العدد 4262 - الخميس 08 مايو 2014م الموافق 09 رجب 1435هـ

الاستشارية نسرين: الوراثة والرياضة ونقص التوعية تسبب تدهور الحالة الصحية

30 - 40 % من البحرينيين مصابون بارتفاع الدهون و60 % مصابون بنقص فيتامين « د»

نسرين السيد
نسرين السيد

ذكرت استشارية الغدد الصماء والسكر واختلال الدهون المدير الطبي في مركز الخليج التخصصي للسكر، نسرين السيد: أن «30 - 40 في المئة من البحرينيين مصابون بارتفاع في الدهون».

وأضافت أن «ارتفاع الدهون والكولسترول يكون سببه عوامل وراثية وطبيعة الحياة المعيشية وأيضاً الوجبات المشبعة بالدهون وقلة النشاط البدني مثل الرياضة الذي يؤدي إلى السمنة مما يسبب اختلال في الدهون».

وقالت السيد، وهي الأولى في الشرق الأوسط الحاصلة على شهادة في اختلال الدهون من البورد الأميركي، والمتخصصة في أمراض غدد الصماء والسكر وتكيس المبايض عند النساء وأمراض الغدة الدرقية والأمراض النادرة: «إن الزيادة في معدلات الكولسترول في الدم عن المعدل الطبيعي يؤدي إلى انسداد في الشرايين وأمراض القلب. وتعتبر أمراض القلب والشرايين من المضاعفات الخطيرة لارتفاع الكولسترول. فقد أكدت دراسات طبية عدة أنه كلما ارتفع معدل الكولسترول وخصوصاً الكولسترول الضار المعروف بـ LDL، كلما زادت احتمالات الإصابة بأمراض القلب والشرايين».

وذكرت أن «من بين الأسباب في ارتفاع الدهون، هناك بعض الأدوية التي تستخدم لبعض العلاجات تؤدي بدورها للسمنة، مثل أدوية الأمراض النفسية وأدوية الكورتيزون وشرب الكحول، فعند التعرض لها لفترة طويلة تؤدي إلى ارتفاع نسبة الدهون في الدم، وخصوصاً الدهون الثلاثية».

أما عن مصدر الدهون الثلاثية، فتقول السيد: «يكون عادة السبب غذائياً وتكون مخزونة في الجسم في الخلايا الدهنية، وتمتص الأمعاء الدهون الثلاثية من الأكل المهضوم ثم تنتقل لتخزن في الخلايا الدهنية. ولا تؤدي الدهون الثلاثية بصورة مباشرة إلى انسداد الشرايين كما هو الحال مع الكولسترول، ولكن هناك بعض حاملات الدهون في الدم التي تكون غنية بالكولسترول مع الدهون الثلاثية هي التي تسبب انسداد الشرايين. كما أن ارتفاع الدهون الثلاثية عادة ما تصاحب انخفاض مستويات الكولسترول النافع، وتصاحب مرض السكر والذي بدوره يؤدي إلى أمراض القلب والشرايين».

أما مسببات الكولسترول فتقول: «هي الوراثة، وهي مورثات جينية تحدد مستويات الكولسترول الضار وهذه الحالة الوراثية تسمى «Familial Hypercholesterolemia»، ونجد إصابات أمراض القلب في هذه العائلات عند أعمار مبكرة، وأما المسببات الأخرى لارتفاع الكولسترول تتمثل في خمول الغدة الدرقية، ارتفاع الوزن، وقلة الحركة وقلة مزاولة الرياضة وشرب الكحول والتدخين ومرض السكر، هذه كلها تؤدي إلى زيادة في حال وجود عوامل أخرى تؤدي إلى أمراض القلب والشرايين الكولسترول».

وتابعت «يتم التشخيص للفئة العمرية بالنسبة للرجال في عمر 35 سنة وما فوق وللنساء من 45 سنة وأكثر، في حال وجود أمراض بالقلب أو جلطة دماغية أو ارتفاع ضغط الدم أو السكر أو التدخين أو وجود تاريخ عائلي للإصابة بأمراض القلب في سن مبكر».

وفي هذا السياق، لا تستبعد السيد أن «يصاب من هم أصغر سناً بارتفاع الدهون وخصوصاً إذا كانوا يعانون من زيادة في الوزن أو بسبب التدخين أو تكيس المبايض لدى النساء، مع وجود عوامل وراثية مساعدة، وتشير الدراسات الحديثة إلى أن احتمالات زيادة عدد المصابين بالدهون تشهد تزايداً في ظل تغير نمط الحياة وانتشار ظاهرة السمنة وانتشار العادات الغذائية السيئة، لذلك فإن الغذاء المتوازن والرياضة المستمرة والفحص الدوري تعد خير وسيلة للوقاية من المرض».

واستبعدت أن «يكون تأثير الدهون لدى الأطفال مصاحباً للسكر من النوع الأول، لكن أن يكون الأطفال مصابين بارتفاع الدهون فهو وارد ولكنه نادر وهو من النوع الوراثي».

