العدد 4264 - السبت 10 مايو 2014م الموافق 11 رجب 1435هـ

أكلات آسيوية بطعم سوق «المنامة»... يعشقها البحرينيون قبل الآسيويين

«لِدُّو»... «سمبوسة»... «جباتي»... «زلابية»

«الوسط» تتحدث إلى أحد الزبائن البحرينيين خارج المحل
«الوسط» تتحدث إلى أحد الزبائن البحرينيين خارج المحل

عندما تسير داخل السوق القديم في العاصمة المنامة، فإنك دائماً تحظى بالمفاجآت، ولعل أجمل ما في ذلك هو مشاهدة المحلات التي تصطف على واجهاتها شتى أنواع الحلويات، لاسيما الهندية منها، فهي تجذب الناظر وتشجعه على تذوق أشكالها بألوانها البرتقالية والصفراء والبيضاء، إلى شتى أنواع الخبز والفطائر وغيرها من المقليات، التي يشتهر بها المطبخ الهندي والباكستاني.

أخذتني طرق سوق المنامة هذه المرة إلى زقاق ضيق خلف مأتم بن رجب ومأتم محمد حسين، وهناك شاهدت محلاً يكتظ بالزبائن الآسيويين وحتى البحرينيين أصحاب السيارات الفارهة، التي تقف في هذا المكان الضيق لتطلب طلبات خارجية لإفطارها.

حلوى «حميد»

وهناك رأيت شاباً بحرينياً يدعى رضا الكعبي، سمح بمقابلتنا معه، وقال لي: «أحب الحلوى والسمبوسة (نوع من المقليات) والنخي (نوع من البقوليات)، التي يصنعها (حميد)، وأحضر صباح كل يوم خميس لأشتري إفطاره الشهي».

يبتسم الكعبي معلقاً «لا يعني لي هذا الشارع الضيق شيئاً، فهذا محرز لأنني بالنهاية سأتناول طعاماً شهياً بطعم ورائحة المنامة القديمة».

رشيد عنايت... وطلبات «لدو»

شكرت الشاب، ثم دخلت المحل الذي رأيته يحمل لافتة كبيرة كتب عليها «عبدالحميد حسن مرهون»، تصاحبها صور لأشهى الحلويات الهندية ومأكولاتها. وهناك تحدثت مع رشيد عنايت، الذي كان مشغولاً بالرد على طلبات الزبائن من الآسيويين، خاصة من العمالة المهاجرة، وعلى طلبات نساء بدين من هيئة أزيائهن أنهن باكستانيات وبلوشيات.

قال في خضم ذلك معلقاً، وهو يتكلم بلهجة بحرينية مدمجة بمفرادت «أوردو»: «نحن باكستانيون لكن المحل لصاحبه البحريني من المنامة الذي تحمل واجهة المحل لافتة باسمه، ولهذا فإنه عرف بكنية (حلويات حميد)».

قاطعه زبون جديد بطلب آخر جديد، وأثناء ذلك رأيت في الجهة الأخرى من المحل طاولات وكراسي يجلس عليها آسيويون بدو من العمالة الرخيصة، وفي الزاوية الأخرى تلفازاً معلقاً في السقف يبث برامج لقناة باكستانية كانت تبث شريط الأخبار بالأوردو، اللغة التي يتكلمها الباكستانيون.

عدت مرة أخرى، وسألت رشيد عن عمر هذا المحل، فأجاب وهو مشغول يضع حلويات هندية تسمى «لدو» في علب ورقية بيضاء، قائلاً: « حلوتنا دخلت كل بيت بحريني من المنامة إلى الرفاع حتى وصلت إلى الفنادق خمس نجوم .المحل هنا موجود منذ العام 1953، ولم يتغير وهذا هو الفرع الوحيد، وأهل المنامة يعرفونه جيداً، وشخصياً أساعد أخي الأكبر، والمحل مازال باق لورثة حميد».

«راس ملايا» والخبز البوري

ثم بسرعة فائقة قام رشيد بسكب حلوى «راس ملايا» (حلوى تصنع من الحليب المجفف والسكر) في صحن دائري، وقال: «تفضلي، ذوقي حلوى هذا المحل».

ابتسمت وشكرته، وإذا به يقول: «تأكدي أنها تختلف عن كل ما يقدم في البحرين»، ثم عدّد لي أسماء الحلوى التي يصنعها مثل «لدو»، «كاجور»، «زلابية»، «حلوى جزر» وغيرها.

أثناء ذلك شاهدت آسيويين يتناولون خبزاً محشواً بالبطاطا، ويشربون الشاي بالحليب، بينما رأيت بحرينياً يهم بتناول حلوى الجزر. تحدثت للبعض، وقالوا لي إن تناول مثل هذا النوع من الطعام هو أمر في متناول الجميع، ولهذا فإن الجميع يأتي.

