تاريخ محاربة والتضييق على المؤسسات والجمعيات الأهلية لم يكن طارئاً، ولم يبدأ بعد أحداث فبراير/ شباط 2011، ولا حتى في منتصف العام 2010 عندما قامت وزارة الصحة بإقفال مقر جمعية التمريض البحرينية، وحل مجلس إدارة الجمعية، وتعيين رئيس مؤقت للجمعية، وما تبع ذلك من حل مجلس إدارة جمعية المحامين البحرينية وتعيين مجلس إدارة جديد، وحل جمعية المعلمين، وتغيير النظام الأساسي لجمعية الأطباء البحرينية، وخلق عدد من الجمعيات الأهلية الموالية، أو ما يسمَّى بجمعيات «الغونغو».
السلطة في البحرين قامت ومنذ سبعينيات القرن الماضي، بمثل هذه الخطوات عندما أنشأت ما يسمى بأندية طلبة البحرين في الخارج، لضرب الحركة الطلابية البحرانية وممثلها الاتحاد الوطني لطلبة البحرين في الخارج.
فقبل إنشاء جامعة البحرين في العام 1986 كان الآلاف من خريجي الثانوية العامة يواصلون دراستهم الجامعية في مختلف دول العالم، وبذلك تكوَّنت مجاميع طلابية بحرينية في عدد من المدن العالمية، وخصوصاً في بيروت والقاهرة وبغداد وحلب ودمشق والبصرة والموصل والكويت والإسكندرية وموسكو ولندن، والولايات المتحدة، لتشكل هذه المجاميع «روابط» طلابية بحرينية، كانت الأساس لإنشاء الاتحاد الوطني لطلبة البحرين في الخارج، الذي تم الإعلان عن تأسيسه في 25 فبراير 1972 كتنظيم طلابي نقابي يجمع في صفوفه الآلاف من الطلبة البحرانيين الدارسين في الجامعات العربية، وبالتالي تحولت كل «الروابط» إلى فروع للاتحاد الوطني لطلبة البحرين والتي وصل عددها بعد ذلك إلى 16 فرعاً.
كان الاتحاد الطلابي يشكل تنظيماً نقابياً غير معترف به من الدولة، بل كانت الدولة تضيق الخناق على الطلبة المنتسبين إليه، حيث وصل الأمر لسحب جوازات أكثر من 100 طالب وطالبة، وعدم السماح لهم بمتابعة دراستهم الجامعية بسبب انضمامهم للاتحاد.
وعلى رغم جميع أشكال التضييق على الطلبة، بما في ذلك اعتقال وسجن الطلبة النشطين في الاتحاد، إلا أن ذلك لم يزد الطلبة البحرينيين إلا إصراراً، والتحاماً بالنقابة الطلابية التي تمثلهم، ولم تجد السلطة حلاً غير خلق بديل عن الاتحاد، ولذلك قامت بابتداع «الأندية الطلابية في الخارج» لضرب الوحدة الطلابية.
وبعكس الطلبة المنتمين للاتحاد، قامت السلطة بتوفير جميع التسهيلات للطلبة المنتسبين للأندية، بما في ذلك منح الدارسين على حسابهم الخاص بعثات دراسية.
ويشير عضو جمعية الشباب الديمقراطي البحريني محمد مطر في دراسة له بشأن تاريخ تأسيس الاتحاد الوطني لطلبة البحرين في الخارج إلى «تزايد حملة التصفية على الاتحاد في العام 1976عندما أسست الجهات الرسمية المسئولة ثلاثة أندية طلابية في كل من الكويت والقاهرة والإسكندرية، لتسير ضد الإرادة الطلابية وتجيَّر لشق وحدتها، فإذا جاء تأسيس الاتحاد الوطني نتيجة إرهاصات وثمرة جهود طلابية مخلصة، نابعة من صميم إرادة الطلبة أنفسهم، فإن تأسيس الأندية الطلابية في الخارج لم يأت بفعل إرادة طلابية، وإنما بإرادة خارجية تمثلت لاحقاً في المؤسسة العامة للشباب والرياضة قسم مراقبة أندية طلبة البحرين، إذ تمت متابعة ومراقبة وتوجيه أنشطة الأندية الطلابية التي أسستها الحكومة في الخارج معدومة النشاط والفاعلية، وأصبحت تابعة للمؤسسة من جهة، وللسفارات في الخارج من جهة أخرى، وذلك وفق لائحة النظام الموحد لأندية طلبة البحرين في الخارج».
وبذلك يمكن القول إن أندية طلبة البحرين في الخارج كانت أول تجربة لتشكيل منظمات «الغونغو» في البحرين.
إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"العدد 4270 - الجمعة 16 مايو 2014م الموافق 17 رجب 1435هـ
محاربة الاصوات وما اريكم الا ما ارى
تجد من ينادي بحوار الحضارات ويسافر هنا وهناك ولا يستطيع تحمل عمل نقابي لطلاب و نقابات ترى القصور وتظهر المعانات كما تراها هي .
بدل ان يستيجيبوا لمطالب شعبهم يحاولون ضرب كل حراك
هم بذلك يخلقون قناعات معينة وسوف يخلقون انواع من الناس لن تقبل بما يقبل به الجيل الحالي