قال إمام وخطيب جامع الإمام الصادق (ع) في الدراز، الشيخ عيسى قاسم، إن الحراك الشعبي انطلق سلمياً بهدف «التغيير والإصلاح»، ووضع علاقة الحكم بالشعب على «السكة الصحيحة»، مؤكداً في خطبته أمس الجمعة (16 مايو/ أيار 2014) أنه «لا عدول عن سلميته». ووصف التنازل عنه «سفه وبلاهة وجنون».
وتحت عنوان «الحراك الشعبي ثابتة ومتحرّكة»، أوضح قاسم أن «الحراك الشعبي انطلق بهدف التغيير والإصلاح، وهو هدفٌ ثابتٌ لا تغيّر فيه ولا يصح أن يتغيّر أو يُتنازل عنه، فالتنازل عنه سفهٌ وبلاهةٌ وجنونٌ من المخلص، وخيانةٌ كبرى للدماء والشهداء، والأعراض والأموال من غير المخلص، وإخلالٌ عظيم، لو حصل من أي طرفٍ بسلامة الوطن، ونقضٌ واضح لمصلحة الحاضر والمستقبل».
وأضاف «انطلق الحراك الشعبي سلمياً وبقي سلمياً وعليه أن يبقى كذلك، ولا عدول عن سلميته اليوم ولا غداً»، مبيناً أن «الحراك الشعبي انطلق بقصد سقفٍ من الإصلاح يضع أوضاع الوطن وعلاقة الحكم بالشعب على السّكة الصحيحة، وبحيث يعطي حالة من الاستقرار الذي يحوج الشعب إلى أن يدخل بعد بضع سنواتٍ في مواجهةٍ جديدة حادّة مع السلطة، وهذا السقف لابد منه ولا يوجد حلٌ آخر أقلّ منه يحلّ محلّه ويؤدي وظيفته ويعطي لهذا الوطن الراحة المطلوبة والأمن المنشود للجميع».
وذكر أن «الحراك الشعبي انطلق يطلب العزّة والاستقلال للوطن وقراره السياسي بعيداً عن روح التبعيّة، ولايزال يُصرّ على ذلك، ويجب أن يستمر على إصراره هذا، ويتجنب كل تبعيّة ناظراً إلى مصلحة الوطن، وقبل كل شيء في إطارٍ من الدين الذي آمن به هذا الشعب ورضا الله سبحانه، وهو الربّ الذي لا معبود لنا سواه».
ورأى أن «كل هذه ثوابت للحراك لا رفع لليد عن شيء منها، وما يُتحرّك فيه هو نوع الأساليب، وما ينبغي أن يلاقي تغيُراً، هو تنّوع الأساليب وتجديدها، وتعددها، في إطار السلمية ورفض العنف والإرهاب».
وأضاف «أمرٌ آخر ينبغي أن يتطوّر إلى درجة من الزيادة والكثافة والإصرار، وهو المشاركة الجماهيرية الواسعة في الأنشطة السلمية التي يعتمدها الحراك وتمثّل الأداة الفعّالة في يده من دون يأسٍ ولا شكوى من تعبٍ وملل. وإن يحصل انحسار عن هذا التواجد يحصل لابد أن يحصل فشلٌ بالنسبة للمطالب».
وفي سياق آخر، تحدث قاسم عن «الموسم القرآني الثالث»، الذي يقام تحت عنوان «بالقرآن نتلاحم»، مؤكداً على ضرورة أن «تتذكر الأمة أنه من أجل أن تتلاقى وتتلاحم صفوفها، وتتكامل طاقاتها وتجتمع على الخير جهود أبنائها، لابد لها من الالتفاف بمحورٍ فكري وتربوي واحدٍ، قادرٍ على توحيدها، وليس أقدر من القرآن على تحقيق هذا الهدف، وهو قادرٌ على أن يوحّد الإنسانية كلّها على ما بين أبنائها من فوارق وتباينات».
وذكر أنه «من أجل أن يكون التلاحم من أجل الحق والعدل وعلى طريق الهدى والرشاد، ومن أجل الوحدة الإنسانية الكبرى ومصلحة إنسانية الإنسان، وتحقيق الغاية السامية التي خُلق من أجلها، فلابد أن يقوم بالالتفاف بالقرآن والتمحور حوله وفي ضوء تربيته وقيادته».
