قتل مسلحون مساء أمس الاربعاء محاميا باكستانيا يتولى الدفاع عن استاذ جامعي تقدمي متهم بالاساءة للرسول ويواجه عقوبة الاعدام في حال ادانته، في مدينة مولتان في ولاية البنجاب، وسط باكستان.
وقال المسؤول في شرطة مولتان ذو الفقار علي لوكالة فرانس برس ان المحامي رشيد رحمن توفي بعد نقله الى المستشفى مع اثنين من مساعديه اصيبا في الهجوم على مكتبه حيث قام المسلحون باطلاق النار من دون تمييز.
ووافق المحامي ان يتولى الدفاع عن جنيد حافظ المحاضر في جامعة بهاء الدين زكريا الذي وجهت اليه تهمة الاساءة للرسول بسبب ملاحظات ابداها في اذار/مارس 2013.
وقال طالب من الجامعة ان شكوى التجديف قدمت ضد الاستاذ الجامعي تحت ضغوط من الجناح اليميني المتشدد في اتحاد الطلبة.
وقال مسؤول في لجنة حقوق الانسان الباكستانية المستقلة انه وعلى مدى سنة لم يقبل اي محام تمثيل المتهم خشية التعرض لهجوم المجموعات الدينية المتطرفة.
ولكن المحامي رشيد رحمن الناشط المعروف في الدفاع عن حقوق الانسان ومنسق لجنة حقوق الانسان قرر الدفاع عن حافظ.
وخلال جلسة الاستماع الأولى في اذار/مارس الماضي والتي جرت داخل سجن لاسباب امنية، تلقى رحمن تهديدات بالقتل من محامي الاتهام.
وقالت لجنة حقوق الانسان في بيان اصدرته حينها "خلال جلسة الاستماع قال محامو المدعي لرشيد رحمن انه لن يكون حاضرا في الجلسة التالية لأنه لن يكون حيا ليشهد ذلك".
وقالت اللجنة ان المحامين هددوه بحضور القاضي.
ويعتبر الناشطون المدافعون عن حقوق الانسان القانون الباكستاني متشددا في ما يتعلق بتهم الاساءة للاسلام. وينص القانون على عقوبة الاعدام في حال الاساءة للنبي، وهم يؤكدون ان هذه التهمة غالبا ما يتم استغلالها لتصفية الحسابات.
وقتل حاكم البنجاب سلمان تاسير ووزير الاقليات شهباز بهاتي في 2011 بعد ان طالبا باصلاح هذا القانون. وقبل فترة قصيرة، تم اطلاق اسم ممتاز قادري على مسجد في العاصمة اسلام اباد تكريما لقاتل سلمان تاسير.
ويفيد تقرير للجنة الاميركية لحرية المعتقد على مستوى العالم ان في باكستان العدد الاكبر من السجناء بتهمة الاساءة للدين، ومعظمهم بتهم الاساءة للاسلام. وحكم على 14 منهم بالاعدام و19 بالسجن المؤبد.
وفي بداية نيسان/ابريل حكم بالاعدام على مسيحيين اثنين ادينا بارسال رسائل قصيرة مسيئة للنبي الى امام مسجد.