أكد وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي أن بناء الجيش اليمني الذي يخوض حربا كبرى ضد عناصر تنظيم القاعدة في محافظات الجنوب، سيحتاج إلى سنوات، إلا أنه أشار إلى أن دولا كثيرة، بينها السعودية والولايات المتحدة وبريطانيا والأردن، تنظر في كيفية تقديم العون في هذا المجال.
وقال القربي في تصريحات عبر الهاتف من لندن لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية الصادرة اليوم الجمعة (9 مايو/ أيار 2014) إن مؤتمر "أصدقاء اليمن" الذي عقد في لندن يوم 29 نيسان/أبريل الماضي، "شكل فريق عمل للجوانب الأمنية، سينظر في الاحتياجات المالية واللوجيستية بالنسبة للأجهزة الأمنية اليمنية".
وحول إطلاق الأموال التي وعد بها المانحون لليمن، وتقدر بنحو ثمانية مليارات دولار، قال وزير الخارجية الذي حضر المؤتمر، إن هناك برنامجا للإصلاحات تقوم بإعداده الحكومة اليمنية، يشمل الجوانب الاقتصادية والأمنية، يواكبه برنامج من الأصدقاء، كشرط لإطلاق الأموال التي تهدف لتخفيف المعاناة عن المواطنين.
وأكد القربي أن مؤتمر لندن شكل ثلاث فرق، اقتصادية وسياسية وأمنية لإعادة الاستقرار في اليمن، مشيدا بخطاب الأمير تركي بن محمد بن سعود الكبير وكيل وزارة الخارجية السعودية للعلاقات المتعددة الأطراف، الذي ألقاه خلال المؤتمر "وأكد فيه موقف السعودية الثابت والداعم للعملية الانتقالية في اليمن".
وأوضح القربي أن "معركة الإرهاب تحتاج إلى وضع استراتيجية متكاملة، ولا يمكن حسمها بالقوة العسكرية فقط، مشيرا إلى أهمية إطلاق إصلاحات شاملة، اقتصادية واجتماعية وتعليمية، ومحاولة إيجاد حل لمشكلة البطالة بين الشباب، وتوفير الخدمات للمواطنين ورفع مستوى المعيشة وهو موضوع يحتاج إلى أموال طائلة".
وبشأن التدخلات الإيرانية في اليمن ودعمها للحوثيين، أشار القربي إلى أحاديث سابقة بشأن ضبط السلطات اليمنية أسلحة إيرانية كانت متجهة إلى الحوثيين، وقال إن "لجنة في مجلس الأمن الدولي تنظر في هذه القضية".
ولفت الوزير إلى وجود بوادر إيجابية بشأن علاقات إيران مع الغرب، بخصوص ملفها النووي، لكنه أشار إلى أهمية أن تحاول إيران تحسين علاقاتها مع دول المنطقة، وخصوصا الخليج واليمن، ووقف تدخلاتها.
وحول الحرب التي يقودها الحوثيون في اليمن، وما إذا كان لديهم أطماع انفصالية، أكد القربي أن "الحوثيين جزء من النسيج اليمني، وقد شاركوا بفعالية في مؤتمر الحوار الوطني، في كافة جوانبه السياسية والاقتصادية والأمنية"، مشيرا إلى أنهم يعملون على إقامة دولة حديثة تلبي طلبات وحقوق الجميع.
وبشأن اكتشاف خلية في السعودية على صلة بتنظيم القاعدة في اليمن، لم يستغرب القربي هذا الأمر، مؤكدا أن هناك خلايا في اليمن مثلما توجد في السعودية، ودول أخرى، و"نفاجأ بها من فترة لأخرى".
وأشاد القربي بمواقف السعودية، ودول الخليج، مشيرا إلى أن "هذه العلاقة تزداد كل يوم رسوخا وقوة".
وحول احتمالات انضمام اليمن إلى مجلس التعاون الخليجي، قال القربي: "المهم الآن هو الشراكة الحقيقية في كل الجوانب السياسية والاقتصادية وتوحيد المواقف وتعزيز الثقة في التعامل مع قضايا المنطقة".