حذَّر رئيس تحرير صحيفة «الوسط» منصور الجمري من استمرار خطاب الكراهية في البحرين، مؤكداً في الوقت نفسه أن محاولات الاستقطاب الطائفي فيها لن تنجح، لأنها ستصطدم بواقع أن شعب البحرين متسامح بمختلف أطيافه.
جاء ذلك خلال الندوة التي استضافتها جمعية «وعد» مساء يوم الأربعاء الماضي (7 مايو/ أيار 2014)، بعنوان «نحو إعلام مهني ضد الكراهية والتحريض»، وتم خلالها تكريم الجمري بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة.
وشدد الجمري على أن «خلق الاستقطاب وتأجيل المطالب، وإشغال الناس ببعضهم البعض، والسماح لأشخاص بالاستيلاء على رزق آخرين، هي أمور أمدها قصير، لكنها قادرة على إنهاك نسيج المجتمع وإضعاف القدرة على مواجهة التحديات والقدرة التنافسية للبلد في كل المجالات».
أم الحصم - أماني المسقطي
حذر رئيس تحرير صحيفة «الوسط» منصور الجمري من استمرار خطاب الكراهية في البحرين، مؤكداً في الوقت نفسه أن محاولات الاستقطاب الطائفي فيها لن تنجح، لأنها ستصطدم بواقع أن شعب البحرين متسامح بمختلف أطيافه.
جاء ذلك خلال الندوة التي استضافتها جمعية «وعد» مساء يوم الأربعاء الماضي (7 مايو/ أيار 2014)، بعنوان «نحو إعلام مهني ضد الكراهية والتحريض»، وتم خلالها تكريم الجمري بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة.
وفي بداية حديثه أكد الجمري على أن الصحافة المهنية هي تلك التي تبتعد عن التحريض وتتحرى الدقة، والبعيدة عن الحماس والانفعال أو انعكاس العواطف، وتعتمد التركيز على وصف الواقع لا التنظير الأيديولوجي له، حتى وإن كان الواقع ممثلاً لجهة لا تتوافق وتوجهات الصحيفة.
وقال: «إذا كانت الصحيفة تسعى للحصول على قرَّاء متنوعين، فيجب أن تعتمد الحيادية والإنصاف تجاه الحوادث المختلفة التي تنقلها، وهي أمور بديهية يتعلمها الصحافيون».
إلا أنه استدرك بالقول: «للأسف أن الصحافة في بلداننا ليست لها علاقة بهذا النهج المحايد، وإنما هي وسيلة لمن يمسك السلطة ويوجه القرار، وهذا الأمر سارٍ في النظم ذات النهج الواحد التي تعودنا عليها في العالم العربي».
وأشار الجمري إلى أن البحرين حين شهدت مشروع ميثاق العمل الوطني، حدث نوع من هوامش الحرية في مجالات عدة، وتم السماح بتشكيل الجمعيات لا الأحزاب، التي سمح لها الانشغال بالسياسة لا الاشتغال بها.
وذكر أن الصحافة في البحرين ومنذ العام 2010 عادت إلى نمط الإعلام الرسمي غير التنافسي، وقال: «المفاجأة في 2010 حين بدأ يسود الخبر الرسمي، وبدأت المضايقات والمحاسبة الشديدة على الأخبار غير الرسمية، وتزامن ذلك مع نوع من صحافة التحشيد للرأي الفوقي، ومن يقف ضد هذا الرأي كأنه يقف ضد الموجة».
وأضاف: «كان العام 2010 أصعب عام شهدته الصحافة، ففي شهر فبراير/ شباط من ذلك العام، تم اتهام الوفاق يتهم خطيرة لانها عقدت مؤتمرها العام وكأنها حزب سياسي، وبعدها تم شن حملة ضد السفير البريطاني آنذاك جليمي باودن، ومن ثم ظهرت قضية غسيل الأموال التي اتهم فيها أحد الوزراء السابقين وكانت الايحاءات اخطر من الاتهامات، وفي شهر أغسطس/ آب من العام نفسه، تم منع الفيديو والصوتيات على المواقع الإلكترونية للصحف، وذلك بالتزامن مع منع النشرات الدورية التي تصدر عن جمعيات وعد والوفاق والمنبر الديمقراطي التقدمي. وأعقب ذلك اعتقال عدد غير قليل من الأشخاص بالتزامن مع بداية شهر رمضان المبارك».
وواصل: «استمر التحشيد الأيديولوجي، وخلق الصور النمطية الأيديولوجية تجاه المعارضة وعلى صعيد طائفي. والغريب أنه عندما بدأ هذا التحشيد في مطلع 2010، كان هناك توافق في البرلمان للمرة الأولى بين كتل الوفاق والمنبر الإسلامي والأصالة، وكان ذلك التوافق على ملف الفساد في الأراضي».
واعتبر الجمري أن «انفجار الأوضاع في العام 2011 كان تحصيل حاصل، وما عزز ذلك وقوع أحداث (الربيع العربي)».
وأشار إلى أنه خلال الأحداث التي وقعت في العام 2011، كانت هناك محاولات من البعض لتجهيل المجتمع البحريني، عبر تكرار نشر معلومات خاطئة واستخدامها لتبرير حملات القمع، وفقاً للجمري، الذي أشار على الصعيد نفسه إلى أن الكثير من الأمور التي كانت تتطرق إليها بعض المقالات في الصحف المحلية، يتم على إثرها اتخاذ قرارات رسمية كرد فعل على ما ورد بهذه المقالات.
