من الصعب أن تجد أحداً يعرف معنى كلمة «ساتاتونق»! حتى قائلها لا يعرف معناها! فهو أطلقها بحرقة تلازم خفة دم إخواننا المصريين وهو يصف الإعلام العربي المتهاوي إلى أسفل سافلين.
ذلك الزميل الإعلامي المصري خفيف الظل، كان يعقب في مداخلة له ضمن ندوة إعلامية حضرتها في إحدى الدول العربية، خصص الزملاء جزءًا منها لتقييم أداء الإعلام العربي والإسلامي منذ انطلاق حركة المطالبة بالحقوق على مدى السنوات الثلاث الماضية، أو ما يفضل البعض تسميتها بـ «الربيع العربي».
على أية حال، لا تهمنا تلك الكلمة الفكاهية بقدر ما يلزم كل مواطن عربي أن يعرفه وهو يتابع اللعب الخطير للكثير من المؤسسات الإعلامية، صحافة، فضائيات، مواقع إلكترونية، حسابات تواصل اجتماعي وكل ما يدخل تحت عنوان «الإعلام الإلكتروني الجديد».
دعونا نتأمل بضع نماذج من سموم ذلك الإعلام الذي استطاع، مع شديد الأسف، أن يلقي بضاعته الرخيصة في عقول الكثير من الناس فاقدي الوعي، أو ذوي القابلية لتصديق كل شيء بدوافع طائفية، سياسية، تآمرية، عنصرية. سمها ما شئت، فمن بين ما كشفه أحد الزملاء، هو أن فضائية عربية شهيرة جداً جداً، أشعلت على شاشتها حرباً طائفيةً ضروساً انعكست نيرانها، كما هو مخطط لها، على شريحة كبيرة جداً جداً من الناس الـ «ساتاتونق»، عندما كثفت نشر الرسائل النصية التناحرية على شاشتها. فهذه الطائفة تكفر تلك الطائفة، والأخرى تتوعد بقطع الرؤوس وأخرى تهدد باستخدام السلاح في تصفية النصارى والروافض والكفار، وآخر يدعو أهل طائفة في تلك البلاد لاستهداف الكنائس، وواحد يوظف الآيات القرآنية الكريمة لمآرب شيطانية محشداً الأتباع والأنصار للدفاع عن أفكارهم بقتل المخالفين.
ذلك الزميل الذي كان يعمل في تلك الفضائية، كشف أن وراء تلك الحرب المخيفة والمدمرة للمجتمعات العربية والإسلامية كان وراءها شخص واحد... واحد فقط! موظف (كونترول الـ sms) المؤهل الخطير والمحترف بلا نظير يكسب رزقه من خداع الناس والضحك على ذقونهم وتأجيج ذوي العقول الصغيرة التي تتمتع بقابلية كبيرة لتصديق كل ما يرميه ذلك الإعلام من زبالات أعز الله السامع.
خطاب الكراهية... البطولة للثور الهائج: في أغلب الأحيان، يُمنح دور البطولة في اللقاءات الحوارية الطائفية، عبر الهاتف في أغلب الأحيان، للثور الهائج الذي يكون في العادة نكرة. يمثل انتسابه لهذه الطائفة ليضرب ويهاجم ويشتم الطائفة الأخرى والعكس. وفي بعض الأحيان، يكون ذلك الثور الهائج (شاهد عيان) تم تفصيل النص الذي سيتحدث فيه تفصيلاً لا يخلو من الهفوات والأكاذيب المفضوحة، ليهرج على خلق الله مؤججاً تارةً ومستغيثاً تارةً، وباكياً تارةً أخرى، ولربما بكى معه العشرات من خلف الشاشة وهم يتمايلون جزعاً ولوعةً وغضباً دون أن يكلفوا أنفسهم عناء تشغيل «عقولهم» ليركزوا في بطولة الثور الهائج.
بالطبع، تدعم مجموعات من «الثيران» بطلهم عبر نشر مذهل لروابط الكترونية عبر شبكات التواصل الاجتماعي منها ما هو متصل باليوتيوب ومنها ما هو متصل بمواقع مجهولة وكل شيء بحسابه. أما الفعل الرخيص في أوضح صوره يظهر عندما يتم إعداد الثور للتسلح بعبارات الاستغفار والآيات القرآنية الكريمة وتكرار بعض الأذكار بين حين وآخر، ليضفي حالة «أيديولوجية دينية» أفيونية، بإمكانها اختراق مشاعر من لديه القابلية أصلاً لقبول الفاحش من القول، والوضيع من الافتراءات والاتهامات.
والأرخص من كل ذلك، أن يظهر بعض الداعمين من «مشايخ الطين» أو ممن يطلقون على أنفسهم «باحثون في التاريخ الإسلامي» أو «ناشطون في الدفاع عن قيم الأمة»، ولا بأس إن ظهر بين هؤلاء أيضاً، من الجنسين، الأسود والفرسان والأبطال والقامات! كل أولئك لا يمكن أن يقوموا بذلك العمل الخبيث دون أن يستلموا - مقدماً – الأعطيات القذرة التي تملأ كروشهم.
