تلقت وكالة إغاثة وتشغيل الفلسطينيين (أونروا) دعما بريطانيا لبرنامج توظيف المرأة الفلسطينية اللاجئة ستستفيد منه نحو ألف امرأة في قطاع غزة.
وبحسب الموقع الإلكتروني لإذاعة الأمم المتحدة،أعلنت الأونروا عن تبرع كريم من المملكة المتحدة بقيمة مليون ونصف المليون جنيه إسترليني ستخصصه الأونروا لتوظيف المرأة الفلسطينية اللاجئة في إطار برنامج خلق فرص العمل المؤقتة الذي تنفذه منذ سنوات عديدة، وذلك في إطار محاولاتها المستمرة لمواجهة تدهور الأوضاع الانسانية وارتفاع معدلات البطالة في قطاع غزة.
الأونروا تقول إن هذا التبرع سينجح في خلق أكثر من ألف فرصة عمل للنساء لفترات تتراوح ما بين ثلاثة إلى ستة أشهر في مختلف القطاعات التعليمية والصحية والقطاع الخاص.
وفي حديث مع إذاعة الأمم المتحدة قال عدنان أبو حسنة المستشار الإعلامي للأونروا إن استهداف هذا المشروع للمرأة اللاجئة يأتي في ظل تحمل هذا القطاع لأعباء حياتية كثيرة وارتفاع نسبة البطالة بينهن بدرجة كبيرة فيما تعيل عشرات آلاف النساء عائلاتهن في ظل فقدان الزوج أو بسبب المشاكل الاجتماعية المتولدة جراء الحصار وانهيار الأوضاع المعيشية.
"نحن في قطاع غزة بسبب الحصار والحروب والمشاكل الاجتماعية والطلاق وغيره، وجدنا أن هناك آلافا من الفلسطينيات اللواتي يعلن أسرهن، لذلك كان يجب أن يتوجه هذا البرنامج إلى هذه الفئات ويقوم بتشغيلهن حتى لو كان ذلك لفترات مؤقتة، سيستفيد من هذا البرنامج حوالي ألف امرأة وسيتم تشغيلهن لفترة تتراوح من ثلاثة شهور لستة شهور ونأمل أن تزداد الأعداد خلال الشهور أو الفترات القادمة".
اللاجئات الفلسطينيات تلقين هذا النبأ بسعادة كبيرة، خاصة في ظل زيادة عدد الأسر التي تعيلها المرأة وانعدام فرص العمل في قطاع غزة.
وتتحدث اللاجئة سمر أحمد "35 عاما" لإذاعة الأمم المتحدة عن الأوضاع المعيشية الصعبة وتقول:
"والدي متزوج اثنتين ولا يستطيع أن يصرف على الأسرتين لذلك أنا اعمل لمساعدتهم، عددنا عشرون فردا، والدي صياد والبحر لا يعطي، قد يعطي يوما في السنة أو في الشهر ، لذلك اضطررت أن أبيع وبدون جدوى فالبيع يكون على هيئة ديون، ولا توجد حركة والوضع صعب، إن شاء الله أحصل على فرصة أي فرصة عمل، فستكون أفضل من جلوسي بالشارع، الوضع صعب جدا ولا توجد فرص للعمل".
أما اللاجئة أحلام السيد فتقول إن جميع إخوتها عاطلون عن العمل الأمر الذي دفعها للبيع في الأسواق لتجمع قوت يومها..معربة عن أملها في أن تجد فرصة عمل مع الأونروا تستطيع من خلالها أن تسد احتياجاتها الخاصة.
"نحن موجودون بدون بيع ومن الصبح لا يوجد رزق أو حركة، الوضع صعب والحركة صفر، أنا لست متزوجة وأخواتي 12 فردا، ولا توجد حركة والبيع على الله، وإخوتي لا يستطيعون أن يصرفوا علينا فيعملون على حصان، اعطونا فرصة للعمل ونحن سنعمل، فالوضع صعب ونعاني من الفلس ولا توجد نقود".
الخبير الاقتصادي محسن أبو رمضان قال لإذاعة الأمم المتحدة إن قيام الأونروا بتشغيل النساء اللاجئات أمر في غاية الأهمية حيث إنه سيساهم في تحقيق الأمن الغذائي وتوفير مقومات العيش الكريم للعديد من الأسر التي تعيلها النساء والتي تكون بالغالب من أشد الأسر فقرا..مضيفا أن تشغيل النساء يساهم في تمكينهن إنتاجيا ما يشكل شرطا ضروريا لمكافحة الفقر والقدرة على رفع مكانة المرأة على المستوى الاجتماعي وتعزيز مشاركتها بالحياة العامة وضمان حقوقها التي ينص عليها القانون الدولي والمبادئ الدولية لحقوق الإنسان.
"أرى أن توفير الموازنة للمرأة الفلسطينية لتوفير فرص عمل ودفعها للاندماج بسوق العمل وبالعملية التنموية والإنتاجية مسألة مهمة جدا وضرورية علما بان هناك العديد من المشاريع التي تدار من خلال النساء كالمشاريع الزراعية ومشاريع المنازل وإذا تم إسناد الأدوار للمرأة في مجال المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر فإن هذا سيساهم بشكل ضروري في رفع مشاركة المرأة في العمل بصورة كاملة".
النداءات الأخيرة التي وجهتها الأونروا بضرورة رفع الحصار بشكل فوري عن قطاع غزة والذي وصل إلى درجات غير مسبوقة.. تأتي ترجمتها على الأرض عبر مشاريع التشغيل المؤقت التي من خلالها تواجه الأونروا آثار الحصار والنتائج الكارثية المتولدة عنه، وبالذات البطالة حيث تضع المرأة اللاجئة على سلم أولوياتها في التنمية البشرية والتشغيل والمساعدات.