العدد 4262 - الخميس 08 مايو 2014م الموافق 09 رجب 1435هـ

بحرينيون يتحدَّون الإعاقة وآخرون يسعون لتغيير حياتهم بالبرمجة العصبية

يتعرض الإنسان في رحلة الحياة لسلسلة من التجارب التي تترك بدورها ترسبات وتراكمات بأعماقه، ويحتاج من فترة إلى أخرى إلى وقفة تعيد تخطيط حياته بشكل أفضل. وخصوصاً أن الإنسان كائنٌ قابلٌ للتغيير والنهوض بعد العاصفة، والتحول من نقطة الصفر إلى ذروة التألق، لكنه يحتاج إلى جرعة أمل ودفعة من الإرادة وهو ما تسعى إلى تعزيزه دورات التنمية البشرية.

وقد شهد الشارع البحريني إقبالاً على دورات علم البرمجة اللغوية العصبية للدراسة والممارسة.

وعن أهم التقنيات التي يهدف إليها علم البرمجة، تجيب مدربة برمجة لغوية عصبية وأخصائية تعليم باللعب ابتسام الزاير، أن «من أهم الأمور التي أطمح إلى تعزيزها خلال دوراتي هي مساعدة المنتسبين على التفكير بإيجابية عبر طرق جديدة واستراتيجيات فعالة، ومعرفة واستخدام العبارات والإشارات التي تزيد من مستوى الاتصال الفعّال، ومعرفة واستخدام البرامج العقلية العليا في التعامل مع الآخرين وغيرها من التطبيقات العملية لإرهاف الحواس وتصفية الذهن وزيادة القدرة على التركيز والإنجاز». وفي لقاء مع منتسبين لدورات البرمجة اللغوية العصبية، تقول أم قاسم (موظفة): «كان الدافع الاساسي لانضمامي إلى الدورة هو تطوير سلوكاتي للأفضل، وأهم أهدافي هو أسرتي لكي اتعلم افضل الطرق في التعامل مع أطفالي وضبط سلوكاتهم وحفزهم، كما ارغب في برمجة سلوكاتي ومشاعري بطريقة فعالة مع زوجي والمجتمع عامة».

أما زينب الجشي مهندسة مدنية، فتقول: «ساعدتني الإعلانات على الانضمام وشدني موضوع الدورة وشعرت بحاجة إلى التغيير في بعض جوانب شخصيتي وفي الوقت نفسه شعرت بأنه قد يساعدني على التعامل مع الاخرين وخصوصا ابنتي».

أما عن شعورها بعد الدورة، فقد قالت: «استفدت الكثير وقبل انتهائي حددت هدفاً من أهدافي واتخذت خطوات في سبيل تحقيقه، وأنا متحمسة لمستويات متقدمة من هذه الدورات الملهمة».

من جهتها، تقول الباحثة في علوم القرآن زهرة المحاري: «انضممت لتطوير نفسي أولاً ولكي اربط هذا العلم بتخصصي الأساسي في علوم القرآن واستخراج الآيات الدالة عليه للتدليل على أن القرآن أصل لكل فروع العلم وأنه لا تعارض بين المبادئ الدينية والعلمية».

وتذكر هدى عبدالله - عاطلة (ربة منزل) - «دوافعي كانت لتغيير نمط التفكير وتحديد الأهداف لإنجازها ومنها دراسة الدكتوراه وقد استمتعت بتجربة بعض المحفزات التي تعلمتها من خلال الدورة ومازلت اقوم بتطبيقها لشحن نفسي بالطاقة الإيجابية».

و تقول - ربة منزل - «كنتُ أعاني من التفكير السلبي والنظرة التشاؤمية السوداوية للأمور، وسعيت لهذه الدورة للتحكم في اعصابي وحماية نفسي من التأثيرات السلبية من حولي».

تغيرت نظرتي للحياة

وتقول ممرضة في أحد المراكز الصحية: «من أهدافي تطوير النفس والتغيير للأفضل والتواصل الأفضل مع محيطي وتحسين عملي وعطائي لأسرتي، وبعد الدورة أزلت العوائق الوهمية التي كانت تعترض نجاحي، وبالمناسبة فقد كنت اضع عبارة (ليس كل ما يتمنى المرء يدركه... تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن)، وبعد الدورة استبدلتها بعبارة (ان الذي يرتجي شيئاً بهمته... يلقاه ولو حاربته الجن و الأنس)».