بالطبع، كان الكثيرون يرفضون تصديق مثل هذه الممارسات العفنة، حتى انكشفت هذه الفضائية في مقطع مسرب قبل أو بين الحلقة بين المقدم الشهير والضيف السياسي الكبير وهما يتحدثان عن إجادة الدور. وانكشفت تلك الصحيفة بفضيحة ردود النفي، وأزيح الستار عن أولئك الشيوخ الذين يدعون أولاد الناس للموت، فيما هم يصيّفون في بعض العواصم الباردة المنعشة.
أمام ذلك الإعلام الحقير في خطابه وأتباعه، هناك مفكرون وإعلاميون وناشطون وكتاب وعلماء دين معتدلون يفضحون تلك الممارسات. لقد أجاد المفكر البحريني علي محمد فخرو لدى مداخلته في منتدى الدوحة الرابع عشر المنعقد في الفترة من 12 حتى 14 مايو/ آيار 2014 تحت شعار: «إثراء المستقبل الاقتصادي للشرق الأوسط»، حيث حذّر من فضائيات الطائفية والفتنة والتناحر كسبب من أسباب الأزمات بالتساوي مع الفكر المحارب للديمقراطية والأنظمة المستبدة.
كل الحكومات في استطاعتها لجم وإيقاف خطاب الكراهية المدمر لو أرادت، لكن حتى لو كانت هي ذاتها معجبة بذلك الخطاب، يلزم على المتلقي أن يحترم عقله ويرفض من يعبث به ويضع لنفسه مصفاة (فلتراً)، لكي لا يصبح مكباً للنفايات.
إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"العدد 4270 - الجمعة 16 مايو 2014م الموافق 17 رجب 1435هـ
خطاب الكراهية وعرفة ونحن اطفال صغار
نعم منذ طفولتنا ونحن نسمع خطاب الكراهية والسب والشتم في سيدتنا عائشة ام المؤمنين والخلفاء الراشدين وصاحبة الرسول ، كبروا وصرنا نرى ذلت الخطابات مكتوبة على الجدران باللون الأسود الحاقد : الموت ل.... والى. اخر المفردات كان الله في عون الكتاب أمثالكم في تصحيح هذه الاوضاع الشاذة
شتم وكراهية للزائر رقم 13
محاولة تحريف فاشلة عزيزي...وإذا تخاطب الكتاب الأخ سعيد وأنا من متابعيه في ثلاث صحف سابقة فإنه تحداكم أن تثبتوا بالصورة والصوت والدليل والواقعة أن شيعة البحرين تشتم الصحابة ففشلتم حسب علمي ولم يتقدم أحد..أما الموت إلى.....فلا تخلط افتراء ديني على موقف سياسي. ..محاولاتكم فاشلة. .ونسيت من يملك خطاب الكراهية ويمده بالمال والرجال. .إنها الحكومة.
زائر 13 منذ كنتم أطفال صغار
اووووووه..تسمعون خطاب الكراهية وشتم الصحابة وام المؤمنين من يوم انتو صغار إلى اليوم.. أوووووه..يعني يا الطيب العلة فيكم..والخنوع فيكم.. والقصور منكم.. كيف تسمع انت وآبائك وأجدادك وعمومك وقومك وناسك ومشايخك كل هذا الخطاب وتسكتون.. وين غيرتكم على الصحابة وامهات المؤمنين؟ جيف ما في قانون ولا محاكم.. بسكم شلخ وتأجيج على فاضي بلاش..نعم هناك شيعة يشتمون في الفضائيات وفي المنابر..شدخل شيعة البحرين فيهم..اذا ريال اثبت على شيعة البحرين اللي خطابهم قمة الاحترام والقيم والدين.
كان عندي شك
كنت قبل فترة اتكلم مع زوجي عن هذا الموضوع.. لاحظت بصراحة في السنوات اللي فاتت أشياء في الإعلام العربي وخصوصًا في اليوتيوب ما تدخل المخ.. اثرى تمثيل رخيص جداً ومكشوف خصوصاً بالنسبة للتأجيج الطائفي بين السنة والشيعة.. الله يدمر أصحاب هذا العمل الباطل الحقير ولك الشكر استاذ سعيد ولصحيفة الوسط المحترمة التي تنور القراء بطرح ممتاز..
أختك: شفيقة عبدالرحمن حجاج.. إن شاء الله نلقاك في مكة حج هذا العام
كلها بربسة يا عمي
أقول العم سعيد بومحمد..كلها بربسة.. وأتذكر كلامك في إحدى الدورات التدريبية قبل سنتين في نادي الإتفاق.. انت قلت السنوات القادمة راح تشهد الإعلام المدفوع بالشيكات والمفصل على مقياس تريده الحكومات.. صح وإلا لا.. يعني مو مشكلة يعطون مذيعة مذيعة صحفي صحفية شيخ طين فضائية تلفزيون اذاعة موقع الكتروني مغرد فيس بوكي فلوس فلوس فلوس ويسوي اللي يبغونه.. بس كلامك صحيح في نقطة إن الأغبياء اللي يصدقون هاذي مشكلتهم.
