بمناسبة إطلاق شركة باليه مدينة نيويورك، كتبت روزلين سولكاس، في صحيفة "نيويورك تايمز" يوم الاثنين الماضي (12 مايو/ أيار 2014)، تقريراً تناولت فيه خطوات تأسيس الشركة على يد بنيامين مليبيد، الذي سيصبح مدير أوبرا باليه باريس في مطلع شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2014, ومشروعات الشركة المستقبلية. تضمّن التقرير أعمالاً لمليبيد، اتسمت بالعرض في جانب، والملاحظات النقدية العابرة من جانب آخر.
سيتم اختيار شباب؛ وليس مرجّحاً أن يكونوا من الخارج لإطلاق واحدة من شركات الباليه الكبرى في العالم؛ ولكن قبل أن ينطلق مؤسس ومدير "باليه مدينة نيويورك" بنيامين ميليبيد (فرنسي المولد)، في مشروعه، سيكون تحت الرصد، وطبعاً لن يكون بمنأى عن نظرة الصحافة المحلية غير الودية لولايته المنتهية؛ لذا عليه أن يعمل بجدّ للمضي في المشروع.
عمل ميليبيد الجديد "دافنيس وكلو"، افتتح مساء يوم السبت الماضي (10 مايو الجاري)، في أوبرا الباستيل، وبتكليف من مديرة الباليه الحالية، بريجيت لوفيفر، التي كانت قبل وقت بعيد تتنافس على هذا المنصب.
حتى لو لم يكن ميليبيد، الذي سبق أن أنجز عملين سابقين في دار الأوبرا، المدير المنتظر، فإن المهمة لم تكن سهلة.
تواريخ الباليه منذ السنوات الأولى لباليه روسيس، راكمت نتائج مذهلة تركت سحرها، وفتحت آفاقاً جديدة من خلال موسيقى موريس رافيل (بوليرو رافيل) والتي وضعها في صيف العام 1928 لمصاحبة فرقة باليه ولم يكن يتوقع لهذه الموسيقى أي نجاح؛ لكن سخرية الأقدار كانت في الموعد لتجعل من القطعة التي اعتبرها الأسوأ في مشواره هي التي توصله إلى العالمية)، بتكليف من سيرج ديغيلف، (ولد في 31 مارس/ آذار 1872، في مقاطعة نوفغورود، في روسيا وتوفي في 19 أغسطس/ آب 1929 في مدينة البندقية بإيطاليا)، وكانا لمروج الروسي للفنون الذي أحيا الباليه من قبل دمج المثل العليا للفن الأخرى في أشكال الموسيقى، والرسم، والدراما مع الرقص. عاش إلى العام 1906 في باريس؛ وفي العام 1909، أسس باليه روسيس. بعد ذلك قام بجولة في أوروبا والأميركتين مع أعضاء شركته، وأنتج ثلاث روائع في الباليه بواسطة إيغور سترافينسكي: فايربيرد (1910)، Petrushka (1911)، وطقوس الربيع (1913).
لقد فشلت أوبرا فاسلاف نيجينسكي وتمارا كارسافينا في العام 1912 التي قدّمها ميشال فوكين، والذي كان قد اقترح في البداية أن يكون الباليه على المسرح الإمبراطوري في سانت بطرسبرع كوسيلة للإصلاحات التي أرادها أن تمس الرقص الكلاسيكي، لصالح رؤية موحّدة من الموسيقى والرقص والفن.
في "دافنيس وكلو"، يتم التعامل مع السرد في الغالب بمهارة عالية؛ بإغراء تتيحه الأوبرا المذكورة، من خلال ليسينيون ودوركون (أليسيو كاربوني، في دور الشرير خفيف الظل)، يأخذنا العمل إلى حين وصول القراصنة واختطاف كلو، في تصاعد للأحداث وتداعياتها التي ستتكشف اسرارها حتماً. ميليبيد يتعثر قليلاً في إنقاذ كلو، عندما يضي المسرح بالمشاعل الحمراء (ويفترض وجود علامات غضب على وجه "بان"... هنالك في العمل جمع شمل لعشاق بدلاً من حليف ينحدر متسللاً في الجزء الخلفي من المسرح.
يذكر، أن أوبرا باريس كانت تعرف في البداية بالأكاديمية الملكية للموسيقى التي تأسست العام 1669 بتأثير من جون باتيست كولبير، والذي كان وزيراً للاقتصاد في حكومة لويس الرابع عشر. وقد أسندت إليها مهمة نشر الأوبرا الفرنسية بين الجمهور، ليس فقط في باريس وإنما أيضاً في المدن الفرنسية الأخرى. وقد كان يطلق عليها آنذاك اسم الأوبرا. وكانت تموّل نفسها من خلال جمهورها، خلافاً للكوميديا الفرنسية التي كانت تحظى بتمويل ملكي.
من جهة أخرى، غيّرت الأكاديمية الملكية للموسيقى مكان عروضها ثلاث عشرة مرة خلال القرن الثامن عشر إلى أن تحوّلت خلال الثورة إلى "مسرح الفنون" المعروف اليوم بأوبرا باريس الوطنية. وقد احتلت العام 1875 قصر غارنيي ثم في العام 1990 أوبرا الباستيل.