لنختتم معكم أصدقاء “مناهل الوسط” رحلتنا بين صور الذكريات للجمهورية العربية السورية، وبعد رحلة شيقة وممتعة أخذناكم بها عبر الصور في عروس البحر المتوسط “اللاذقية”، تستمر حكاياتنا في سورية لتنقلنا صور الذكريات ما بين الساحل والصحراء، حيث حطت رحالنا في تدمر، تلك الزمردة الخضراء وسط رمال الصحراء، والتي تدين بوجودها لمياه ينابيعها وغزارة آبارها وسعة واحاتها

في تدمر وأنت تسير في شوارعها كأنك تتصفح كتاب التاريخ، حيث ستكون في ضيافة مملكة “زنوبيا” وهي كما يعرفها الجميع، ملكة فاح أريجها عبر التاريخ. كما ستنقلك الأعمدة والبوابات والمعابر والمسارح والحانات والقصور والخزانات الأثرية، كذلك المدافن والنقوش الأثرية والمخطوطات والمجسمات إلى العصور والحقب التي مرت على تلك “الزمردة الصحراوية”.

وأجمل ما قد يكمل جولتك في تدمر الركوب على ظهر الجمال لتسير وسط القوافل وتعيش أجواء صحراوية حقيقية تزكية رائحة المنسف اللذيذة، بالإضافة إلى أنها ستأخذك إلى موعد مع أروع غروب للشمس في منطقة الشرق الأوسط، وذلك من فوق تخوم قلعة الحصن الشهيرة. ولتختتم رحلتك بالصحة والعافية في تدمر لابد لك من زيارة المنتجعات الصحية، حيث ستستمتع بالسباحة في الحمامات الكبريتية.

من تدمر ننتقل إلى دمشق العاصمة الحضارية لسورية، حيث استمتعنا بزيارة معلولا التي تعتبر من أقدم البلدات التي لاتزال مأهولة بالسكان منذ تشييدها في الألف الأول قبل الميلاد على أيدي الآراميين وتشتهر بوجود معالم دينية مسيحية تاريخية ولايزال سكانها يتكلمون الآرامية لغة السيد المسيح (ع) حتى اليوم وتتميز بمساكنها المتعاشقة مع صخورها حيث جال الإعلاميون في الفج وكنائسها القديمة ولاسيما دير مار تقلا ومار سركيس.

وبما أنه من الصعب عليك أن تعود إلى ديارك وأنت خالي الوفاض، فلابد لك من التسوق لشراء الهدايا التذكارية والحلويات الشامية الأصيلة، من أسواق دمشق القديمة ومن أبرزها باب توما، الحميدية. هذا بالإضافة إلى أنك ستختم رحلتك بزيارة الجامع الأموي في دمشق حيث يوجد هناك مقام النبي يحيى بن زكريا (ع)، ومن ثم زرنا مقام السيدة رقية (ع) ومقام السيدة زينب (ع).

ختاما، نقول لسورية كوني بخير، فنحن لم نقل لك وداعاً وإنما قلنا لك إلى لقاء قريب إن شاء الله.