أما علاج مرضى الدهون فتقول: «يتم إعطاؤهم برنامجاً غذائياً ملائماً لكل مريض، إضافة حثهم على ممارسة الرياضة، وهناك حالات يستدعي استخدام الأدوية والعقاقير لتنزيل نسبة ارتفاع الدهون، وفي 90 في المئة من الحالات يستجيبون للعلاج، أما الحالات المستعصية فيتم علاجها بطرق أخرى مثل عملية غسيل وانتقاء الكولسترول من الدم أو زراعة الكبد».

كما دعت إلى «ضرورة وجود التثقيف الصحي من خلال الإعلام والإرشادات الصحية لتثقيف الناس بأمراض العصر، وأن نبدأ التوعية من المدارس بتوعيتهم بمدى تأثير النظام الغذائي لديهم وضرورة ممارسة الرياضة قبل أن تصل لمضاعفات وخيمة مثل الجلطات الدماغية والأزمة القلبية المفاجئة».

أما بشأن الأمراض النادرة تقول الاستشارية نسرين السيد: «الأمراض النادرة في الغدد الصماء هي أمراض تصيب فئة نادرة جداً من فئة المجتمع وهي أمراض غير شائعة ويصعب تشخيصها وتنقسم لعدة أنواع، فيمكن أن تكون هذه الأمراض لديها علاقة بأمراض وراثية أو عوامل مكتسبة نتيجة خلل في الجهاز المناعي آو نتيجة الإصابة بفيروسات تغيير من تركيبة الجسم».

أما عن مرض غدد الجادرقية، تقول: «فهي من الأمراض النادرة، وهي أربع غدد صغيرة تكون خلف الغدة الدرقية، وتسمى بالجادرقية لأنه متجاورة للغدة الدرقية وليست لها علاقة بوظيفة وعمل الغدة الدرقية».

وتفسر السيد أن «الغدد الجادرقية وضيفتها إفراز هرمون الغدد الجادرقية التي تعمل على توازن مستويات الكالسيوم في الجسم والحفاظ على العظام وتوازن في فيتامين (د)، فإذا أصيبت هذه الغدد بخلل أما بنشاط أو خمول فيصاب المريض باضطرابات في مستوى الكالسيوم. وتتابع إذا أصيبت هذه الغدد بنشاط فإن مستوى الكالسيوم يرتفع جداً فتظهر له أعراض بسبب هذه الارتفاع تؤدي إلى الإصابة بحصوات في الكلى وكثرة التبول والعطش. أما إذا نزل إفراز هذه الهرمون يؤدي إلى نقص في ملح الكالسيوم في الجسم مما يصاب المريض إلى توتر في العضلات مما يصاب المريض بتشنج قوي وحتى يؤدي إلى فقدان الوعي ما يسبب له تأثيراً على عضلات الحنجرة يؤدي إلى الاختناق ثم إلى الموت».

وتضيف «بالنسبة للبحرين نرى أن المصابين بالجادرقية سببه نتيجة إلى نشاط هذه الغدد أكثر من خمولها، وحصولها جداً نادر، فمثلاً تتمثل معظم أسباب الإصابة بخمول الغدد الجاردقية نتيجة لعمليات استئصال الغدة الدرقية التي ممن خلالها يتم انقطاع سريان الدم للغدد الجاردقية أو إزالتها مع الغدة الدرقية، كما أن هذه الأمراض صعب الوقاية منها، فيمكن يصاب أي شخص بها حتى لو حاول التركيز على الرياضة والنظام الغذائي».

أما عن ما يتداوله الناس حديثاً بشأن مرض نقص فيتامين (د)، تقول الاستشارية نسرين السيد: «هناك بعض الدراسات تحدثت ارتباط نقص فيتامين (د) بأمراض السرطانية وأمراض السكر والجهاز المناعي والخمول والفتور، وبعض الدراسات أكدت أن النقص ليست له علاقة بهذه الأمراض، ولكن أن نقص فيتامين (د) بالتأكيد له تأثير على صحة العظام».

وتابعت أن «هناك دراسة تقول إن 60 في المئة من البحرينيين مصابون بنقص فيتامين (د)، وهذه النسبة تؤدي إلى الدهشة والاستغراب، لأن فيتامين (د) مصدره الشمس، وأن البحرين بصفة خاصة ودول مجلس التعاون بصفة عامة يتعرضون لأشعة الشمس باستمرار، إلا أن دائماً خوفنا من الشمس والابتعاد عنها يؤدي كثيراً للإصابة بنقص فيتامين (د)».

وتختتم السيد بأن «يكون العلاج بمجرد ما يتم التشخيص عن طريق أخذ عينة من الدم ومعرفة هذا النقص في الفيتامين، فيكون العلاج عن طريق إعطاء المريض أقراصاً أو حبوباً أو كبسولات أو سائلاً أو حقناً من فيتامين بحسب مستوى فيتامين (د) في الدم».

العدد 4262 - الخميس 08 مايو 2014م الموافق 09 رجب 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 1:21 ص

      غاية في الروعه

      هذا الموضوع غاااية في الروعه….. الدراسه تدل على كثر الكسل وعدم الحركه هي المسبب الرئيسي لكل المشاكل الصحيه… .يعطيك الف عافيه

اقرأ ايضاً