لنكمل معكم أصدقاء «مناهل الوسط» رحلتنا بين صور الذكريات في الجمهورية العربية السورية، وبعد رحلة شيقة وممتعة أخذناكم بها عبر الصور في حلب الشهباء، سنأخذكم اليوم إلى وجهتنا الثانية والتي كانت إلى عروس البحر المتوسط «اللاذقية».
وهي مدينة ساحرة تتمتع بطبيعة خلابة، تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وهي الميناء الرئيسي في سورية... بداية الرحلة كان إلى مدينة «أوغاريت»، وهي مملكة قديمة تقع أطلالها في موقع «رأس شمرا» تتبع محافظة «اللاذقية»، كانت لنا وقفة قصيرة على تلك الأطلال الحجرية.
من أوغاريت لم نزل في جو الآثار، إذ توجهنا نحو المتحف الجيولوجي لفواز الأزكي، وهو كما يطلق عليه الجميع «العاشق الجيولوجي الكبير»، إذ من فرط حبه للجيولوجيا حوَّل بيته الريفي الوحيد إلى متحف جيولوجي هو الأول من نوعه في سورية، فبعد انتهائه من أعماله التنقيبية في سلسلة الجبال الساحلية، وحرصاً منه على استفادة أكبر عدد ممكن من الباحثين والطلاب والمهتمين من مكتشفاته، قام بتحويل منزله في قرية قسمين (شرق اللاذقية 20 كم) إلى متحف جيولوجي.
من جو الآثار انتقلنا إلى جمال الطبيعة الخلابة، حيث توجهنا إلى «مشقيتا» للقيام بجولة بحرية بالقوارب وسط سبع بحيرات شكلت وسط غابات «مشقيتا»، فكانت أجمل لوحة طبيعة شهدناها خلال رحلتنا.
بعدها عدنا إلى جو الآثار حيث توجهنا إلى قلعة صلاح الدين الأيوبي التي هي ربوة عالية والطريق إليها مهيب ومخيف، إذ كاد صوت رجوع عجلات السيارة إلى الوراء أن يوقف قلوبنا... القلعة كانت أشبه بسفينة محلقة وسط مساحات خضراء.
من اللاذقية سنكون معكم في العدد المقبل في الجزء الأخير من رحلتنا إلى عاصمة الصحراء السورية «تدمر» ومنها إلى عاصمتها الحضارية «دمشق».
العدد 4261 - الأربعاء 07 مايو 2014م الموافق 08 رجب 1435هـ