وتذكر طالبة لغة انجليزية علياء الدرازي، «ساعدني هذا العلم الرائع على تغيير الكثير وتحديد الأهداف المستقبلية بوضوح والتغلب على الأفكار السلبية، كما دفعني لمساعدة صديقاتي وأولادي وحفزهم ومساعدتهم على التطوير الذاتي، إن انتسابي إلى الدورة أعاد لي شغفي وحبي للحياة الايجابية بعد هجرها».

ومثلها الطالبة الجامعية زينب محمد علي تقول: «أسعى إلى الوصول بطموحي للكمال وتعزيز ثقتي بأحلامي التي اسعى من خلالها إلى الوصول إلى القمم، فأنا أعشق التحدي، وهذه الدورات تساعدني وتشحنني بالإيجابية وتساعدني على التغلب على مواقفي الماضي المؤلمة».

اما معلمة الرياضيات المتقاعدة ابتسام بركات، فقالت: «مرحلة التقاعد تحتاج إلى الكثير من الإيجابية للتعايش مع الوضع الجديد وخصوصاً بعد أعوام طويلة من العمل والروتين، لذلك سعيت لتنمية المهارات الحياتية لبداية جديدة وعن طريق التحاقي بعدة دورات، أما عن دورة البرمجة خصوصاً فأنا أعيش في بيئة سلبية تؤثر أحيانا بافكاري ومشاعري لذلك اسعى لتعزيز إيجابيتي لحماية نفسي من المؤثرات الخارجية».

وتصف زهراء جمعة - أعمال مصرفية - مشاعرها بقولها: «أزرع في نفسي بذوراً لتنمو لكن لم تتوافر ما يعينها على البروز، بذوري كانت اهدافي التي اسعى لتحقيقها، لذلك اتجهت لمثل هذه الدورات»، مضيفة أن «دورة البرمجة قصيرة لكنها مكثفة وكفيلة إنتاج وبلورة بعض المفاهيم، وقد عززت في نفسي الثقة والتحدي وانا في الطريق لأضع النقاط على الحروف وأحقق احلامي» .

وتضيف «كما ان الجسد يحتاج إلى إشباع كذلك الروح والذات تحتاج بين حين وآخر إلى أن نلتفت إليها ونضمدها بالايجابية حتى تكون قادرة على العطاء والتطوير بفاعلية».

سبت: كنت أظن أن إعاقتي

في يدي لكنها في عقلي

تصف حنان سبت مشاعرها قبل وبعد التحاقها بالدورة، فتقول: «كنت اعاني كثيرا من السلبية والعشوائية في حياتي، لا استطيع اتخاذ القرارات ولا التعامل مع المشكلات. أما بعدها، فقد كانت ولادة جديدة بالنسبة لي ساعدتني على حسم الكثير من القرارات المتعلقة بحياتي ووضع خطط وأهداف واضحة أسعى لحلها. وأيضا تخلصت من الانطوائية وعدم القدرة على التعامل مع الناس، أما الآن فأستطيع أن أقف بثقة أمام الجمع وأعبر عن نفسي. قبل الدورة كانت اعاقتي في يدي هي التي تقيدني في اعتقادي بحسب أفكاري السلبية، لكنني اكتشفت أن عقلي هو المقيد وليس يدي، وأن التغيير قرار شخصي، وأن لا أحد يستطيع تغييرك ان لم تكن هذه الرغبة نابعة من داخلك».

وعن دوافعها للانضمام إلى الدورة، قالت: «كنت دائما أشعر أن عندي طاقات وامكانيات، لكني لا اعرف كيف استغلها، واخاف من التجربة والمجازفة، لكن من خلال الدورة استطعت توجيه بوصلتي في الاتجاه الصحيح وعرفت من انا وما هي امكاناتي والى اين أريد الوصول».

أستفيد من الدورات في حفز المرضى للعلاج

من جهتها، قالت اخصائية أمراض التواصل شرف خليل مرهون: «نحن في أمسّ الحاجة إلى هذا النوع من الدورات حيث تعتبر القاعدة التي ننطلق منها وننفث المتراكمات من الامور السلبية والعراقيل التي يضعها العقل اللاواعي فنتقاعس عن الأمور التي لطالما اردنا تحقيقها، من هذا المنطلق كان تواجدي بمثل هذه الدورات واجباً تجاه نفسي اولاً وتجاه المرضى الذين اتعامل معهم كوني اخصائية نطق، وطبيعة عملي تتطلب التواصل مع فئة كبيرة من المرضى وأولياء امور الاطفال ومرضى التوحد وذوي الاطفال المتاخرين لغويّاً، والأشخاص الذين يفقدون قدرتهم على التواصل بعد الاصابات العصيبة مثل: الجلطات والاورام، والمحبطين اجتماعياً من التواصل مع المحيط الخارجي بسبب عدم طلاقتهم الكلامية، وغيرها من المشاكل التي تحتم عليك إخراجهم من تلك الأزمة النفسية قبل البدء بأية خطوة علاجية. أسعى لجعل مرضاي يؤمنون باحلامهم قبل اتخاذ خطوة عملية نحو تحقيقها».

