تعتبر نسب توغل شبكة الإنترنت في المجتمعات الحديثة مؤشراً مهماً وكمياً على انفتاح المجتمع وتأثره بالعولمة، وهو ما ينطبق على البحرين وغيرها من الدول الخليجية والعربية وغيرها من دول العالم.

حين نتمعن في النسب والأرقام التي تعرضها الاحصائيات المتوفرة لدينا (للعام 2003)، عن عدد مستخدمي شبكة الانترنت، سنقف على عدد من الحقائق المهمة. ففي دولة الامارات يبلغ عدد مستخدمي الانترنت (1،176،000)، ونسبة مستخدمي الكومبيوترات الشخصية (29،7 %)، وفي البحرين (165،000)، ونسبة مستخدمي الكومبيوترات الشخصية (24،7 %)؛ وفي السعودية (1،600،000)، ونسبة مستخدمي الكومبيوترات الشخصية (8،1%)؛ وفي الكويت (200،000)، ونسبة مستخدمي الكومبيوترات الشخصية (10،1%). حسب مجلة «ميد»، والاتحاد الدولي للاتصالات (ITU).

ونظراً لوجود احتمال الخطأ الإحصائي بل وخداع مثل هذه الإحصاءات العامة، فإننا نحاول الدخول بشكل تفصيلي معتمدين على مجتمع البحرين كنموذج، وذلك حسب البيانات التالية التي توضح عدد ونسب مستخدمي الإنترنت في عدد من مدن وأحياء والمناطق المهمة في البحرين:

وسط المنامة: 2644 (12.1 %).

الرفاع الشرقي: 1630 (7.46%).

القضيبية: 1274 (5.83%).

الحد: 1213 ( 5.55%).

الجفير: 1093 ( 5.00%).

الحورة: 1082 (4.95%).

المحرق: 1060 (4.85%).

مدينة عيسى: 901 (4.12%).

سند: 872 (3.99%).

الماحوز: 822 (3.76%).

المنطقة الدبلوماسية: 689 (3.15%).

سار: 652 (2.98%).

المقشع: 583 (2.67%).

عالي: 516 (2.36%)

الخميس: 513 (2.35%).

الرفاع الغربي: 512 (2.34%).

سترة: 325 (1.49%).

السنابس: 309 (1.41%).

عوالي: 249 (1.14%).

المعامير: 212 (0.97%)..

دمستان: 104 (0.48%).

جو: 20 (0.09%).

المطار: 19 (0.09%).

ويمكن من خلال هذه الأرقام استخلاص بعض النتائج والمؤشرات المفيدة لاستيعاب مدى التغيرات المحتملة في ثقافة الشباب والمجتمع والعلاقات بين الأجيال:

أولاً: إن إجمالي المشتركين حسب الجدول هم الأفراد فقط الذين يدفعون شهرياً حسب استخدامهم للانترنت بالساعة، حيث يوجد في حدود (15) ألف مشترك ثابت speednet غير محسوب في الجدول أعلاه.

ثانياً: إن الرقم أعلاه لا يعكس الإجمالي الحقيقي لمستخدمي الإنترنت، حيث إن المتوقع كمتوسط لكل مشترك أن يشاركه في حدود 4 إلى 5 أفراد من العائلة أو الموظفين في المؤسسة الواحدة (المشترك الواحد)، وهذا يعني أن إجمالي مستخدمي الإنترنيت في المتوسط يصل إلى (165) ألف مستخدم، أي ما نسبته 25% من إجمالي سكان البحرين.

والملاحظة الأهم بأن من المؤكد بعد عقد من الزمن على هذه الاحصاءات القديمة (2003) بأن العدد قد تضخم كثيراً، إضافةً إلى وجود كثرة من البرامج الأخرى في شبكات التواصل الاجتماعي بعد هيمنة الهواتف الذكية.

ثالثاً: المسألة المهمة في هذا المجال هي تشخيص وتحليل المناطق الفقيرة وعدد مستخدمي الإنترنت فيها، حيث أن نتيجة ذلك تكشف مدى تغلغل ثقافة العولمة في وسط المهمّشين من أبناء البلاد الذين قد يعتبرون للوهلة الأولى ممن لا تصلهم مثل هذه التقنيات.

رابعاً: والمسألة الأهم هي معرفة المواقع الأكثر استخداماً واطلاعاً في شبكة الإنترنت لدى هؤلاء المهمشين اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً، لتتمكن الدراسات ومن ثم المختصون من استشراف الاتجاهات السلوكية والمعرفية والثقافية للشباب في هذه المناطق.

وأعتقد أن أية استراتيجية شبابية في البلاد لا تقوم على مثل هذه القاعدة المعلوماتية الضرورية ووجودها لن تحقق برامجها وسياساتها النتائج المرجوة منها، فضلاً عن أن مثل هذه المهمة المطلوبة (في ثالثاً ورابعاً)، تقع على عاتق الأجهزة الرسمية المسئولة عن الشباب والتنظيمات الشبابية وعبر التعاون والتنسيق وتوفير الاعتمادات وتشكيل فرق العمل والاستبيانات والمسوح الميدانية الشاملة لكل قرية ومدينة، أو المسوح بالعينة لاستخلاص مؤشرات كفيلة بصياغة استراتيجيات شبابية تحتضن رؤى مستقبلية وتوقعات معرفية للشباب على المدى البعيد والمتوسط، وإلا فإن ما نقوم بها لا يعتبر استراتيجيات وإنما برامج لحظوية وآنية الأهداف والنتائج.