقام الأول وتساعد على انتشاره واكتسابه الخبرات من الآخرين، فيما أشار إلى أن «دخلاء» الفن يسيئون إليه من خلال عدم اتباعهم أساسيات وقواعد هذا الفن وعدم الرجوع للقواعد والأصول فيه.

وقال: «أنا مع استخدام التقنية الحديثة في مجال الخط العربي بالنسبة للمبتدئين، إلا أني من المحبين للاحتفاظ بروح الخط العربي وهويته»، داعيا الدولة لمزيد من دعم الخطاطين وتشجيعهم.

قدم الخطاط علي حسن الجد (40 سنة) لوحتين في معرض «الوسط» للخط العربي الأولى بالخط الديواني والثانية بالخط الجلي الديواني، ورأى أن الدعم الحكومي لهذا الفن سيئ جدا وينظر له كجزء من فن اخر ولا يعترف به ككيان بمفرده وإنما يندرج تحت فنون أخرى رغم تاريخه الطويل والذي يمتد لأكثر من 500 سنة.

وأشار إلى أن تفاعل المجتمع البحريني مع الخطاطين زاد واتسع نتيجة تواصله معهم عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي وتزايد أعداد الخطاطين ولجوئهم إلى توجهات تخرج عن المألوف كمزج التشكيل بالخط والذي رأى أنه سلاح ذو حدين قد يفيد وقد يضر اللوحة والفنان فيما لم يستخدم في غير موضعه الصحيح.

وقال: «توجهي كلاسيكي جدا ومؤخرا أدخلت اللون في لوحاتي وأتقبل هذا فقط ولا ألجأ لتغيير شكل الحرف أو أدخل عليه خطا جديدا كما لا أسيء له أبدا فأنا أعتز بفني وهويته وأهتم بترسيخ تاريخه كما أني ضد استخدام التقنية الحديثة في هذا الفن».

العريض: أين الخطاطات البحرينيات؟

وللوجه النسائي حضور في معرض «الوسط»، سجل بمشاركة الخطاطة ريم العريض بلوحة بالخط الكوفي الهندسي والتي تساءلت عن أسباب غياب الخطاطات البحرينيات رغم أن الأخيرة سباقة في كل المجالات وعلى مختلف الأصعدة، فيما دعتهن إلى التواصل وتنظيم معارض نسائية وملتقيات للخطاطات البحرينيات لإثبات وجودهن.

وقالت: «أنا أؤمن بأن بلدي تزخر بالمواهب لجميع الفئات والتي منها موهبة الخط العربي ولكنهن يحتجن لمظلة تحتويهن وجمعية وتواصل ودعم رسمي، وبشأن رأيي في استخدام التقنية الحديثة أرى أنها دخلت في كل المجالات وهي جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية ويعطينا خيارات أكثر ويثري الموهبة واستخدمه أحيانا، إلا أني أرى أيضا أن الخط بجهد شخصي له روح تنبض وأن استخدام الخطاط للتقنية بالطريقة الصحيحة هو ما يحدد ما إذا كانت جيدة أو سيئة لفنه».

وبدوره رأى الخطاط رياض عاشور (43 سنة) والذي شارك في المعرض بلوحة استخدم فيها الخط الديواني أن المعارض لاستكشاف مجالات أكثر في الفن وتنمية المواهب بصورة أكبر وآلية للاطلاع على تجارب الآخرين والجديد في فن الخط العربي، وقال: «شخصيا أنا وسطي وأؤيد دخول التقنية الحديثة وفي المقابل أرى أن لمسة الخط الخالصة لها جمالية خاصة، وأرى أن الدخلاء على هذا الفن لا يعتمدون على القواعد الأساسية ويستخدمون الخط بعيدا عن روحه الفنية الأصيلة»، فيما أشار إلى تطور الخط العربي في البحرين مؤخرا وتزايد أعداد الخطاطين والذين يلجأون لتنمية قدراتهم وسط حاجتهم للدعم الرسمي والأكاديمي، داعيا لإعادة فتح ودعم مدرسة الخط العربي ووصفها بالإضافة النوعية للخط والبحرين.

وقال الخطاط خليل المدهون (28 سنة) والذي شارك بلوحة خطها بخط الثلث والنسخ بأن المشاركة في المعارض تعتبر إضافة فنية له وشرفا لإعادة الأصالة للخط العربي وقوته، فيما لفت إلى أنه يستخدم التقنية في لوحاته الفنية التشكيلية وفي المقابل يعشق الخط الأصيل في فن الخط العربي والذي يبرز قوته، داعيا الخطاطين للالتقاء والتواصل وسط آمال بتشكيل جمعية أهلية تعنى بهم، لتأخذ على عاتقها نقل همومهم للجهات الرسمية.

ولا يختلف رأي الخطاط تقي القبيطي (42 سنة) عن من سبقه فقد أشار إلى عدم وجود اهتمام بالخط في مملكة البحرين فضلا عن غياب الرعاية الرسمية، داعيا لإعادة تشجيع ودعم فتح مدرسة الخط العربي للخطاط الكبير عبدالإله العرب.

أما الخطاط حسين الشاخوري فقد رأى ضرورة حاجة الخطاطين أيضا للدعم الرسمي والأهلي والخاص وانطلاق جمعية تضمهم جمعيا تكون معنية بالخط العربي فقط، ودعا إلى تدشين مؤسسات تعنى بتدريس الخط وأمل عودة مدرسة «العرب»، فيما ثمن مبادرة «الوسط».

ومثله الخطاط علي شهاب (30 سنة) أمل عودة فتح مدرسة الخط العربي وإطلاق الدولة لبعثات للخطاطين للخارج فضلا عن تفريغ الموهوبين أسوة بالكتاب ولاسيما مع وجود طاقات بحرينية مميزة.

وبدوره قال الخطاط عبدالحسين العبو (39 سنة) والذي شارك في المعرض بلوحتين بالخط الديواني، ان الخطاطين في مملكة البحرين يسعون لنشر ثقافة الخط العربي رغم غياب الدعم وعدم وجود جمعية خاصة للخطاطين والخط العربي ومحبيه.

ورأى الخطاط حسين علي أحمد (34 سنة) والذي شارك بلوحتين في المعرض بالخط الديواني أن المشاركة في المعارض داخل وخارج البحرين لابد أنها ستضيف للفنان الكثير وتعني التقدم والتطور في قدراته وتطلعه على تجارب وخبرات الآخرين، منتقدا غياب الدعم الرسمي، فيما دعا للحفاظ على هوية الخط العربي وإعادة فتح مدرسة «العرب».

العدد 4271 - السبت 17 مايو 2014م الموافق 18 رجب 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 2:58 م

      لغة القرآن

      أين الأستاذ محمد البحارنة ابو الخطاطين البحرينيين والذي مازلنا نتذكر لمساته على كتب الدراسة في السبعينات وبدايات الثمانينات . عسى المانع خير أستاذ محمد .

    • زائر 1 | 1:10 ص

      رائعون و أوافق قاسم حسين

      فعلا الخط العربي من أجمل المواهب أنا من عشاق الخط العربي أشعر براحة نفسية لا مثيل لها عندما أخط لوحة رغم أن إمكاناتي محدودة في هذا المجال و أوافق الكاتب المبدع و الرائع قاسم حسين ما تنتجه يد البشر يفوق بكثير ما تدخل فيه التقنية الحديثة
      التوفيق للجميع
      بريد الشوق

اقرأ ايضاً