وقال: «هناك محاولات لشغل المجتمع البحريني بموضوعات معينة تدفع باتجاه خلق انقسام في المجتمع، لكن في الواقع أن شعب البحرين متسامح بين مختلف أطيافه، ولذلك لا يمكن للاستقطاب الطائفي أن ينجح فيها».
وأضاف: «هناك أشخاص يستفيدون من هذا الانقسام الطائفي، والأقلية هي التي تربح، وإنما الغالبية تخسر».
واعتبر الجمري أن البحرين ليست استثناء عن دول المنطقة العربية الأخرى التي تتعرض لتفتيت طائفي وعرقي، مشيراً في هذا الصدد إلى الانقسام الذي تشهده السودان ومصر وتونس، محذراً من الآثار المستقبلية السلبية للانقسامات التي تشهدها البحرين.
وأشار كذلك إلى أن الأمم المتحدة تحركت في العام الماضي على هذه الاتقسامات، وعقدت خمس ورش عمل في خمس قارات لسن تشريع دولي جديد يضع تفاصيل تتبع المادة "20" من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، يحظر كل ما يحض على الكراهية ومن شأنه أن يؤدي إلى العنف والتمييز، وهو ما جاء ضمن خطة عمل الرباط.
ولفت في هذا السياق إلى الخطوات الإيجابية التي تقوم بها تونس على صعيد حقوق الإنسان وحرية التعبير، موضحاً أنها فرضت على كل الصحافيين أن يتم تدريبهم لمدة عامين اثناء بدء ممارسة الصحافة، وأصبحت خطة عمل الرباط ضمن منهج تدريبهم.
وعاد الجمري ليقول: «إن خلق الاستقطاب وتأجيل المطالب، وإشغال الناس ببعضهم البعض، والسماح لأشخاص بالاستيلاء على رزق آخرين، هي أمور أمدها قصير، لكنها قادرة على انهاك نسيج المجتمع واضعاف القدرة على مواجهة التحديات والقدرة التنافسية للبلد في كل المجالات».
وأضاف: «هناك مشكلة كبيرة بسبب خطاب الكراهية الذي بات ممنهجاً، ونحيي الأشخاص الذين لم ينغمسوا في هذا الخطاب، وأملنا في هذه الجهود أن تستمر، لأنه ليس من طباع أهل البحرين وليس من صالح البحرين أن يستمر هذا الخطاب».
وخلال رده على الأسئلة التي أعقبت كلمته، قال الجمري في تصوره لخارطة طريق خروج الصحافة البحرينية من مأزق الكراهية: «خطة عمل الرباط يمكن أن تكون خارطة الطريق للخروج من مأزق الكراهية، وأول دولة قامت بخطوات على صعيد ذلك، هي تونس».
وأضاف: «في الصحافة هناك الخبر والرأي، ويجب أن يكون الخبر حيادياً ودقيقاً قدر الإمكان، وإن كان مقال الرأي يختلف من صحيفة لآخرى، فإنه من المفترض أن لا يختلف الخبر بين الصحف المختلفة. في بريطانيا على سبيل المثال، تمثل صحيفة (الغارديان) اليسار البريطاني، فيما تمثل "الديلي تلغراف" اليمين البريطاني»..
وفي رده على سؤال بشأن ما إذا كان يمكن للمعارضة أن تغير من «تكتيكاتها» في المرحلة الحالية بتعاطيها مع النظام، تناول الجمري حاجة المعارضة الانتباه للمصطلحات التي تعتمدها، وقال: «في الآونة الأخيرة استوردت المعارضة شعارات لذيذة، لكنها لا تناسب الشعب البحريني، لأن وقعها يختلف على البحرين، وعلى المعارضة أن تلتفت لذلك».
وأضاف: «يجب بحرنة الشعارات، لأن المجتمع البحريني تسوده حساسية مفرطة، وبعض الشباب المتحمس يستخدم مصطلحات قد لا تتناسب وحقيقتها».
أما فيما يتعلق برأيه في مؤتمر حوار الحضارات الذي اختتم أعماله قبل أيام، قال الجمري: «مؤتمر حوار الحضارات حضرته شخصيات تمثل كل الأديان، ومادامت البحرين قادرة على إدارة حوار للحضارات فلا أرى أنه سيصعب عليها إقامة حوار وطني».
العدد 4262 - الخميس 08 مايو 2014م الموافق 09 رجب 1435هـ
والله أمنور يا دكتور
الصحيفة المفردة للوسطية هى الوسط بدون منازع او منافس من قبل اى جريدة اخرى فى البحرين لاتجد فيها اى نوع من الضبابيه او المبالغه وبل الاخص فى اعمدة كتابها ادا ليس الاكثريه بل الامكان تقول اغلبيه كتاب ومثقفين صحيفة الوسط
واعتبر الجمري أن البحرين ليست استثناء عن دول المنطقة العربية الأخرى...
مشيراً في هذا الصدد إلى الانقسام الذي تشهده السودان ومصر وتونس، الخ
اين العراق؟هل نسيها اوتناساها الاستاذ منصور مع انها ام المشاكل!!
العزيز
نحن وبكل فخر من المدمنين على قراءة الوسط الحيادية والمصداقية في نقل الخبر الصحيح وبدونها أو بتأخرها قليلا نكون في حالة قلق عليها .ونشكر كل العاملين عليها من رئيس التحرير والممولين لها وكتاب وكاتبات الأعمدة الذين نفتخربهم وبمستواهم الراقي جدا ، دمتم لتوصيل الكلمة الحرة .