تستعد الدفعة الاخيرة من مقاتلي المعارضة والمدنيين المتبقين في الاحياء المحاصرة في مدينة حمص، لمغادرتها الخميس (8 مايو / أيار 2014)، بحسب ما افاد المحافظ طلال البرازي وكالة فرانس برس، في المرحلة الاخيرة من الاتفاق مع النظام الذي اشرفت عليه الامم المتحدة.
وقال البرازي "تستعد الدفعة الثالثة والاخيرة من المسلحين للخروج من حمص القديمة"، مشيرا الى انه "بدءا من ظهر اليوم (0900 ت غ)، خرجت دفعتان من المسلحين، وبلغ عدد الخارجين الخميس 200 مسلح".
واوضح ان الدفعة الاخيرة تضم 500 شخص.
واضاف ان خروج المقاتلين "تم في جو ايجابي"، وان العدد الاجمالي "كان اكثر من المتوقع".
وكان المحافظ افاد فرانس برس ليل الاربعاء الخميس ان عدد الذين خرجوا من الاحياء المحاصرة الاربعاء وصل الى 980 شخصا، مقدرا عدد الباقين بين 300 و400 شخص.
وبدأت الاربعاء عملية خروج المقاتلين والمدنيين المتبقين في الاحياء المحاصرة وسط حمص، بموجب اتفاق بين نظام الرئيس بشار الاسد ومقاتلي المعارضة اشرفت عليه الامم المتحدة.
واتاح الاتفاق خروج المقاتلين بأسلحتهم الفردية، في مقابل دخول مساعدات الى بلدتي نبل والزهراء في ريف حلب (شمال)، واللتين يحاصرهما مقاتلون معارضون، اضافة الى الافراج عن معتقلين لدى هؤلاء.
وقال البرازي ان "كل اتفاق او تسوية او مصالحة يفضي الى نتائج ايجابية، ومن هذه النتائج الكبيرة التي تحققت اليوم (الاربعاء) هو اخلاء سبيل العشرات من المخطوفين"، مشيرا الى ان عدد هؤلاء قارب السبعين "وتمت عودتهم الى ذويهم في حلب واللاذقية (غرب) وفي مناطق اخرى".
ومن المقرر ان تدخل القوات النظامية السورية الى احياء وسط حمص بعد اكتمال عملية خروج المقاتلين والمدنيين. وبذلك، ومع خروج المقاتلين من احياء وسط حمص، يكون النظام السوري قد استعاد غالبية احياء ثالث كبرى مدن البلاد، باستثناء حي الوعر الذي يقطنه عشرات الآلاف من الاشخاص، بينهم عدد كبير من النازحين من أحياء اخرى في حمص.
وردا على سؤال حول عدم شمول الوعر في الاتفاق الحالي، قال البرازي ان الحي "مخطوف. فيه 300 الف نسمة من المدنيين البعض منهم يدخل ويخرج كل يوم"، متحدثا عن "صعوبة في انسياب المواد الغذائية والاغاثية للوعر".
واضاف "انا متفائل بانه في اسابيع قليلة سنعلن عن تفاهمات ومصالحات جديدة في منطقة الوعر"، معربا عن اعتقاده ان التفاوض حوله سيكون "أسهل من المدينة القديمة".
وتعد مدينة حمص ذات رمزية كبيرة في الاحتجاجات ضد النظام السوري، وشهدت العديد من التظاهرات ضده منذ منتصف آذار/مارس 2011. واستعاد النظام غالبية احياء المدينة عبر حملات عسكرية، ما ادى الى دمار كبير ومقتل نحو 2200 شخص منذ بدء حصار الاحياء القديمة في حزيران/يونيو 2012، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.