وأضاف «علينا ونحن نفكِّر ونطمح، بأن تكون من هذه الأمة أمةٌ مجيدةٌ تَكبُر ما نحن عليه من قوةٍ وهدىً ورشد، واستقامة وفاعلية، ونشاطٍ وعزةٍ نفسية قومية وعملية، وأن تكون سبّاقة في كل الميادين الصالحة، وتتقدم كل الأمم في ما هو إيجابي ونافع، أن نهيئ لذلك، وعلينا أن ننتقل إلى أمة جديدة بتلك المواصفات عبر بذل كل جهد ممكن في تصحيح واقعنا، واقع هذا الجيل برجاله ونسائه وشبابه وشاباته في ضوء الوعي القرآني المنير، وأن نرتفع بمستوى تربية هذا الجيل إلى أن تكون التربية الرشيدة وأن تقبل الأمة القيادة الهادية بما يعني ذلك لفهم أكبر للقرآن وطلب التتلمذ على ثقافته وترويض النفس على نهجه لأن مستوى الجيل القادم الذي نطمح أن يتطوّر على يده واقع الأمة إنما يتم التحضير له على يدنا - إذا بقي هذا الجيل متخلفاً ومقصراً جداً في وظائفه لم يستطع أن ينتج جيلاً من الجيل الذي نطمح إليه».
ودعا إلى أن «تبدأ الصناعة الإسلامية الرشيدة المخطط لها لجيل المستقبل من مرحلة الصبا والطفولة، وليس من مرحلة الرجولة والشباب»، مشدداً على ضرورة أن «يكون الاهتمام بالجيل الجديد على ضوء حركة قرآنية صاعدة، ونشاط تربوي مكثف مخطط له في ضوء القرآن ويكون شاملاً للبعد الفكري والشعوري والسلوكي، ولا نكتفي بالتركيز على بعد دون بعد».
كما دعا إلى «إيجاد المؤسسات القرآنية والحديثية الحاضنة للجيل المستهدف في جميع مراحل نموه، لا ترعى مرحلة الطفولة فقط ولا مرحلة الشباب، ولا يكون تحضيرنا للمؤسسات القرآنية والحديثية والإسلامية الحاضنة للجيل القادم بمرحلة طفولته فقط، وإنما علينا أن نعد ما استطعنا من هذه المؤسسات للجيل القادم في كل مراحل نموه، والقادرة على مجاراة هذا النمو والدفع به طوال مسيرته التربوية الصاعدة والتجاوب مع متطلباته المعرفية المتطورة».
ونبّه إلى ضرورة أن «لا يكون تخطيطنا لمشاريعنا التربوية والفكرية والثقافية، في صورة محاولات من كيانات صغيرة متفرقة، قد تقع في محذور التكرار وعدم النضج والتكامل، وإنما يكون التخطيط خاضعاً لنظرة مركزية دارسة جامعة، ويكون تطبيق مخرجاته متناسقاً ومتكاملاً ومتناصراً».
وتحت عنوان «شهادة الأحداث»، قال قاسم: «إن أوضاع العالم العملية اليوم وأحداثه الجارية على يد الإنسان، وما تنتجه السياسة في دول الاستكبار العالمي والدول التابعة له لتؤدي شهادة صريحة على الانحراف الخطير الذي آلت إليه البشرية في وضعها الحاضر، والانحدار البيّن الذي تعاني منه إنسانية الإنسان الذي تسببت فيه حضارته المادية وقيمه الأرضية».
وأفاد بأن «الإنسان يعادي الإنسان، يسعى إلى إضعافه، شعوبٌ بكاملها تعيش الشقاء بسبب التسلّط الظالم من طغاة الأرض ومصاصي دماء الشعوب وأصحاب الجشع المادي، دولٌ يكيد بعضها لبعض، وأنواع الفساد تغزو كل العالم، وتدهورٌ خلقي يعمّ أكثر سكّان الأرض، وحروبٌ طاحنة لا تفتر بدافع البغي والنهب والاستغلال، وتحالفاتٌ عدوانية وراءها نفوس شريرة وأهدافٌ من طبيعتها، وعلمٌ ودينٌ خاضعٌ لإرادة الطواغيت وموظفٌ لخدمة بغيهم وعدوانيتهم. وهكذا يغرقُ العالم اليوم في بحرٍ من الضلالات والفتن والشعور المهلكة والكذب والتزوير».