التآمر على الوطن
علشان نكشف التآمر على الوطن والخيانة لازم نسوي كل شي.. ليش ما تتكلم عن الفضائيات اللي تسيء إلى البلد ؟ احنه اعلامنا ضعيف علشان جذيه لازم يسوي كل شي يقدر يسويه علشان يكشف الخونة للعالم حتى التمثيل موب غلط اذا كان الهدف خدمة الوطن..
وتبقى البحرين عربية خليفية..كاشف
كم عطوك
شكلك يخوي من اللي يمثلون، عاد لازم يكون المبلغ يسوى
في الصميم..رسالة مهمة
كلامك في الصميم أخي الكريم..وأقول والله يشهد على ما أقول،أن في البحرين أيام السلامة الوطنية، كانت هناك فرق عمل تجهز متصلين للإذاعة والتلفزيون يعطونهم الكلام الهدام ويعلمونهم كيف يصرخون ويهيجون السنة ضد الشيعة وكل ذلك بمقابل..كذلك في أحد المنتديات الإلكترونية الطائفية، يتم صرف مبلغ 10 دينار لكل مشارك من مجموعة منتقاة يكتبون يوميًا مشاركات تثير الفتنة هذا حدث خلاف بينهم ونشر بعض الأعضاء الغسيل وفضحوا المسألة برمتها حتى تم طردهم ومقاضاتهم..للعلم: غالبية أولئك من غير البحرينيين الأصليين.
مصري شيعي وآخر سلفي
احدى القنوات المصرية استضافت حوار بين مصري شيعي وآخر سلفي..الشيعي تجاوز حدوده بذكر زوجة السلفي أنها تبحث عن زواج (....)..ياعيني! فغضب السلفي ورمى الشيعي بكوب الماء وهرب الأخير وقام مقدم البرنامج يصرخ ويزبد(لزوم اللعبة)..هل تصدقون ياجماعة أن ما حدث هو اتفاق على تمثيل المشهد؟ لقد كشف الإعلامي المصري (ر.أ) الذي يعمل في القناة هذه المسرحية الهابطة لتأجيج الصراع المذهبي في مصر...الممثلان الشيعي والسلفي استلما المقسوم من المال ورحلا وبقي اليوتيوب يثير الفتنة والتأجيج والبهائم تُصدق.
3-1: محاور مهمة للنقاش
بسم الله الرحمن الرحيم،صديقي العزيز ....أود طرح بعض النقاط تفاعلًا مع مقالك الجميل.. لقد أصبح التمثيل والفبركة والتزور وسيلة من وسائل الإعلام العربي والإسلامي إلا فيما ندر..الحكومات في الشرق الأوسط تتفنن في الإساءة لشعوبها وتغدق المال على إعلام وكتاب ومثقفين تابعين للسلطة قادرين على تحريف الحقائق وخداع الناس، وكماقلت، يرمون النفايات في عقول المواطن العربي عبر مخلفات: الطائفية،الصراع الاجتماعي، تدمير القيم.. والمشكلة أن شريحة كبيرة من المواطنين يصدقون.
3-2: غياب الإعلام الوطني الرصين الأمين
في دول الخليج على وجه التحديد، يغيب الإعلام الوطني الرصين ذو الأمانة الدينية والوطنية والاجتماعية، وبدلًا من بحث المسئولين عن وسائل تطوير هذا الإعلام ليكون منبرًا حرًا للبناء والتنمية، يتم تسخيره لحماية الاستبداد والفساد والطائفية وترويج ما يهدد السلم الاجتماعي، وهنا، يتجه بعض المسئولين في الأجهزة الإعلامية إلى الفبركة والتزوير والتمثيل وقلب الحقائق والنتيجة أن المتلقي، حتى المخدوع، يصل إلى حالة (الإنهيار القيمي) نتيجة تصديق ما يقدمه الإعلام السيء وهذه مسئولية المخدوع.
3-3: الاستعانة بمستشارين عرب وأجانب
في الخفاء، هناك أموال تصرف على مستشارين في الإعلام من عرب وأجانب، وهؤلاء يمتلكون الخبرة والدراية والتأهيل العلمي لكن من يوظفونهم هم من لا يمتلكون الضمير والقيم الإنسانية والأمانة وقبلها الوازع الديني، أياً كان دينهم السماوي، فهؤلاء (.....)، يصيغون للحكومات أساليب منحطة وحقيرة في قوالب إعلامية موجهة إلى المجتمعات، وخصوصاً الخليجية، كونها مجتمعات فيها الكثير من الشرائح المهيئة للخداع وذات القابلية الطائفية المريضة. وشكراً استاذ سعيد.
خرطي طلعو
ولله الحمد شيوخ الفتنه في زوال فقد تعبت الشعوب ووعت من خرافاتهم المضحكه فكونا يرحم الله والديكم ياجهله ....