العدد 4265 - الأحد 11 مايو 2014م الموافق 12 رجب 1435هـ

روسيا ستحترم نتيجة الاستفتاء الانفصالي في اوكرانيا والاتحاد الاوروبي يوسع عقوباته

دونيتسك (أوكرانيا) - أ ف ب 

تحديث: 12 مايو 2017

دعت روسيا الاثنين الى احترام ارادة السكان في شرق اوكرانيا غداة "نعم" كثيفة في استفتاء انفصالي، في حين وسع الاتحاد الاوروبي من جهته نطاق عقوباته ممهدا في الوقت نفسه لمحاولات وساطة.

وفيما طلب زعيم الانفصاليين في دونيتسك بشرق البلاد من روسيا التفكير في السماح لهذه المنطقة بالانضمام اليها، كررت واشنطن عدم اعترافها بالاستفتاء "غير القانوني".

ويتوقع وصول مسؤولين اوروبيين، بينهم وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير الثلاثاء الى اوكرانيا، وقد يعقد لقاء بين الحكومة والانفصاليين الاربعاء برعاية منظمة الامن والتعاون في اوروبا.

وفي هذه الاثناء، قرر الاتحاد الاوروبي الاثنين توسيع قائمة عقوباته على خلفية الازمة الاوكرانية في غياب تراجع التوتر في اوكرانيا، وذلك غداة اجراء استفتاء على الاستقلال في شرق اوكرانيا.

واوضحت مصادر دبلوماسية انه تمت اضافة اسماء 13 شخصية روسية او موالية للروس الى قائمة ال48 شخصا المستهدفين بعقوبات خصوصا حظر الحصول على تأشيرة وتجميد الارصدة، اضافة الى شركتين استفادتا من ضم القرم الى روسيا، كما اوضحت مصادر دبلوماسية.

من جهته اعرب الرئيس السابق لمجموعة يوروغروب والمرشح المحافظ لرئاسة المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر، الاثنين في مدريد عن تاييده لتشديد العقوبات ضد روسيا التي "تستخف بالقانون الدولي" في اوكرانيا.

واعلن الزعيم الانفصالي دنيس بوشيلين الاثنين ان منطقة دونيتسك الاوكرانية اصبحت دولة مستقلة وطلب من روسيا التفكير في السماح لها بالانضمام اليها.

وصرح بوشيلين للصحافيين "انطلاقا من التعبير عن ارادة شعب جمهورية دونيتسك الشعبية، ولاستعادة العدالة التاريخية، نطلب من روسيا الاتحادية التفكير في مسالة ان تصبح جمهورية دونيتسك الشعبية جزءا من روسيا الاتحادية".

وفي وقت سابق، اعلنت روسيا انها تحترم "التعبير عن ارادة السكان" في شرق اوكرانيا، متحدية بذلك العواصم الغربية.

ولا تحمل النتائج الاولى لهذا الاستفتاء غير القانوني في نظر كييف والمجتمع الدولي، اي مفاجأة.

وكان الانفصاليون الموالون لروسيا في منطقة دونيتسك اعلنوا في وقت متاخر الاحد ان حوالى 90% ادلوا باصواتهم في الاستفتاء مع نسبة مشاركة تقارب 75 بالمئة. وحققت ال"نعم" في منطقة لوغانسك المجاورة نتيجة اعلى ايضا.

وقال الكرملين في بيان "نحترم في موسكو التعبير عن ارادة شعوب منطقتي دونيتسك ولوغانسك وننطلق من مبدأ ان يتم التطبيق العملي لنتائج عمليتي الاستفتاء بشكل متحضر وبدون اي عودة للعنف، عبر الحوار بين ممثلي كييف ودونيتسك ولوغانسك".

واستبعد وزير الخارجية سيرغي لافروف الاثنين امكانية اجراء محادثات دولية جديدة معتبرا انه "لا معنى لها".

واضاف ان روسيا لا ترى فائدة من اجراء محادثات دولية جديدة حول اوكرانيا بدون ممثلين عن المناطق الانفصالية في شرق البلاد.

وقال لافروف ان "الاجتماع مجددا في صيغة رباعية (روسيا واوكرانيا والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة) ليس له فعليا اي معنى"، مضيفا "لا شيء سينجح اذا لم يتم اشراك المعارضين للنظام في حوار مباشر حول ايجاد مخرج للازمة".

