اجلت السلطات الافغانية الاعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية من اليوم الاربعاء (14 مايو / أيار 2014) وحتى صباح الخميس بسبب التأخر في التحقيقات حول حصول عمليات تزوير في الدورة الاولى من الاستحقاق.
وقال بيان للجنة الانتخابية المستقلة انه سيعلن عن النتائج صباح الخميس خلال مؤتمر صحافي. وكانت اللجنة تحدثت في يوم سابق عن تأجيل "لعدد غير محدد من الايام".
وقررت السطات الانتخابية تاجيل الاعلان عن النتائج لتأخر لجنة الطعون في الانتهاء من التحقيق في الشكاوى المقدمة لها.
وكانت لجنة الطعون اعلنت في وقت سابق انها ستسلم اللجنة الانتخابية تقريرها اليوم الاربعاء.
وقال المتحدث باسم لجنة الطعون نادر محسني "انهينا عملنا الليلة الماضية ويتم ارسال النتائج في الوقت الحالي الى اللجنة الانتخابية المستقلة"، التي يجب ان تراجعها قبل الاعلان عن النتائج النهائية.
واضاف محسني انه "اذا كنا تأخرنا في الانتهاء من عملنا فذلك لكي تكون النتائج النهائية اكثر شفافية".
وصدرت النتائج النهائية لانتخابات الخامس من نيسان/ابريل في أواخر الشهر الماضي، الا ان الاعلان الأخير سياخذ بالاعتبار نتائج اسابيع من التحقيقات حول حصول عمليات تزوير.
وبحسب النتائج الاولية لم يحصل اي من المرشحين الثمانية على اكثر من 50 بالمئة من الاصوات ما يعني تنظيم دورة انتخابية ثانية بين وزير الخارجية السابق عبد الله عبد الله والذي حاز على 44,9 بالمئة من الاصوات والخبير الاقتصادي السابق في البنك الدولي اشرف غاني الذي حاز على المرتبة الثانية بحصوله على 31,5 بالمئة.
وسيقود الرئيس المقبل البلاد في فترة حساسة اذ تترافق مع انسحاب قوات التحالف الدولي بقيادة اميركية بحلول نهاية العام الحالي. ويمنع الدستور الافغاني الرئيس حميد كرزاي من الترشح لولاية رئاسية ثالثة، وهو الذي وصل الى السلطة في 2001 بعد الاطاحة بحكم حركة طالبان.
وقال عبد الله الاربعاء ان حملته الانتخابية تمتلك ادلة حول حصول تزوير قد "يكون له تأثير مهم على النتائج النهائية".
وحددت السلطات الانتخابية يوم 14 حزيران/يونيو لاجراء الدورة الثانية من الاستحقاق الرئاسي.
وحصل عبد الله الاحد على دعم المرشح الحائز على المرتبة الثالثة زلماي رسول، وهو المقرب من كرزاي.
ومن الممكن تفادي تنظيم دورة انتخابية ثانية مكلفة وغالبا ستتسم بالعنف في حال توصل الطرفان المتنافسان الى اتفاق خلال الاسابيع المقبلة، خاصة ان دعم رسول لعبدالله عزز الضغط على غاني لاعلان انسحابه.
ورحبت بعثة الامم المتحدة في افغانستان بسير العملية الانتخابية ولكنها حذرت المسؤولين من ضرورة مراجعة كافة شكاوى التزوير بشفافية.
وشهدت انتخابات العام 2009، والتي فاز خلالها كرزاي بولاية رئاسية ثانية، حشوا لصناديق الاقتراع في عملية اتسمت بالفوضى. الا ان الانتخابات الاخيرة اعتبرت ناجحة مع نسبة فساد اقل من تلك التي سبقتها ولفشل حركة طالبان في تنفيذ تهديدها بزعزعة الاستحقاق الانتخابي.
وقد يكون تنظيم دورة ثانية الشهر المقبل اصعب على اعتبار انه يتزامن مع "هجوم الربيع" الذي اعلنت طالبان عن اطلاقه الاسبوع الماضي.
ويمتلك عبد الله عبد الله دعما واسعا في مناطق الطاجيك واتنية الهزارة وذلك بسبب الدور الذي قام به كمستشار لاحمد شاه مسعود القيادي الطاجيكي الذي حارب الاحتلال السوفياتي في الثمانينات ثم نظام طالبان حتى اغتياله في التاسع من ايلول/سبتمبر 2001.
اما اشرف غني وهو من الباشتون، فامضى سنوات طويلة في الدراسة والتعليم في الولايات المتحدة. وطالما اكد انه لن يتراجع في الاستحقاق الانتخابي برغم الفارق الكبير بينه وبين عبد الله.
وتحدث المرشحان عن سعيهما للتوصل الى اتفاق سلام مع حركة طالبان وتوقيع اتفاق امني مع واشنطن يسمح ببقاء عشرة آلاف جندي في البلاد في اطار بعثة تدريبية ولمكافحة الارهاب.