أشاد مرشح منافس للرئيس السوري بشار الأسد في الانتخابات الرئاسية المقررة الشهر المقبل بحملة الأسد العسكرية على معارضيه الاسلاميين لكنه قال ان على سوريا ان تبذل مزيدا من الجهد للحفاظ على علاقاتها مع الغرب وإعادة بناء اقتصادها بعد ثلاث سنوات من الحرب.
وقال المرشح حسان النوري وهو اقتصادي تلقى تعليمه في الولايات المتحدة ووزير دولة سابق انه لا فرق بين المرشحين الثلاثة لرئاسة سوريا فيما يتعلق بالاستراتيجية العسكرية تجاه مقاتلي المعارضة السورية ومناصريهم من السنة في الصراع الدائر.
وقال النوري لرويترز خلال مقابلة في فندق بدمشق "إذا كنت مرشحا لمنصب رئيس الجمهورية العربية السورية فعليَ ألا أنسى ان لدينا مفهوما للوطنية. عدونا لم يتغير. نحن جميعاً ضد الإرهاب. كلنا نسعى لوحدة ترابنا .. لتوحيد شعبنا. نحن جميعا نقف خلف القضية الفلسطينية. لا يمكنك إيجاد أي اختلافات بين المرشحين الثلاثة في هذه الجزئية."
وكانت الانتخابات السبعة الماضية عبارة عن استفتاءات لتأييد الأسد أو والده حافظ الأسد. ولم يحصل حافظ على نسبة تأييد أقل من 99 في المئة بينما حصل ابنه على 97.6 في المئة قبل سبعة أعوام.
ورغم التحرك للسماح بمنافسين اثنين وافق عليهما البرلمان والمحكمة الدستورية هذه المرة فان خصوم الأسد الدوليين يقولون إن الانتخابات مسرحية هزلية تهدف لترسيخ حكمه لولاية أخرى مدتها سبع سنوات.
ويقولون إنه لا يمكن إجراء انتخابات نزيهة في بلد مزقته الحرب التي بدأت بانتفاضة شعبية ضد الأسد وتسببت في تشريد ملايين الأشخاص.
لكن النوري قال إن معظم السوريين سيتمكنون من الإدلاء بأصواتهم.
وقال النوري "الوضع في حلب يتحسن وفي ريف دمشق يتحسن..وفي وسط البلاد الوضع مثالي لاجراء الانتخابات. على الساحل الوضع جيد جدا. في الجزء الجنوبي من سوريا الوضع يتحسن حتى في درعا والسويداء."
وأضاف أن بعض السوريين لا يزال "يساورهم الشك والخوف بشأن كيفية التصرف حيال هذه الديمقراطية الجديدة" وحتى بعض أصدقائه يخشون تأييده علنا لكن وسائل الإعلام الرسمية تمنحه تغطية عادلة هو والمرشح الآخر النائب البرلماني عبد الحافظ حجار.
وقال النوري "المشكلة هي أنك تنافس بشار الأسد رئيس البلاد لمدة 14 عاما ونجل رئيس عظيم لسوريا. اسمه حافظ الأسد الذي ظل رئيسا لسوريا لمدة 30 عاما. لذلك أقول انني أنافس 44 عاما من السياسة القوية."
وولد النوري (54 عاما) في دمشق وحصل على ماجستير الإدارة العامة من جامعة ويسكونسن. وقال إنه إذا تم انتخابه فسيسعى بجهد أكبر لإجراء "حوار دولي" يشمل منتقدي الأسد من الغرب.
وقال "سأحاول أن أصوغ العلاقات مع الغرب بشكل أكثر جرأة" مضيفا أنه ينبغي على دمشق أن تبقي جميع الأبواب مفتوحة "لإقامة علاقات دبلوماسية مع كل الدول بما فيها الولايات المتحدة."
وأبدى النوري استعداده للتفاوض مع الجماعات المسلحة لكنه "لن يتعامل قط مع الجماعات الإرهابية" وهو الموقف الذي صوره بأنه يتماشى مع سياسة الأسد.
ورغم أنه لمح إلى أن الحكومة لم تمنح المتظاهرين فرصة كافية للتعبير عن مظالمهم عندما اندلعت الانتفاضة في مارس آذار 2011 لكنه قال إنه سيكون من الخطأ انتقاد الحكومة الآن وقد "اصبح الإرهاب هو العامل الأول في هذه الثورة."
وتمثل الانتخابات التي ستجرى يوم الثالث من يونيو المرة الأولى منذ نصف قرن التي تشمل فيها أوراق الاقتراع اسما آخر غير الأسد.