قال عضو مجلس الشورى الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة لـ «الوسط» على هامش ختام أعمال الندوة العلمية «تاريخ الشيخ عيسى بن علي آل خليفة بين التدوين والتوثيق» يوم أمس الاثنين (12 مايو/ أيار 2014) والتي انطلقت يوم أمس الأول (الأحد) بالتزامن مع الاجتماع الدوري الثامن والعشرين للأمانة العامة لمراكز الوثائق والدراسات لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربي وشارك فيها 11 باحثا، ان مشروع تدشين مركز خليجي موحد للتوثيق في «طور الدراسة»، وان ما يؤخر تدشينه أمور لوجستية.

وقال: «تحدثنا كثيرا عن مراكز التوثيق المشتركة في كثير من المؤتمرات والندوات العلمية، ودول الخليج العربي لديها مراكز للتوثيق الخاصة بها والتي تتعاون فيما بينها، وما نتحدث عنه اليوم هو أبعد من ذلك ويدور حول إنشاء مركز خليجي موحد للتوثيق ولاسيما مع وجود توصيات ورغبة خليجية بذلك»، فيما أشار إلى ما وصفه بالأمور اللوجستية التي تؤثر على تدشينه فضلا عن أن مشروعا بهذا الحجم يتطلب مزيدا من الدراسة لبحث التفاصيل والتي منها إيجاد دولة تتبنى المشروع معنويا وماديا.

وفيما يتعلق بجلسات الندوة فقد بيّن أن الجلسة الأخيرة التي أدارها تناولت حقبة زمنية مهمة وهي الحقبة التي أسست القاعدة التاريخية لتاريخ البحرين المعاصر وقام ببنائها الشيخ عيسى بن علي كما تناولت مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتطورات الإقليمية وزرع السياسة الخارجية لمملكة البحرين.

هذا وخلصت الندوة العلمية إلى عدد من التوصيات وهي تبني مشروعات علمية وبحثية مشتركة تعنى بنشر الوثائق والمخطوطات ذات الصلة سعيا لإبراز الصورة الحضارية لمملكة البحرين ومحيطها الإقليمي، العناية بنشر المزيد من الأبحاث والدراسات العلمية التي تتناول تاريخ العلاقات بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية من محاورها التاريخية والحضارية من خلال التعاون مع الأمانة العامة لمراكز الوثائق والدراسات بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية إلى جانب تعزيز المفاهيم الحضارية والانتماء الوطني لأبناء دول مجلس التعاون من خلال تبني الأبحاث والدراسات التاريخية التي تخاطب سائر أفراد المجتمعات الخليجية وخاصة في صياغة المناهج التعليمية والمقررات الدراسية ونشر أعمال الندوة في مجلد محكم يتضمن مداخلات المشاركين والأبحاث العلمية للباحثين الذين لم يتسنَّ لهم حضور المؤتمر.

كما أوصت الندوة بتسليط الضوء على القيادات التاريخية والشخصيات المؤثرة التي كان لها دور تاريخي في أحداث المنطقة والتعريف بها من خلال تخصيص الفعاليات الجادة وتصنيف الدراسات العلمية الموثقة التي تخلد ذكراهم ابتداء من الشيخ عيسى بن علي آل خليفة (رحمه الله)، إلى جانب التعاون مع جمعية التاريخ والآثار بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في مجال اهتمامات الجمعية واختصاصاتها واستضافة الباحثين من مختلف الدول العربية والأجنبية للمساهمة في إثراء البحوث والدراسات المتصلة بتاريخ المنطقة.

جدير بالذكر أن مركز الشيخ عيسى الثقافي هو مركز ثقافي وطني يتبع الديوان الملكي وهو من المؤسسات الثقافية في مملكة البحرين ويضم أقساما متعددة تقدم خدمات فكرية وثقافية متنوعة ويتبعه عدد من الإدارات كمركز الوثائق التاريخية، إدارة المكتبة الوطنية، إدارة الشئون الثقافية والعلمية والفنية وإدارة الموارد المالية والبشرية إلى جانب إدارة العلاقات العامة والإعلام، وجاءت تسمية المركز تخليدا لذكرى الأمير الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة (رحمه الله) وقد تم تمويل المشروع بمشاركة القطاعين الحكومي والأهلي، إذ تم افتتاحه في الثامن عشر من ديسمبر/ كانون الأول لعام 2008، وينظر له كصرح معماري يجمع الفن المعماري التقليدي والتقنية المتطورة ويعد سبيلا للاطلاع على أحداث العالم في شتى المجالات العلمية والفكرية والثقافية ويرأس مجلس أمنائه رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة وعضوية 10 أعضاء منهم وزير المالية ووزير التربية والتعليم ووزير الدولة لشئون الإعلام.