وهنا قال رشيد عنايت معلقاً: «نحن نصنع خبز البوري والجباتي والسمبوسة، نحضرها منذ الصباح الباكر، وتلك وجبة إفطار هندية وباكستانية يقبل عليها البحرينيون قبل الآسيويين. وتلك مواد ومقادير يجلبها أخي الأكبر وأبناؤه يساعدوننا أيضاً».

الألوان الجميلة التي حظت بها واجهة المحل كغيرها من محلات الحلوى الهندية والباكستانية، جعلتني أتيقن أن التنوع في المنامة انعكس حتى على أنواع الأطعمة، هذه الأطعمة حتى لو كانت تحمل أسماءً غير عربية إلا أنها بلا شك أصبحت جزءاً لا يتجزء من المكون الثقافي بالمنامة المعروف بتعدديته.

حكاية اليوم من سلسلة سوق المنامة لم تروِ الكثير، إلا أنها نقلت جانباً من كدح الطبقات الآسيوية العاملة في الأزقة البحرينية القديمة، وانصهارها مع بيئة أهل المنامة.

خرجت من محل «حميد» بعد أن امتلأ بالزبائن، وحملت أوراقي تحت أشعة الشمس الحارة، منطلقة إلى زقاق آخر، باحثة عن حكاية أخرى من حكايات سوق المنامة القديم.

عمالة مهاجرة تتناول طعامها عند «حميد»
عمالة مهاجرة تتناول طعامها عند «حميد»
أيادٍ آسيوية تتناول خبزاً محشواً بالبطاطا
أيادٍ آسيوية تتناول خبزاً محشواً بالبطاطا
رشيد يضع طلبيات «لِدُّو» البيضاء والسمراء في علب ورقية
رشيد يضع طلبيات «لِدُّو» البيضاء والسمراء في علب ورقية

العدد 4264 - السبت 10 مايو 2014م الموافق 11 رجب 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 16 | 9:16 ص

      الزلابية

      من اسمع زلابية اتذكر نبيل رجب
      الله يفرج عنك يا نبيل رجب

    • زائر 15 | 4:45 ص

      اكل البيت افضل

      في يوم من الايام اشتريت من محلات ........للسمبوسة في المنامة و توني باكل منها الا و شعرة طويلة. و لم سحبتها اطول من متر
      من ذاك اليوم و انا مقاطعة هذة المحلات

    • زائر 14 | 4:19 ص

      احسن طبخ وطباخين الهنود

      لان على مزاج الحار البارد الحلو والمبهر تعلمنا الكباب منهم الهند وباكستان اغنى دول في البهارات

    • زائر 12 | 4:13 ص

      الجاليات

      عتب ليس إلااااا،، اتمنى ان يكون الاهتمام بالبحرينين كما الاهتمام في نشر ثقافة الجاليات الوافدة ولكي جزيل الشكر والامتنان ،،،

    • زائر 9 | 3:17 ص

      زلابية .. نبيل رجب

      زلابية ... الله يفرج عن نبيل رجب

    • زائر 6 | 1:33 ص

      راس ملايا

      المفروض ما تفوتين هذه الفرصة.. أفضل مكان لعمل الراس ملايا..لذيذة
      حصل خوش دعاية عنايت بالرغم انه ما يحتاج.. منذ الصغر أوحنا ناكل منه كل مرة نروح المنامة أو نروح المأتم

    • زائر 5 | 1:27 ص

      مجهود طيب جدا

      مجهود طيب تشكر عليه الصحفية و نرجو الاهتمام بالثقافة البحرينية و تاريخ البحرين اولى من تاريخ الهند
      نتعايش معهم نعم و لكن نحتاج ان نبرز اصالتنا اكثر و شكرا

    • زائر 4 | 11:53 م

      هي اكلات شعبية لبعض البحرنين من اصول هندية .

      هذه الاكلات كالزلابيا والجباتي ..... اشتهر بها اهالي المحرق وبالاخص من هم من اصول هندية وحرفهم كانت البخور والتطريز لثوب النشل اما قرى البحرين فهذا الاكلات ليست من اختصاصهم ابدا على رغم ان البعض في هذه الاعوام القلية قد تعلمها بسبب انها اصبحت شبه شعبية ويرغب لها الكثير اكلاتنا الشعبية هي البلاليط الهريس والقيمات . وحرفنا كانت الحدادة والنجارة والصياغة والحلوى ( من عمان ) والتمور والنسيج وصيد وتجفيف الاسماك ... وهي الحرف التي تكنى بها العائلات البحرانية وهي تراث وحرف البحرين التقلدية المعروف

    • زائر 3 | 11:25 م

      ههههه

      ناماستيه منامه

اقرأ ايضاً