في المقابل، نددت الولايات المتحدة ب"الاستفتاء غير القانوني" الذي نظمه الانفصاليون في شرق اوكرانيا، معتبرة انه يؤدي الى "انقسام وفوضى".

وجرى الاستفتاء على الرغم من ان الغرب وكييف وصفاه بانه "غير شرعي" لكنه قد يؤدي بحكم الامر الواقع الى انفصال جديد في اوكرانيا بعد انضمام جمهورية القرم الى روسيا الاتحادية في آذار/مارس.

وعبر الرئيس الدوري لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا ديدييه بوركالتر في اطار زيارة الى بروكسل الاثنين امام وزراء الخارجية الاوروبيين عن "ثقته" في "رغبة" مختلف الاطراف ومنها موسكو في بدء "حوار" بهدف انهاء الازمة.

اقتصاديا، هددت شركة الغاز الروسية العملاقة "غازبروم" الاثنين بوقف شحنات الغاز الطبيعي الى اوكرانيا ابتداء من 3 حزيران/يونيو، اذا لم تسدد كييف بحلول هذا التاريخ وفي شكل مسبق ثمن شحنات الغاز عن الشهر المذكور.

ميدانيا، سمع دوي عدة انفجارات الاثنين في سلافيانسك معقل المتمردين المسلحين في شرق اوكرانيا.

واستؤنفت المعارك في اندريفكا على "خط الجبهة" عند المدخل الجنوبي لهذه المدينة التي تعد 110 الاف نسمة والتي تطوقها القوات الاوكرانية في اطار "عملية مكافحة الارهاب" التي اطلقتها في 2 ايار/مايو كما اعلنت ستيلا كوروشيفا الناطقة باسم المتمردين في سلافيانسك.

وندد الرئيس الاوكراني الانتقالي اولكسندر تورتشينوف الاثنين بالاستفتاء قائلا ان "المهزلة التي يطلق عليها الانفصاليون الارهابيون تسمية استفتاء ليست سوى دعاية هدفها التغطية على الجرائم والخطف والعنف وجرائم اخرى خطيرة".

واذ اورد تقديرات للشرطة، اكد ان 24 بالمئة فقط من الناخبين في منطقة لوغانسك و32 بالمئة في منطقة دونيتسك شاركوا في التصويت.

واضاف ان سلطات كييف "ستواصل الحوار مع الذين لم تلوث ايديهم بالدم في شرق اوكرانيا وهم على استعداد للدفاع عن اهدافهم بطريقة قانونية".

ودعا الانفصاليون المسلحون الاحد السكان في حوض دونباس (7,3 ملايين نسمة) الذي يسيطرون على كبرى مدنه، للمصادقة على مشروع "استقلال الجمهوريتين الشعبيتين" المعلنتين من طرف واحد: دونيتسك ولوغانسك.

والسلطات الاوكرانية مصممة على اجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة المرتقبة في 25 ايار/مايو وتتهم روسيا بالسعي الى نسفها. ويرفض المتمردون هذه الانتخابات ويصفون الحكومة الموقتة التي تتولى السلطة منذ سقوط الرئيس فيكتور يانوكوفتيش في نهاية ايار/مايو بانها "فاشية".

والاثنين اعلن الزعيم الانفصالي دنيس بوشيلين غداة الاستفتاء حول استقلال منطقة دونيتسك والذي لا يعترف به المجتمع الدولي، ان الانتخابات الرئاسية المتوقعة في 25 ايار/مايو في اوكرانيا "لن تحصل في جمهورية دونيتسك الشعبية".

واضاف ان الانفصاليين لا يعتزمون تنظيم استفتاء ثان الاسبوع المقبل حول ضم المنطقة الى روسيا على ما جاء في شائعة سرت في وقت سابق.

وفي تصريحات نشرتها صحيفة كومرسانت الاثنين، اتهم ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس فلاديمير بوتين الغربيين بانهم يريدون مع هذه الانتخابات "اغلاق المسالة القانونية بشان شرعية الانقلاب الذي نظموه".

وتطرق الى سقوط الرئيس فيكتور يانوكوفيتش في نهاية شباط/فبراير بعد ثلاثة اشهر من التظاهرات الموالية للغرب التي انتهت بحمام دم في كييف.

ودعا يانوكوفيتش اللاجىء الى روسيا، مجددا الاثنين السلطة في كييف الى وقف محاولاتها لاستعادة السيطرة على مناطق شرق البلاد.

وقال بحسب وكالة انترفاكس ان "الطغمة الدموية قتلت اكثر من 300 مدني مسالمين".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً