توصل بحث جديد درس الطفرات الجديدة في مستقبل الدهون ذا الكثافة المنخفضة عند مجموعة من مرضى القلب الكويتيين إلى وجود عشر طفرات عند 17 متطوع، خمسة منها منشورة في قاعدة البيانات العالمية التي ترعاها جامعة لندن، و5 طفرات أخرى جديدة تكتشف لأول مرة.

وقال المشارك في برنامج التقنية الحيوية بجامعة الخليج العربي سعيد شاور خلال تقديمه نتائج البحث في مؤتمر الكويت العالمي الخامس للأمراض الوراثية الذي عقد أخيرا، أن دراساتنا في الكويت وجدت 11 كويتي متماثلي الاليل لارتفاع الكولسترول الوراثي ويحتاجون لإجراء عملية شفط الكولسترول من الدم كل أسبوع أو عشرة أيام، مما يعني أن نسبة متماثلي الاليل في الكويت هي 1/90000 على اعتبار أن سكان الكويت هم مليون نسمة، بينما النسبة العالمية لمثل هؤلاء المرضى هي 1/مليون، أي بزيادة 11 ضعف.

وقال شاور إن الهدف الرئيس في البحث الذي شارك فيه كل من احمد رسمي رمضان، وطالبتي الدراسات العليا هنا بوخماس وأمل الشمري والدكتورة سوزان البستان من جامعة الكويت هو معرفة الطفرات أن تعمل رقاقة الكترونية (Microchip) تحوي الطفرات المنتشرة في بلادنا بهدف الكشف المبكر والسريع عن ارتفاع الكولسترول الوراثي، والذي يعتبر "قاتلا صامتاً".

وأكد شاور أن المثابرة في البحوث هي التي واصلت فريق البحث إلى هذه الاكتشاف الذي يعد الأحدث عن ارتفاع الكولسترول الوراثي في الكويت، إذ ساهمت مختبرات جامعة الخليج العربي الثمان سنوات الماضية بتسعة رسائل ماجستير جلها عن ارتفاع الكولسترول الوراثي في الكويت.

وشدد شاور على ضرورة إنشاء قواعد بيانات خاصة بعالمنا العربي للأمراض الوراثية، بدلا من الاستعانة بقواعد البيانات العالمية لأنها أقرب للحقيقة لكون المجتمع الطبي يسعى حثيثا إلى تطبيق الطب الشخصي تشخيصاً وعلاجاً، محذرا من ارتفاع نسبة الأمراض الوراثية في العالم العربي مقارنةً بدول العالم الأخرى للعديد من الأسباب أهمها انتشار زواج الأقارب، وقلة الاستشارات الطبية ما قبل الزواج، وقلة التشخيص المبكر.

وقال إن الأمراض المعروفة والمسجلة في الدول العربية حسب المركز العربي لدراسة الجينات في دبي زادت عن 1600 مرض وراثي، ونظراً لكفاءة المسح في الإمارات فقد تم تسجيل أكثر من 380 مرضاً وراثيا هناك.

شارك في المؤتمر الخامس للأمراض الوراثية بمشاركة خبراء من عدد من الدول العربية والأجنبية وعلماء من أميركا وأوروبا ودول مجلس التعاون ومصر ولبنان ناقشوا على مدار ثلاثة أيام اهم المستجدات في هذا المجال، إذ عرضت 42 محاضرة ضمن 11 جلسة آخر ما توصل إليه الطب في علاج الأمراض الوراثية، وطرق تشخيص الأمراض، بالإضافة إلى ملصقات استعرضت أبرز الطرق العلاجية لأمراض التمثيل الغذائي، و أمراض السرطان الوراثي، والطرق التي يتم فيها اكتشاف هذه الأمراض، إضافة إلى أمراض العظام الوراثية وأمراض العضلات والأعصاب الوراثية، فضلا عن تسليط الضوء على وراثة الكولسترول، ومرض السكري لدى حديثي الولادة، وكيفية الوقاية من الأمراض الوراثية، والطرق التي من الممكن ان تعمل على الحصول على ذرية سليمة.