واعتبر أن «هذا الانحراف الخطير الذي تعيشه البشرية اليوم والذي ينطق الواقع المتردّي بشهادة صارخة عليه يأتي نتيجة حتمية لروح الحضارة المادية التي سرَت في العالم وهيمنت على الإنسان فكراً وشعوراً ومسلكاً».
وتابع «الإسلام العظيم الذي يعلّق عليه أمل إنقاذ العالم من محنته وتصحيح مساره وإرجاعه إلى رشده وإنسانيته، يتعرّض إلى تزوير عملي فظيع لابد لأصحاب الدين والرُشد والحكمة من أبناء هذه الأمة من كل المذاهب من المبادرة لمواجهته قبل أن تفلت الأمور وتصير إلى ما هو أسوأ وأفتك بالإسلام والأمة».
وأشار إلى أن «ما يجري من مذابح ومجازر بشعة في صورة حيوانية شرسة، وما يحصل من اختطاف الأبرياء وتعدٍّ على الأعراض واستباحة للأموال وحرقٍ للثروة العامة ومباهاة وتفاخر بأبشع الجرائم مما يجري باسم الإسلام وتحت رايات وعلى يد قياداتٍ تنتسب له ليمثل أكبر عملية تزويرٍ للإسلام وتعدٍّ على قداسته وتشويهٍ لصورته».
وتساءل: «خطف أكثر من مئتي طالبة والتهديد ببيعهن وهنّ لا دور لهنّ في حربٍ ولا مواجهة بمن فيهنّ من مسلمات ومسيحيات، هو من إسلام القرآن والسُنّة؟ وهذا يُرتكب باسم القرآن والسنة! وهل التفجير في المساجد والكنائس وحصد الأرواح البشرية بلا حسابٍ لجموع المصلين والعابدين لله مما يدخل في الإسلام أو يليق بعظمته؟ والحال أنه يُباشر باسم الإسلام!».
وأضاف في تساؤله: «هل استباحة دماء المسلمين لمجرد المخالفة في المذهب واستباحة أموالهم وأعراضهم مما يلتقي مع آية من آيات الذكر الحكيم أو حديثٍ من الحديث الشريف؟».
وطالب «كل الغيارى في الأمة ومخلصيها من كل المذاهب والتوجهات، أن تجتمع كلمتهم لإنقاذ مستقبلها من خطرٍ أعظم من الخطر الذي تعيشه اليوم على شدّته، بمحاصرة أسباب موجة التكفير المندفعة لتفريق الأمة أكثر ممّا هي متفرقة في الوقت الحاضر واقتتالها أشد مما يحصد من أبنائها ظلماً وعدواناً وجاهليةً مقيتة الاقتتال اليوم».
وحث على أن تنتشر الفتاوى المضادة لفتاوى التكفير، التي أفسدت كثيراً من العقول والنفوس، وبلغ حريقها في أمة القرآن والإسلام ما بلغ.
العدد 4270 - الجمعة 16 مايو 2014م الموافق 17 رجب 1435هـ
القائد
حفظك الله يا أبا سامي خطبك يا شيخنا كلها تصب في مصلحة الشعب والوطن
كلام جدير بالتأمل لتنشيط الحراك الوطني المحق
القيادة الدينية الوطنية المحترمة تقول : وما ينبغي أن يلاقي تغيُراً، هو تنّوع الأساليب وتجديدها، وتعددها، في إطار السلمية ورفض العنف والإرهاب
اتفق معك يازائر 8
كنت أتمنى أن يرفض ويحرم التفجيرات والعنف والإرهاب في البحرين وليس فقط في سوريا والعراق ومصر كما ذكر سابقا.
الخليج العربي
ياعيسى قاسم نريد بان نرى ابنائكم في الامام وليس شبابنا تزجونهم لمصالحكم
ابو محمد الدوسري
كلام بلسم على الجروح ياشيخ
عيل خطب الكراهية المدعومة
من السلطة جامع مدينة عيسى
مثال .
ابو عباس
سلام سلام يابو محمد الدوسري اخوك ابو عباس يادوسري هههههاي