مراجعة لعناوين تناولها الشاعر والكاتب السوري أدونيس في إصدارات لا مجال هنا لحصرها، ثمة فضاء متاح لنقد ممارسات بعض الأطياف الإسلامية التي لا تقرأ وتحذّر من رجس قراءته. متاح بمعنى انكشاف تلك الأطياف؛ وخصوصاً التي منها برعت وتفرّغت لتوزيع مصْل اليقين بالمجان من دون دراية ومعرفة وإحاطة بأبسط مشكلاتها ومآزقها، ومفترق الطرق الذي تعمد إلى تراكمه في الحياة التي من المفترض - بحسب وكالة مُقرّرة من طرفها - أنها مسئولة عن وعي بشرها وفضيلتهم!
مفهوم اليقظة بات مستهلكاً ومملاً في ظل خدَر، ومفهوم الحاكمية لله الذي تفصل بينهم وبين تعاليمه الحقّة سنوات ضوئية، ومفهوم التمكين الذي لا ترى من ملامح الحياة التي يُنادى به فيه غير «التهوين»، ويحتاج ذلك إلى «تخوين» على وزن «تمكين»!
تصاعدت نداءات اليقظة مع التخدير والتفجير الذي رفعت رايته طالبان وتوابعها من الفئات التكفيرية الظلامية ما بعد خروج الاتحاد السوفياتي من أفغانستان وليس انتهاء باختطاف طالبات نيجيريات هن عرضة للبيع بحسب ما صرحت به نسخة أمير مؤمنين القاعدة في بلاد الرافدين وبلاد الشام أبي بكر البغدادي، في النسخة النيجيرية المزيدة والمنقحة! ولم يتردد في القول بأن الله أمره ببيعهن في السوق! تلك يقظة تقدم إلينا اليوم لتكون في أسوأ أدائها الإنساني داخل حدودنا؛ عدا الحديث عن حُسْن أداء خارج تلك الحدود.
بالعودة إلى أدونيس لا يتجاوز التمنيات والضرورة في مواقع أخرى فيما يطرح، أولاً لمعرفته بأننا شعب تمنيات من جهة، وخارج الضرورات بالنظر إلى أدائنا وتعاطينا مع قضايانا بالدرجة الأولى، وهامش ما يتحرك ويتحول من قضايا العالم من حولنا بدرجة اهتمام أخيرة. أدونيس في تناوله ومطالبته للعقل الإسلامي، النيّر، النقدي، المنفتح يرى وجوب «أن يستيقظ (ذلك العقل)، وأن يقول: لا، جهيرة وعميقة، لهذا (الفهم الطالباني)، الذي يقدّم الإسلام للعالم بوصفه ديناً ضد الحرية، وضد الإنسان، وضد التقدّم».
هذا الطرح اليوم مزعج ومؤذٍ لـ «الثوابت» حين نمسح خريطة الإعلام الداعم لذلك التوجّه منذ بداياته، تمويلاً، ورفداً بالمنظّرين والمحرّضين، وتجّار جمع عرق الناس باسم الفتح الإسلامي في الألفية الثالثة، وفي ظل غيبوبة طالت حتى الأشياء تأثراً بما قَرَّ في وعي وقناعات وتوجهات جماعات، هي عاجزة عن الصحوة أمام مشكلاتها؛ لتتصدّى لمشكلات الأمة بحلول هي وصفات موت ودمار وتشويه أجمل وأروع وأسمى ما يحمله هذا الدّين من إحاطة وشمول وقدرة على أن يضع الإنسان في مواضعه التي يستحقها، إتاحة لتفجير طاقاته، والمساهمة - لا التفرّج - في هذا الموزاييك البشري وتنوع الإدهاش الذي يملكه ويتمتع به.
ماذا يعني ذلك؟ في أكثر أطروحات أدونيس لا يرى في انتصار الظلام الذي اختطف فهم الإسلام وصورته إلا مزيداً من الظلام والإمعان في تشويه الصورة والأخذ بها إلا ما بعد مراحل التلاشي على مستوى الوجود والقيمة والأثر، وبالتالي الموقع الذي يكون فيه ذلك الإسلام الذي لا علاقة له بالإسلام الذي لم ينله ضر ومس من تلاعب وتوجيه، باعتباره التهديد الأول للمنجز المديني والحضاري في العالم اليوم. لا وقت لمستقبل الصورة والأداء للفصل بين الإسلام كدين قائم على الأخلاق والقيم والرحمة، وبين الذين يحزّون رؤوس مخالفيهم في السلْم والحرب على الهواء مباشرة في تفنّن وتشفٍّ كانت البشرية بحاجة إلى سنوات كي تصل إلى جزء من تلك الوحشية، اختصرها الذين يقدّمون أنفسهم باعتبارهم حرّاس الصحوة، والأدلّاء على الطريقة المثلى!
ماذا يعني ذلك للمرة الثانية؟ من جهة أداء بعض الدول الكبرى ليس في معزل عن وهم الصحوة الذي يُراد تعميمه، سواء من «تورا بورا» أو من «البنتاغون» حين يكون الظلام هو المعيار في التوجّه؛ بمعنى لا فرق بين سكّين تحز رأساً في حمص والأنبار وفي مكان قصيّ من اليمن ونيجيريا، وبين B52، وهي تحزّ أطراف المدن وتخسف الجغرافيا. الظلام واحد، والموت واحد، والحياة ببشرها وإنجازهم هم الضحايا. هو ذاته قول أدونيس: «الغرب والشرق، اليوم، يلتحفان معاً. الضوء والظلام. كأنهما خيط واحد»!
كأن دعوات اليقظة اليوم، بالأداء الذي نشهد، لن تعدنا ولن نرى منها إلا المزيد من الغيبوبة!
إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"العدد 4265 - الأحد 11 مايو 2014م الموافق 12 رجب 1435هـ
و لماذا لا نستشهد بمن أدان طالبان و بوكو حرام من أنفسنا
لا يصح أن يستشهد ضد أحد ؛ و لو كان ممن توغلوا في الإجرام و الخرافة من أمثال طالبان و بوكو حرام بمخالف لهم في العقيدة ، و إلا سيبدو و كأنه عقيدة مقابل عقيدة! فالدكتورالشاعر والكاتب السوري أحمد علي سعيد المشهور بأدونيس حداثي الفكر علوي العقيدة، غير مؤمن بالروايات عن النبي صلى عليه و آله و سلم أو أهل البيت عليهم السلام. فيكون طرحه منطلقاً من الفكر البشري ؛ و لا علاقة له بأي نص إلهي!
الدول العربيه والحسم
كل ما تمر به الدول العربيه والبحرين بالذات نتيجة عدم حسم المواضيع المهمه والقديمه على مستوى الدولي والاقليمي هناك يوجد مجاملات على حساب الشعوب وبافكار غربيه مصلحجيه لو اتفق العرب والمسلمين برد اعتبار كرامتهم وحل مشاكلهم على طريق الاسلام الحق لكان حال الشعوب افضل واكرم