يتحمّلون عناء التعب، ويتظللون أسفل الشاحنات هرباً من أشعة الشمس الحارة، يفتقدون للخدمات الرئيسية، ومنها دورات المياه و«البرادة» والمسجد، ينتظرون دورهم للعبور إلى جسر الملك فهد لمدة تزيد على اليوم، وجميعهم يتجرّعون نفس المعاناة، ويبقى الصبر مؤنسهم في عملهم، هكذا يقضي سوّاق الشاحنات يومهم للحصول على لقمة العيش الحلال.

التقت «الوسط» مع مجموعة من السوّاق البحرينيين والأجانب، خلال جولة ميدانية قامت بها في المواقف المخصصة لانتظار الشاحنات بالقرب من مدخل الجسر، وذلك للاطلاع على أوضاعهم الإنسانية.

«سواق الشاحنات»... حكايات من المعاناة بانتظار عبور «الجسر»

الجنبية - حسين الوسطي

يتحملون عناء التعب، ويتظللون أسفل الشاحنات هرباً من أشعة الشمس الحارة، يفتقدون للخدمات الرئيسية ومنها دورات المياه والبرادة والمسجد، ينتظرون دورهم للعبور إلى جسر الملك فهد لمدة تزيد عن اليوم، تجمعهم الألفة بين بعضهم البعض، وجميعهم يتجرعون المعاناة نفسها، ويبقى الصبر مؤنسهم في عملهم، هكذا يقضي سواق الشاحنات يومهم للحصول على لقمة العيش الحلال.

التقت «الوسط» مع مجموعة من السواق (بحرينيين، وأجانب)، خلال جولة ميدانية قامت بها في المواقف المخصصة لانتظار الشاحنات بالقرب من مدخل جسر الملك فهد، وذلك للاطلاع على أوضاعهم الإنسانية.

تحدث السائق البحريني أحمد عيسى عن معاناته، قائلاً: «منذ يوم أمس وأنا أنتظر دوري لحين الحصول على الترخيص بالعبور لجسر الملك فهد، كما إننا نقضي أحياناً ساعات طويلة في البحث عن موقف للشاحنة، وخصوصاً أن المواقف تتسع لنحو 200 شاحنة، ونظراً لتكدس الشاحنات يصعب الحصول على موقف».

ويذكر عيسى «نفتقد للكثير من الخدمات الأساسية، فهذه المواقف تفتقر لوجود دورات مياه أو محلات لبيع المواد الغذائية، كما لا توجد مظلات تقينا حرارة الشمس».

واتفق السائق البحريني سيدعباس جعفر معه، وأضاف «نتحمل هذا العناء والتعب للحصول على لقمة العيش، ومن الصعب على الإنسان أن يبقى في مكان يفتقر للخدمات الضرورية».

وحمّل مسئولية التأخير على الموظفين في الجانبين البحريني والسعودي، والتلكؤ في تسريع إنهاء تخليص إجراءات الشاحنات للعبور، مطالباً بتسهيل إجراءات سواق الشاحنات لإنقاذهم من المعاناة الإنسانية التي يعيشونها، من خلال زيادة عدد الموظفين والالتزام بالعمل بشكل جدي.

وتابع «مع قدوم موسم الصيف، من يتحمل البقاء تحت أشعة الشمس اللاهبة، وخصوصاً أن مكيفات الشاحنات تقل قدرتها على البرودة في حال وقوفها لأيام، فضلاً عن خلو المنطقة من الخدمات وغرف انتظار مكيفة، والمتضرر الوحيد في ذلك هو السائق».

وأضاف سائق بحريني آخر، أن موظفي التخليص لا يعملون يوم الجمعة، وهو ما يزيد مدة الانتظار إذا وصل السائق يوم الخميس.

وخلال الجولة، رصدنا آسيوياً متوقفاً بالقرب من إحدى الشاحنات وبجانبه عربة تحتوي على مياه معدنية وخبز ومكعبات ثلج وبعض المأكوت، إذ قال محمد نور الإسلام (بنغالي): «أجلب معي بعض المأكولات والمشروبات لبيعها على السواق منذ الساعة الثامنة صباحاً ولمدة ساعتين، على اعتبار أني أعمل في جهة أخرى، وأقضي وقتي بعد عملي في بيع المواد الغذائية».

وأوضح «سبب تواجدي هنا هو التعاطف مع هؤلاء السواق الذين يفتقدون وجود برادة، فضلاً عن خلو المنطقة من مسجد أو دورات مياه».

وفي الجانب الآخر، شاهدنا آسيويين اختبأوا أسفل شاحنتهم من أشعة السمش الحارة، وتحدث محمد مصطفى جر رحمان (بنغالي) عن معاناته، قائلاً: «منذ يومين وأنا أنتظر دوري للعبور، ناهيك عن أن المنطقة لا توجد بها دورات مياه لقضاء الحاجة، فضلاً عن عدم وجود مسجد للصلاة».

من جانبه، قال رئيس جمعية النقل والمواصلات أحمد ضيف أن معاناة السواق في تفاقم، ولا حلَّ جذرياً لإنهاء معاناتهم حتى الآن.

وأوضح «على رغم صدور التوجيهات السامية من القيادة السياسية والمسئولين بتسهيل إجراءات سواق الشاحنات، وإنهاء مشكلة تكدس الشاحنات، إلا أنها تبقى حبيسة الأدراج دون تطبيق».

وانتقد التصريحات الإعلامية للمسئولين عن وضع حلول لسواق الشاحنات وتسهيل عبور الشاحنات، مشيراً إلى أن المشكلة مازالت قائمة دون حلول ملموسة على أرض الواقع.

وذكر أنه بعث خطاباً إلى وزير العمل للتحرك لإيجاد حل للسواق الذين ينتظرون تحت أشعة الشمس، وذلك أسوة بالقرار الذي يقضي حظر العمل وقت الظهيرة، لافتاً إلى استلامه رد من الوزير يفيد بعدم اختصاص وزارته بهذا الشأن.

وشدد ضيف على ضرورة وضع خطة جدية لإنهاء معاناة السواق والشركات، مشيراً إلى تضرر الجانبين في هذه المشكلة.