أكد الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي الأردني (الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين بالأردن) حمزة منصور أن حزبه والحركة لم يهددا بريطانيا بمراجعة سياساتها الاستعمارية لعدد من الدول العربية مقابل قيام الأخيرة بإعادة تقييم ومراجعة وجود ونشاط جماعة الإخوان المسلمين على أراضيها.

وقال حمزة في تصريح هاتفي لوكالة الأنباء الألمانية بالقاهرة :"أعتقد أن مرحلة الاستعمار سواء كان بريطانيا أو فرنسيا أو إيطاليا لدول المنطقة يستحق المراجعة ، هذا هو الأصل .. وهناك أصوات تنادي بذلك في الجزائر وغيرها ، وأعتبر هذا أمرا طبيعيا لدول ظلمت ودفعت الثمن غاليا".

وتابع :"لكني أعتقد أن هذا موقف غير ديمقراطي من بريطانيا وبالتأكيد سيكون عاملا إضافيا في عملية المراجعة .. هذا ليس تهديدا ...نحن لا نهدد ، ولكننا نقول إن بريطانيا التي ترفع شعار الديمقراطية ينبغي أن تكون ديمقراطية في الداخل والخارج".

وفيما يتعلق بنتائج مشاورات إخوان الأردن مع الجانب البريطاني بشأن الموقف من جماعة الإخوان المسلمين ، قال منصور :"نعتقد أن بريطانيا وقعت تحت ابتزاز من أطراف عربية ودولية للإسهام في العملية الانقلابية التي شهدتها مصر منذ 30 حزيران/يونيو الماضي .. تلك الأطراف معروفة للجميع : فهي من مولت الانقلاب ودعمته سياسيا وماديا ، وهناك أطراف دعمته بطائرات الأباتشي .. كل هؤلاء معروفين".

وعقد منصور مؤخرا لقاء مع رئيس اللجنة البريطانية المكلفة بإعادة تقييم وضع جماعة الإخوان المسلمين جون جينكينز ، والذي يشغل في الوقت نفسه منصب سفير بريطانيا بالمملكة العربية السعودية ، عندما كان الأخير في زيارة للأردن.

وأوضح :"هم الذين طلبوا لقاءنا ونحن عبرنا خلال اللقاء عن موقفنا الرافض للقرار وأنكرنا على بلد يدعي الديمقراطية أن يهزم أمام إغراء المصالح الاقتصادية ، وطالبناهم بالانحياز للمبادئ الديمقراطية لا للأنظمة ، فالأنظمة فانية والبقاء للشعوب وحدها".

وعن تقييمه لنتائج اللقاء مع جينكينز ، قال منصور :"اللقاء لم يسفر عن نتائج ، فهم في مرحلة تحقيق كما يقولون ، هم استمعوا منا ومن غيرنا وسيستمعون إلى آخرين ، وهم أحرار في الموقف الذي سيتخذونه .. لكني أعتقد أن أي موقف غير ديمقراطي سيعتبر وصمة عار في جبين بريطانيا".

وتابع :"كنا قد خاطبنا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قبل أن يأتي سفيره بالرياض لزيارتنا وأنكرنا عليهم في خطابنا هذا الموقف غير المبرر وغير الديمقراطي ، وبالتالي يبدو أنه عهد إلى سفيره في الرياض بزيارتنا".

وأردف :"لقد التقوا في زياراتهم في عدد من الأقطار الأفريقية والآسيوية مع الإخوان وخصوم الإخوان الرسميين وغير الرسميين والتقوا أيضا بشخصيات محايدة .. هم يقولون إنهم أجروا حتى الآن زيارات للسعودية والكويت والإمارات وسيذهبون إلى مصر وتونس وإلى عدد من الدول الأوروبية".