العدد 4270 - الجمعة 16 مايو 2014م الموافق 17 رجب 1435هـ

يوسف والبحر... جديد المغربي سعيد بوكرامي

فضاءات (الوسط) – المحرر الثقافي 

تحديث: 12 مايو 2017

عن دار العين المصرية صدر للقاص المغربي سعيد بوكرامي مجموعة قصصية جديدة تحت عنوان "يوسف والبحر" تضم ثلاثة عشر قصة تحفر عميقا في علاقة الانسان الهامشي بالبحر كموضوع طبيعي وفلسفي.

يعتبر سعيد بوكرامي من بين أبرز القصاصين المغاربة والعرب الذين ينتمون إلى المرحلة الزرقاء القصصية. هذه المرحلة التي بدأت مع بداية التسعينيات وضمت إليها مجموعة من التجارب المغربية والعربية التي تكتب اليوم أجمل القصص بوعي سردي وتجدد مستمر.

من قصة : رائحة السمك" نقرأ هذا المقطع:

العميان الذين يصلون إلى القرية لا يحملون معهم شيئا جديدا. عندما كنت أسأل عمّا يوجد خلف العين والغابة والجبال كانوا يردون الجبال والغابة والعين. وعندما أحتج على أجوبتهم الضريرة يدفعونني بعصيهم وكأنهم يدفعون حقيقة موبوءة.

كنت كل صباح باكر أقتفي أثرهم وهم ينزلون إلى العين باحثين عن شعرة أمل وحين لا يجدون غير الحصى الساخن الراقد في جوف العين يرتدّون إلى ذكرياتهم القاسية. لا تصلني من أحاديثهم غير إشاراتهم المبالغ فيها وهم يلوحون بعصيهم وكأنهم يحاربون طواحين الهواء.

الآن وبعدما حدث ما حدث، يمكنني التفكير أن الطبيعة لم تكن أبدا رحيمة بنا بل كانت كقلب ديكتاتور مجنون بالعظمة. نحن لا نملك غير التراب والسماء. التراب بين أيدينا والسماء في عيوننا نمد إليها رجاءنا أن تمطر، لكنها تنسحب بزرقتها المخادعة دون أن ترد. ولأن الشمس تحبنا بمازوشية فهي تحنو على رقابنا بضوئها اللاهب. قطعا لن نحب الأرض لأنها بدون فائدة في سهولنا الافريقية. ولن نحب أمهاتنا اللائي أخرجننا إلى الشمس نتيجة خطأ في تناول أقراص منع الحمل. ولن نحب ...





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 9:05 ص

      و الله لروعة ما شاء الله عليكم وإنت كمان يا سعيد بوكرامي روعة

      يعني سعيد بوكرامي عم يقوم بشي روعة ما شاء الله عليه و أنا من متابعين كتباته في الدوحة و الشرق

اقرأ ايضاً