بعد أن يصبح الطفل ملماً بمفهوم الادخار، يمكن أن يقوم ولي الأمر بفتح حساب توفير بسيط لدى البنك باسم ذلك الطفل، بحيث يكون الطفل قادراً على استخدام ذلك الحساب لادخار أمواله سواءً كانت من مصروف الجيب أو المنح أو الناتجة عن قيامه بعمل بسيط، ومن خلال هذه الخطوة، يتعلم الطفل كيف أنه يمكن للربح المتحقق من حساب التوفير أن يساعد في إنماء المال بشكل أسرع مما لو تم ادخار المال في الحصالة.

مع تقدم الطفل في العمر وتراكم مزيد من الأموال لديه، قد تكون فكرة حسنة أن يتم فتح حساب استثمار في أحد الصناديق المشتركة، حيث ان هذا يتيح المجال لولي الأمر لتثقيف ابنه بالمخاطر والعوائد المحتملة نتيجة للاستثمار في سوق الأسهم. ولتشجيع الطفل على الاستثمار، يمكن لولي الأمر تقديم مبلغ مماثل لما نجح الطفل في ادخاره واستثماره أيضاً، وهذا يوضح للطفل مجدداً أن الأموال ستزداد اطراداً بزيادة المبالغ التي يتم ادخارها واستثمارها.

على أولياء الأمور مساعدة أبنائهم في إدارة هذه الحسابات الخاصة بالتوفير والاستثمار وذلك من خلال القيام بمراجعة الكشوفات معهم، ومن خلال شرح كيفية القيام بالأبحاث والدراسات من خلال استخدام الإنترنت، وكذلك عبر توضيح القضايا المالية وجعلها شفافة قدر الإمكان من خلال الرد على أية استفسارات قد يطرحونها. وإذا ما نجحنا في إثارة الاهتمام لدى أبنائنا بالجوانب المالية وفهم مبادئها الأساسية في مرحلة مبكرة من عمرهم، فإننا بذلك نكون قد ساعدناهم في اكتساب مهارات حياتية مهمة للغاية.

ختاماً، ينظر الطفل إلى ولي أمره باعتباره قدوته المثلى، لذلك يجب على ولي الأمر الإحساس بحجم هذه المسئولية والسماح لابنه بالتعلم منه. إن تثقيف الطفل وتشجيعه وتمكينه ليصبح الادخار والاستثمار عادة منتظمة متأصلة لديه سوف يشجعه في نهاية المطاف على تأمين استقلاليته المادية ويمكنه من اتخاذ القرارات المالية بحكمة لاحقاً مع تقدمه في العمر. وبالتالي يجب تعليم الأبناء كيف يمكن ادخار المال، وكيف يمكن تنمية هذا المال، وكيف يمكن صرفه بحكمة، مع تجنب المغريات كافة المتصلة ببطاقات الائتمان أو تجنب تبذير المال وصرفه بشكل طائش، تطبيقاً لما يقوله المثل: «المال لا ينمو على الأشجار».

إبراهيم خليل إبراهيم

رئيس مدراء التسويق والاتصالات في «تقاعد»