العدد 4263 - الجمعة 09 مايو 2014م الموافق 10 رجب 1435هـ

فك الشفرة للصيني جيا... جاسوسية الشرق

الوسط (فضاءات) - جعفر الجمري 

تحديث: 12 مايو 2017

في تتبّع للملحق الثقافي في صحيفة نيويورك تايمز ثمة سعة في انتخاب موضوعات متنوعة. مراجعة الإصدارات من بين ذلك الانتخاب ذي القيمة في تقديم أول المراجعات لإصدارات حديثة ربما لم تتجاوز أسابيع أو أياما على انضمامها لحركة سوق النشر الناشطة والمتحولة في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا؛ تجاوزاً إلى تسليط الضوء على أهم الأصوات الإبداعية البارزة في القارة الآسيوية وعلى رأسها الصين.

بيري لينك يكتب في نيويورك تايمز يوم الثلثاء (6 مايو/ أيار 2014)، مراجعة لرواية فك الشفرة لماي جيا، وهو اسم مستعار لجيانغ بينهو. كاتبها ربما يكون الكاتب الأكثر قراءة وعلى نطاق واسع. التحق جيانغ بالكلية العسكرية في الصين في العام 1981 وبقي في الجيش بعد التخرج، وامتهن الكتابة والتحرير. بعد عودته إلى الحياة المدنية في العام 1997، أنتج عدداً من الروايات التي تتناول موضوعاتها الاستخبارات العسكرية. باعت تلك الروايات ملايين النسخ. بعض تلك الروايات تم إنتاجها في أعمال تلفزيونية شعبية وعدد من الأفلام. يتولّى جيانغ اليوم رئاسة رابطة الكتاب التي ترعاها الدولة في مقاطعة تشجيانغ.

فك الشفرة، هي روايته الأولى، والترجمة الأولى للغة الإنجليزية التي ظهرت بأسلوب سلس من قـبَل: أوليفيا ملبورن وكريستوفر باين، وتحكي قصة رونغ جينزهين، في شكل مسْخ قتل أمه أثناء ولادته؛ إذ ولد برأس كبير. وباعتبار طفلاً يتيماً، يتم سحب جين تشن، وسيتم تشخيصه ضمن الذين سيعانون من التوحد، لكن تبين أنه سيكون موهوباً وأحمق في الوقت نفسه يقارب موضوع الرواية في هذا المِفْصَل ما تفتّقت عنه عبقرية كاتب آخر، وهو أستاذ زائر اسمه لييزويتش، وهو يهودي بولندي يكتب خطباً معادية للشيوعية سرا؛ بإيعاز من صاحب موهبة رياضية اسمه جورج ويناخت، ويعمل هو الآخر كمخبر سري بوظيفة محلل في الاستخبارات العسكرية لكل من اسرائيل و البلد وهو كناية عن الولايات المتحدة، العدو الرئيسي للصين.

نظراً إلى التجربة الشخصية لمي جيا في الجيش الصيني - بما في ذلك، قيامه كما يبدو، ببعض العمل الاستخباراتي - فمن الطبيعي أن نتساءل كم من كتابته يمكن لنا أن نعتبرها واقعية؟ ليس كثيراً كما أعتقد. السرية وكراهية الأجانب هي بالتأكيد ثقافة ثانوية في العسكرية الصينية، ولكن قصص الإثارة في فك الشفرة تدين بوضوح أكثر للتقاليد الأدبية المعاشة والمعاينة في الحياة.

من أجل أن ينشر ماي جين في الصين، يحتاج إلى الخضوع والامتثال لحدود وشروط يضعها الحزب الشيوعي. يفعل ذلك بمهارة، ولو تطلّب ذلك أن ينحني أمام تلك الشروط من أجل تاريخه. وقال، إنه تبين له؛ على سبيل المثال، أن أساتذة أجانب يدخلون ويخرجون بحرية بعد العام 1949، وهو الأمر الذي من الصعب أن يحدث له. ثمة استخدامات لمصطلحات الحزب المفضلة لمسائل حساسة وبالتالي كان العام 1949 عام التحرير للجميع. كان العام نفسه عام خلط بين الأمة والحزب؛ ما يجعل من الواضح أن ليس هناك مجالاً أن تكون وطنياً من دون الولاء للحزب.

لا يركّز ماي جيا أحيانا على الموانع، وعندما تاخم ذلك أجبر على القيام بدور الرقابة الذاتية في عملية التحرير أو عندما يقدم شهادات صارخة على الاضطهاد فترة الثورة الثقافية.

مع نهاية رواية فك الشفرة يتم تناول بعض من الأسئلة العميقة حول وضع الإنسان؛ بل هناك ذكر للإله على رغم أن هناك من يسقطه من فن الرواية ويضع كاتبها باعتباره واحداً من أفضل كتّاب الرواية القصيرة الحديثة في الصين في موقف نقيض. فك الشفرة يمكن مقارنتها في عمق المعنى بتجارب لو شون في الروايات القصيرة والقصص القصيرة لأيلين تشانغ وفي الآونة الأخيرة، بشعر ليو شياوبو.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً