كتبت كيتي نولز، في صحيفة "الإندبندنت" يوم الأحد (11 مايو/ أيار 2014)، تقريراً عن كشف مراسلات ملكة رواية الجريمة الإنجليزية، أغاثا كريستي، بينها وبين مخرج ومنتج أعمالها المسرحية.
إنها "ملكة الجريمة" كما يطلق عليها، نسبة إلى العدد الكبير من الروايات التي أصدرتها؛ حيث تتركّز أسرار القتل النهائي في الكشف الكبير والمذهل لها. لكن تبيّن حديثاً أن المراسلات بين أغاثا كريستي وأولئك الذين نظموا لها أعمالها المسرحية، بما في ذلك عملها المسرحي الأكثر شهرة "مصيدة الفئران"، وعلى رغم مكانتها كمعلمة ومبتكرة لهذا النوع من الكتابة التي تفك من خلالها اسرار الجريمة، كان المنتجون المسرحيون أقل رهبة في التعاطي مع نجمة في مكانتها.
المراسلات بين كريستي ومدير المسرح والمنتج تظهر في نطاق محدود، اعتقادهما بأن نهايات أعمالها ربما تكون بطيئة ومنهكة.
رسالة واحدة تم بعثها في العام 1961 من قبل منتج أعمال كريستي، بيتر سوندرز، إلى مدير أعمالها، هوبير جريج، يناقشان فيها شخصية في إحدى مسرحياتها غير الشهيرة تحمل عنوان "المريض"، انتقد فيها المشاهد الأخيرة لتداعي الأحداث في المسرحية؛ بل وذهبت الرسالة أبعد بالسخرية من كاتبة المسرحية عندما اقترح تغيير نهايتها.
"دونالد ووكر شَعُر بأن النهاية الحالية طويلة جداً وتعجّ بالكلام، ولذلك تحتاج إلى نوع من كسر نمطها وصرامة التراتب الذي هي عليه".
تقول الرسالة: "أرسل لك أيضاً من أجل الاستئناس برأيك، اقتراحه المتعلق برؤيته وتفكيره بالنهاية التي يجب أن تكون عليها المسرحية. هل يمكنك أن تتخيّل كيف ستكون عليه تعابير وجه أغاثا؟".
أرشيف أغاثا كريستي، والذي يتضمّن شروحاً وملاحظات تمّت طباعتها على الآلة الكاتبة، وملاحظات تتعلق بالأداء على المسرح والرسائل الشخصية، ستعرض للبيع في معرض لندن الدولي للكتب والمخطوطات في وقت لاحق من هذا الشهر.
تصف رسالة إلى جريج تلقّاها من الكاتبة، التي يقدّر أنها باعت أكثر من أربعة مليارات نسخة حول العالم من كتبها حتى يومنا هذا، التجربة "المحبطة" لها في العام 1960 بتخبّطها في نص "العودة للقتل"، وكشفت عن مشاعر حسّاسة تجاه إنتاج المسرحية "إذا كانت فتاتهم (الممثلة) يمكنها القيام بالدور، ولكنهم عندما لا يستطيعون، فذلك يعني أنهم لا يستطيعون"، كما كتبت مضيفة أنه "لن يكون هنالك فارق بالنسبة إلى النقاد على أية حال!".
شبّهت كريستي مسرحياتها بـ "سباق الخيول" التي هي "إما مذهلة دائماً، وإما مخيبة لآمال ملّاك الإسطبلات".
مسرحية أغاثا كريستي "مصيدة الفئران" ظلت تُعرض لـ 62 سنة، كما هي الحال مع النصوص المطبوعة، وكذلك "في الجوف" (1951)، وضيف غير متوقع، (1959)، و "سيادة الثلاثة" (1961)، ويتضمّن الأرشيف نسخة جريج نفسه من "المصيدة"، التي مُهِرتْ له من قبل كريستي بمناسبة "عيد ميلادنا السادس"، هي الفترة التي عمل فيها جريج مع كريستي، وكذلك مخطوطتها بعد الانتهاء من مسرحية "المريض"، ومسرحيتها الأخيرة في المجموعة بأجزائها الثلاثة "سيادة الثلاثة".
