اعلنت السلطات التركية اليوم الأربعاء (14 مايو/ أيار 2014) ان الامال بالعثور على ناجين تتضاءل اثر الانفجار داخل منجم الفحم في محافظة مانيسا غرب البلاد الذي اودى بحياة 201 من العمال.
واثر هذه المأساة التي تعتبر احدى اسوأ الكوارث الصناعية التي تشهدها تركيا، اعلنت انقرة الحداد الوطني لثلاثة ايام.
وجاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان "بسبب الكارثة التي وقعت في منجم سوما، اعلن الحداد الوطني لثلاثة ايام اعتبارا من 13 ايار/مايو".
وقال وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي تانر يلدز صابح الاربعاء اثناء تفقده المكان ان "الامال بالعثور على ناجين تتضاءل".
وعزا الوزير سبب تشاؤمه الى واقع ان "الحريق مستمر" في المنجم الواقع في سوما بمحافظة مانيسا.
لكن وكالة الانباء التركية الرسمية قالت ان ستة عمال سحبوا احياء من المنجم صباحا لكن بدون اعطاء توضيحات حول وضعهم الصحي.
وكان يلدز اعلن في وقت سابق انه تم انقاذ 363 من عمال المنجم بعد وقوع المأساة.
وقالت السلطات ان 787 عاملا كانوا في منجم الفحم عند وقوع انفجار وحريق بعد ظهر الثلاثاء.
وكان يلدز اعلن في وقت سابق ان "حصيلة القتلى التي هي اصلا مرتفعة وصلت الى نقطة مقلقة. في حال كان هناك اهمال فلن نسكت عن ذلك. سوف نتخذ كل الاجراءات الضرورية ومن بينها اجراءات ادارة وشرعية".
وكانت فرق الانقاذ تعمل صباح الاربعاء في الموقع وتبعد الصحافيين والفضوليين عن المنطقة.
وانتشر العديد من عناصر الدرك والشرطة في محيط الموقع لتسهيل دخول وخروج سيارات الاسعاف بين موقع الكارثة ومستشفى سوما حيث يوجد المنجم.
وقالت امرأة خمسينية لوكالة فرانس برس "انتظر انباء عن ابني" مضيفة "ليس لدي اي خبر عنه ولم يخرج بعد".
وقال احد عمال المنجم ويدعى كوسكون "سبق ان وقعت حوادث محدودة هنا لكنها المرة الاولى نشهد فيها حادثا مماثلا وبهذه الخطورة".
واعتبرت شركة سوما كومور للمناجم في بيان ان الانهيار "حادث ماسوي"، مضيفة "المؤسف ان عددا من عمالنا قضوا في هذا الحادث. وقع الحادث رغم اكبر قدر من الاجراءات الامنية و(عمليات) التفتيش لكننا نجحنا في التدخل سريعا".
واوضح وزير العمل والامن الاجتماعي التركي ان المنجم تمت معاينته اخر مرة في 17 اذار/مارس وكانت المعايير المطلوبة متوافرة فيه.
لكن العامل اوكتاي بيرين قال "ليس هناك اي سلامة داخل هذا المنجم. النقابات ليست سوى دمى والادارة لا تفكر الا في المال".
وقال زميله تورغوت سيدال "هناك اناس يموتون في الداخل وجرحى، كل ذلك من اجل المال".
والغى رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان زيارة عمل الى البانيا، ويرتقب ان يتفقد مكان الانفجار الاربعاء.
واوضح الاختصاصي في الصناعة المنجمية فيدات ديداري لفرانس برس ان "الخطر الرئيسي يتمثل في نقص الاوكسيجين"، مضيفا "اذا كانت اجهزة التهوئة معطلة فان العمال قد يقضون خلال ساعة".
والانفجارات داخل المناجم تقع باستمرار في تركيا وخصوصا في تلك التابعة للقطاع الخاص.
والحادث الاخطر وقع العام 1992 حين قضى 263 عاملا في انفجار للغاز داخل منجم زونغولداك.