صدر أخيراً كتاب "آفاق العصر الأمريكيّ: السّيادة والنّفوذ في النّظام العالميّ الجديد" لمؤلّفه جمال سند السّويديّ من دولة الإمارات العربيّة المتّحدة، والذي يقدّم من خلاله دراسات تحليليّة لاستيعاب حاضر النّظام العالميّ الجديد ومستقبله.
يقدم الكتاب نظرةً موضوعيّة تحليليّة معمّقة، قائمة على الإحصاءات والبيانات والمعلومات، بعيدًا عن الانطباعات والانحيازات والرّؤى الشّخصيّة غير العلميّة، حول النّظام العالميّ الجديد. ويحاول في محاوره تسليط الضّوء على بنية القوّة والسّيادة والنّفوذ في النّظام العالميّ الجديد، ومساراتها وهيكلتها خلال السّنوات والعقود المقبلة، بما يسهم في فهم ما يدور إقليميًّا وعالميًّا ويساعد على بلورة رؤى استراتيجيّة واضحة للمستقبل.
ويقدّم الكتاب خلاصة فكر السّويديّ ورحلته البحثيّة، ويسعى بشكلٍ جاهدٍ إلى إعطاء صورة من زاوية جديدة للتحوّلات في موازين القوى والنّفوذ العالميّ وتغيراتها، خاصّةً في خضم الأحداث التي يمرّ بها النّظـام العالميّ الجديد، التي ألقـت ولا تزال تلقي بظلالها على المنطقة العربيّة. ولا يسعى في هذا الكتاب إلى رسم خريطة طريق استشرافيّة فحسب، بل إلى توضيح حقائق وتسليط الضّوء على مؤشّرات إحصائيّة وتحليليّة يستنير بها من يشاء، ويتجاهلها من يريد، لكنّ في كل الأحوال يبدو من الصعب إنكار دلالات هذه المؤشّرات وتأثيراتها، التي تؤطّر لنقاشات رشيدة حول النّظام العالميّ الجديد في حاضره ومستقبله، وبواعث الصّراع فيه، ومدى تنوّعها سواء كانت حضاريّة، أو ثقافيّة، أو اقتصاديّة، أو عسكريّة، أو علميّة، أو تعليميّة، أو قضايا تتداخل فيها كلّ هذه الأبعاد أو بعضها، وتوضيح إذا ما كانت الصّراعات العالميّة المحتملة بين الأمم والدّول ستنشأ وتتمحور حول الحضارات والأديان والثّقافات أم حول المصالح الاقتصاديّة والنّفوذ السّياسيّ، وما يرتبط بذلك من تفاعلات العولمة في شتّى تجليّاتها.
الجدير بالذّكر، أنّ جمال سند السّويديّ المولود عام 1959م من أوائل الشّخصيّات في أبوظبي التي اهتمّت بالبحوث بشكل عام والدّراسات السّياسيّة والاقتصاديّة بشكل خاصّ، حيث جعل لإمارة أبو ظبي بصمة واضحة على الصّعيدين المحليّ والعالميّ من النّاحية السّياسيّة والبحثيّة، من خلال تأسيسه وإدارته لمركز الإمارات للدّراسات والبحوث الاستراتيجيّة منذ العام 1994م.