وأضافت «الام التي تحلم بان تسمع من ابنها كلمة ماما، أو شاب تمنعه التأتأة من نيل وظيفة، ورجل تخطى الاربعين ولم يتزوج لمشاكله النطقية، وآخر فقد القدرة على التواصل بسبب الحبسة الكلامية التي حطمت خارطة الطريق المفترضة للكلام من المناطق العليا للدماغ وصولا للسيطرة على اعضاء النطق. جميعهم يحتاجون إلى دعم نفسي ومن مسئوليتي توفيره لهم لذلك اتزود من إيجابية الدورات».

المدربة حليمة: أحلم بأن أجد مكاناً في القمة

إلى ذلك، التقت «الوسط» مع حليمة عبدالحسين موالي الحاصلة على ماجستير تربية تخصص قيادة وإدارة تربوية بدرجة امتياز بالإضافة إلى دبلومات متعددة في البرمجة اللغوية العصبية وتحليل الشخصية (الجرافولوجي) وشهادات في القيادة والخرائط الذهنية وغيرها في المجال التربوي والنفسي وتنمية الذات، وكانت موالي بدأت التدريب من خلال برامج المآتم الحسينية في دروس التكليف في تدريب الطالبات على كيفية الوضوء وإقامة الصلاة بالشكل الصحيح. ومع تكثيف الدراسات ودخولها لدورات متعددة أصبحت مدربة لمجالات التنمية البشرية المتعددة.

وترى موالي أن هناك إقبالاً كبيراً من مختلف شرائح المجتمع العمرية من الجنسين وخصوصاً الإناث، ومن أهم الدورات: الثقة بالنفس، الذكاء العاطفي، حل المشكلات، التفكير الإيجابي، إدارة الوقت، الخارطة الذهنية، الحرية النفسية، فن التواصل مع الآخرين، كيف تجتاز الأسرة قلق الإمتحانات، تحليل الشخصية من خلال التوقيع وخط اليد، البرمجة اللغوية العصبية، تشكيل وإدارة فرق العمل والتخطيط الاستراتيجي.

وتقول موالي: «لقد أضافت لي هذه الدورات الكثير من حيث صقل الشخصية القيادية والإدارية والتدريبية وأكسبتني ثقة رؤسائي في العمل وفي المجتمع، وإن تطلب ذلك الكثير من التضحيات من قبلي وقبل أسرتي».

وعن اندفاع الناس لدورات التطوير الذاتي، توضح أن «الإنسان كائن اجتماعي بالفطرة ويسعى دائما لتطوير نفسه من خلال معرفة كوامن النقص فيه ومحاولة سد الثغرات التي تعوق من كفاءته سواء على الصعيد الشخصي أو المهني».

أما عن تأثيرها، فتؤكد «بالفعل هذه الدورات مؤثرة؛ لأن معرفة النفس من أعظم المعارف ومن استطاع أن يتعرف على خبايا نفسه يستطيع أن يتعرف على الآخرين ويتأقلم معهم على رغم اختلافهم في الأنماط».

وتضيف «من واقع تجربتي في مجال تقنية الحرية النفسية كانت احدى المعلمات تعاني من آلام في الركبة ونظرا لعملها الذي يتطلب الوقوف لساعات طويلة كانت تطلب مني أن أطبق عليها التقنية من فترة إلى أخرى لتشعر بالراحة. كما أن أولياء الأمور يؤكدون أنه، من خلال الورش المتتالية من التفكير الإيجابي والذكاء العاطفي وأساليب الحوار المتنوعة، أن مستوى التواصل مع أولادهم وبناتهم ارتفع بشكل إيجابي. وكذلك الطالبات يثنين على دورة تجنب قلق الامتحانات وأنها خففت التوتر لديهن واكتسبن طرقاً جديدة في المذاكرة الواعية».