جنباً إلى جنب مع نجاح "مصيدة الفئران"، واصلت كريستي كتابة الرواية، وتنشر بين إصدار أو إصدارين في العام حتى وفاتها عن عمر يناهز الخامسة والثمانين عاماً.
لقد تم وصفها من قبل موسوعة غينيس للأرقام القياسية، بأنها الروائية الأكثر مبيعاً في كل العصور، ونشرت ما مجموعه 66 رواية تدور موضوعاتها حول جرائم القتل الغامضة على امتداد حياتها. الأولى في العام 1920 "القضية الغامضة في ستايلز"، ضمن أنماط متحوّلة، وبأسلوب تشويقي معقّد لعبت فيها ثنائية الخير والشر دوراً مهماً في العمل الروائي؛ استجلاء وكشفاً لخبايا النفس الإنسانية، قدّمت من خلالها المحقق البلجيكي بوارو.
وقال جيمس هولغايت، من "Lucius Books" والتي ستبيع الأرشيف، "حساسية كريستي الواضحة تجاه النقّاد" جعلت من هذه الرسائل فريدة من نوعها للغاية.
وأضاف أنها "تشير إلى جريج بالاسم" على أنه صديق حقيقي "وتشعر أنها قادرة على مناقشة النجاحات والإخفاقات في أعمالها المسرحية، والتكيّف معه في ذلك عبر تلك الرسائل؛ ما يتيح وجهة نظر حميمة بالنسبة إلى تقلّبات النص وتحوّلاته مروراً إلى مرحلة الأخذ به من الكتابة إلى خشبة المسرح بتسليمه إلى المخرج والجهات ذات العلاقة.
ولدت أجاثا كريستي، في 15 سبتمبر/ أيلول 1890، وتوفيت في 12 يناير/ كانون الثاني 1976. كاتبة إنجليزية اشتهرت بكتابة الروايات البوليسية؛ لكنها كتبت أيضاً روايات رومانسية باسم مستعار هو ماري ويستماكوت، وتعدّ أعظم مؤلفة روايات بوليسية في التاريخ؛ إذ بيعت رواياتها مليارات النسخ وترجمت إلى أكثر من 103 لغات.
ولدت من أب أميركي وأم إنجليزية، عاشت في بلدة ساوباولو معظم طفولتها.
خدمت كريتسي في المستشفى خلال الحرب العالمية الأولى قبل زواجها وتكوين أسْرة في لندن. وقالت إن بدايتها غير ناجحة في نشر أعمالها ولكن في العام 1920 تم نشر روايتها "قضية غامضة" في صحيفة "بودلي هيد بريس" ومن هنا كانت انطلاقة مسيرتها الأدبية.
من أعمالها في الروايات البوليسية: 1920: القضية الغامضة في ستايلز، هرقل بوارو - آرثر هستنغز - كبير المفتشين جاب، 1922: العدو الغامض، تومي وتوبينس - كبير المفتشين جاب، 1923: القتل على صلات، هرقل بوارو - آرثر هستنغز، 1924: الرجل ذو البدلة البنية، آن بيدينغفيلد - العقيد ريس، 1925: أسرار المداخن، أنتوني كيد - المشرف باتل، 1926: مقتل روجر أكرويد، هرقل بوارو، 1927: الأربعة الكبار هرقل بوارو - آرثر هستنغز - كبير المفتشين جاب، 1928 لغز القطار الأزرق، هرقل بوارو، 1929: لغز الأقراص السبعة، إيلين "باندل" برينت - المشرف باتل، 1929: شركاء في الجريمة، تومي وتوبينس، 1930: جريمة في بيت الكاهن، الآنسة ماربل، وعدد كبير لا مجال هنا لحصره، إضافة إلى روايات رومانسية ومسرحيات.