العدد 4265 - الأحد 11 مايو 2014م الموافق 12 رجب 1435هـ

حملة الانتخابات الرئاسية تتحول الى "مبايعة" للاسد في شوارع دمشق

تحولت حملة الانتخابات الرئاسية السورية التي انطلقت في نهاية الاسبوع، الى حملة "مبايعة" في شوارع دمشق للرئيس بشار الاسد، المقبل بلا ادنى شك على ولاية ثالثة من سبع سنوات.

وامتلأت شوارع العاصمة وحدائقها ومبانيها بصور الاسد، قبل اقل من شهر من الانتخابات المقررة في الثالث من حزيران/يونيو، والتي تأتي في خضم النزاع الدامي المتواصل منذ اكثر من ثلاثة اعوام في البلاد.

وستكون الانتخابات اول "انتخابات رئاسية تعددية" منذ اكثر من خمسين عاما، وتقدم لها ثلاثة مرشحين هم الاسد وماهر حجار وحسان النوري. وباستثناء الرئيس السوري، يبدو المرشحان الآخران مجهولين بالنسبة للسوريين.

ويسأل طالب قرب جامعة دمشق "من هو النوري؟"، وهو يشير باصبعه الى لافتة انتخابية ترفع شعار "الاقتصاد الحر"، لرجل الاعمال الذي شغل سابقا منصب وزير دولة لشؤون التنمية الادارية.

واعتاد السوريون رؤية صور كبيرة في الشوارع وعلى واجهات المحال التجارية للرئيس الاسد ووالده الراحل حافظ الاسد الذي حكم البلاد قرابة ثلاثة عقود. كما يمكن رؤية تماثيل نصفية لهما على مداخل الحدائق العامة.

وتحمل العديد من اللافتات واللوحات في الشوارع حاليا، كلمة "مبايعة" للرئيس بشار الاسد الذي وصل الى الحكم في العام 2000 اثر وفاة والده، وتم التجديد له باستفتاء في العام 2007. وستكون هذه الانتخابات التي اعتبرها الغرب والمعارضة السورية "مهزلة"، فرصة للنظام السوري لتقديم نفسه على انه المنتصر في النزاع، لا سيما في ظل انجازات عسكرية حققها في الاشهر الاخيرة.

والى شعار "سوريا الاسد" الذي يتردد منذ وصول حافظ الاسد الى الحكم، تؤكد بعض اللافتتات المرفوعة ان بشار الاسد هو "الخيار المطلق" في الانتخابات التي ستجرى في المناطق التي يسيطر عليها النظام.

ورفعت ايضا لافتات كتب عليها ""بشارنا لن نرضى غيرك"، او حتى "منحبك". وغالبا ما ترفق هذه الشعارات بصور للرئيس مبتسما، او ملوحا بيده وهو يرتدي نظارتين شمستين.

وعلى مقربة من دار الاوبرا في دمشق، لافتات كتب فيها ان الاسد هو "خيار الاعلاميين والمثقفين"، وايضا خيار "المستثمرين والمقاولين". كما يمكن رؤية لافتات في الشوارع المزدحمة كتب فيها "ستبقى سوريا عرين الاسود"، و"نعم لمن حافظ على صمود سوريا وعزتها وكبرياءها".

ويندر ان يعبر البعض في الشارع، ردا على استفسارات الصحافيين، عن خيار آخر غير الاسد للرئاسة.

ويقول ماهر في متجره للملابس في حي الصالحية وسط دمشق "بالنسبة لنا هذه ليست حتى انتخابات، هذه مبايعة، نحن نريده ان يبقى".

وتقول ميادة (55 عاما)، وهي ربة منزل في حي البرامكة "نتمنى ان يفهم الباقون ان هذه بلادنا وهذا رئيسنا، ولا نريد غيره. من في الخارج هم سبب هذه المشكلة"، في اشارة الى المعارضة التي يقيم اركانها خارج البلاد.

واختار الرئيس السوري عبارة "سوا" (معا) مكتوبة بخط اليد، شعارا لحملته الانتخابية التي اطلقت صفحة على موقع "فيسبوك" بات يتابعها اكثر من 115 الف شخص، وحسابا على موقع "تويتر" يتابعه اكثر من 1500.

وفي حي المزة (غرب)، رفعت لافتات موقعة باسم "سكان"، كتب فيها "القرار مو (ليس) قرارك. الشعب هو اختارك".

وفي مقابل حملات الدعم للأسد، يبدو المرشحان الآخران شبه غائبين عن الصورة، وهما لم يعقدا اي مؤتمر صحافي منذ اعلان ترشحهما، ولم يكن ممكنا للصحافيين التواصل معهما.

ورفع المرشحان عددا محدودا من اللافتات واللوحات، تحمل شعارات منها "سوريا... لفلسطين"، واخرى تنادي ب "العدالة الاجتماعية"، وهي لا تلقى صدى واسعا في بلد غارق بنزاع دموي اودى باكثر من 150 الف شخص.

ولا يخفي البعض انتقادهم لاجراء الانتخابات في ظل هذا الوضع.

ويظهر بائع ساعات في سوق شعبية بدمشق عدم مبالاته بالقول "هذا لا يعنينا ابدا".

ولدى سؤالهما عن اجراء الانتخابات، تصمت شابتان ترتديان ملابس أنيقة لبرهة، قبل ان تطلقا ضحكة عالية.

وتقول احداهما "هذه مسخرة (مهزلة)"، وتضيف الثانية "كأنه يندفع الى الامام من دون ان يلتفت الى احد او يرى ما يجري في بلده"، في اشارة الى الرئيس الاسد.

في المقابل، يبدو البعض وكأنهم نفضوا ايديهم مما يجري.

وعلى مقربة من نهر بردى الذي بات شبه جاف، تقول سلمى وهي تحمل طفلتها الصغيرة "الناس تعبوا، نريد السلام".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 6:19 ص

      تحيى سوريا الاسد

      الاسد ياكلهم ..

    • زائر 1 | 6:19 ص

      تحيى سوريا الاسد

      منصورين والناصر الله.الله يحفظكم يا حراس مقام السيده زينب سلام الله عليها وعلى امها سيدة نساء العالمين وجدها النبي محمد صلوات الله عليه واله

اقرأ ايضاً