وفي سؤالها عن طموحها كمدربة بحرينية، أجابت «طموحي أن أجد لي مكاناً في القمة في عالم التدريب؛ لأن القاع أصبح مزدحما بالهواة وغير المؤهلين في هذا المجال، لذلك أسعى لتطوير نفسي بكل استطاعتي وأحاول التركيز في مجال معين إلى حين الحصول على أعلى المؤهلات ومن ثم الانخراط في مجال آخر، مستقبل التدريب بحاجة إلى الكثير من العمل المضني؛ لأن الرؤية لاتزال ضبابية أمام الكثيرين من حيث اعتمادية المدرب والبرامج التدريبية».

وعن رأيها بالدورات التجارية والمبالغة بالأسعار مقابل هشاشة المضمون، بيّنت أن «هذه الدورات حيلة العاجز ومن يجري وراء الربح السريع من كلا الطرفين، فالمدرب يبحث عن الربح المادي والمتدرب يبحث عن الربح العلمي بأقل الأسعار، لكن سريعا ما يتبين له أنه يدور في دائرة مفرغة ولم يكتسب شيئًا جديداً، وكذلك المدرب يفقد ثقة متدربيه ويصعب استرجاعها ولو بعد حين».

صور من فعاليات برامج «البرمجة العصبية» في البحرين
صور من فعاليات برامج «البرمجة العصبية» في البحرين

العدد 4262 - الخميس 08 مايو 2014م الموافق 09 رجب 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 10:22 ص

      كل من ينتقد يغير وجهة نظره

      الكثيرين ينتقدون بلا دراية ..يدخلون عالم البرمجة فيعشقونها ..ادرس وتدرب واذا لم تنفع معك انتقد وحلل بدرايه ..كل النماذج في العالم نجحت وتفوقت بسبب البرمجة ابراهيم الفقي مثالا وتوني روبنز والكثيرين ..كن على علم لتقدم نقدا

    • زائر 9 | 8:58 ص

      عيسى صالح

      شكرًا لك ياسيد حسين على هذا البرنامج الرائع وتوضيح أمور كثيرة في حياتنا والشكر للدكتورة شرف على نجاحها في علاجها لأحد المرضى من الذي كان يعاني والشكر للأخت حنان على قوة عزيمتها وإرادتها على التغيير والشكر الى كل من شارك في هذة الدورة

    • زائر 4 | 4:54 ص

      سذاجة

      كل ما يقال انه البرمجة اللغوية العصبية ما هي الا مجموعة من الخزعبلات التى لا ترقى الى علم او حتى الى فكرة .اما ما اراه من اندفاع الناس الى هذا الشيء يبين مدى المستوى الثقافي الهزيل لدى الاشخاص ، ما هي الا مجرد كلمات لترويح عن ناس محبطين تفزعهم الكلمة

    • زائر 3 | 3:45 ص

      اين،حقوق المعاقين

      اين زياده المعاقين من مخصصهم الي 150 دينار وتوظيفهم وغير وغير ما تحسون في تعبهم والمهم

    • زائر 2 | 1:18 ص

      متأزق سيد حسين الموسوي

      استطاع المدرب سيد حسين الموسوي تغيير العالم لدى الكثيرين ومنهم الاخت حنان ..المشاهد المرئية لحفل تخريج الممارسين كان يلامس شغاف القلوب دمت مدرباً نجما

    • زائر 1 | 12:03 ص

      بالتوفيق

      مو تقليلا من اهمية هالعلم ..
      بس ملاحظتي إن عدد كبير من الشباب عنده هالشهادة.. بس ولا واحد نجح في تحقيق شي ..
      حتى الناجحين فيه .. هم ناجحين في البرمجة اللغوية.. بس مو ناجحين في حياتهم ..
      احسها موضة وراح تختفي ..

    • زائر 5 زائر 1 | 5:24 ص

      صح

      بالضبط، عندي ثلاثة اصدقاء لديهم دبلوم في البرمجة العصبية، واحد منهم مطلق وانان يملان في وظيفة عادية جدا
      لا اشعر باهمية هذه البرامج وهي كما قلت مجرد موضة

    • زائر 6 زائر 1 | 6:46 ص

      انا

      اجد بعض العلوم ولو بها بعض النتائج الايجابية
      لها الكثير من الثغرات او تكريس لافكار غربية بعيدة عن الدين الاسلامي

    • زائر 8 زائر 1 | 8:54 ص

      التغيير

      هو يعتمد مدى قابلية التغيير عند الشخص ورغبته العيش بحياة أكثر إيجابية وغير من المعقول ان يعيش اي شخص حياته بشكل إيجابي وبتفكير سلبي

اقرأ ايضاً