هل تعاني مسابقاتنا الكروية المحلية وتحديداً «دوري الدرجة الأولى وكأس الملك» من أزمة ومشكلة تحكيمية حقيقية من خلال ما حصل في الموسم الكروي الحالي، أم أن ما حصل لا يعد سوى أخطاء تقديرية أو واردة مثلما تقع في مباريات كرة القدم في مختلف أنحاء العالم.
هذه تساؤلات طرحناها على 3 حلقات يومية على أثر البيان شديد اللهجة الذي أصدره نادي المحرق بشأن وضع المستوى التحكيمي في المسابقات الكروية المحلية للموسم الحالي، وأشار إلى إن ذلك ساهم في تغيير نتائج بعض المباريات من خلال القرارات الخاطئة، وحمل أتحاد الكرة ولجنة الحكام مسئولية ماوصفه بـ «التراجع المخجل» للمستوى التحكيمي في المواسم الأخيرة، وغياب التفاعل مع مطالب الأندية بشأن الأخطاء التحكيمية.
والحديث عن الشأن التحكيمي يعتبر من الملفات الشائكة محلياً وعالمياً لأن الأخطاء ستبقى مستمرة في عالم كرة القدم لكن المعادلة الصعبة تكمن مابين آراء الأطراف المختلفة إذ يرى البعض أن التحكيم «شماعة» للخسارة، فيما ينظر البعض الآخر الى هذه الأخطاء بأنها مهدرة لجهود الأندية التي تعمل وتصرف وتخسر أحياناً «بصفارة تحكيمية»، وبالتالي سيستمر الجدل.
ولعل ما يثير الجدل والتناقض عند الحديث في ملف مستوى التحكيم البحريني أن هذا الموضوع يأتي في وقت تم فيه اختيار طاقم تحكيم دولي بحريني لإدارة مباريات مونديال البرازيل 2014، فضلاً عن ظهور أكثر من حكم بحريني دولي في إدارة مباريات وبطولات خارجية ، لكن في الوقت نفسه هناك من يرى أن هناك بوناً شاسعاً بين تعامل ومستوى الحكم البحريني عند إدارته للمباريات الخارجية عن المباريات المحلية وذلك ما اتفقت عليه آراء الكثير من الآراء التي رصدناها في التحقيق.
«الوسط الرياضي» يختتم اليوم ملف الجدل التحكيمي في الموسم الكروي الحالي بثلاث حلقات تم خلالها رصد مختلف الآراء على رغم تعذر الحصول على تعليق رأي لجنة الحكام الكروية في محاولة للوقوف على حقيقة ما جرى والإجابة عن التساؤلات المثارة، وتوصلنا إلى «خلاصة» أخيرة رصدناها في نهاية هذا التحقيق الذي لم نقف فيه إلى أي طرف بقدر ما كان هدفنا المساهمة في إيجاد بعض النقاط على الحروف.
من خلال رصد آراء ممثلي الأندية في قضية التحكيم لوحظ وجود إشادة من البعض بالحكم سيدعدنان السكندري على رغم كونه حكم درجة أولى في الوقت الذي طالت فيه أكثر الانتقادات الحكام الدوليين لذا كان من الواجب ذكر هذه الملاحظة إنصافاً للجانب التحكيمي، إذ برز السكندري في نجاحه في إدارة أغلب المباريات التي أدارها بنجاح خلال الموسم الحالي بدءاً بمباراة كأس السوبر بين المحرق والبسيتين حتى المباراة المهمة الأخيرة التي أدارها بين الرفاع والبسيتين في الجولة الـ 16 للدوري وذلك بصرف النظر عن بعض الأخطاء التي حصلت في المباريات التي أدارها كحال بقية الحكام.
ولعل ما يحسب للسكندري حسن تعامله مع اللاعبين داخل الملعب وعدم أتباعه أسلوب الشدة والتعامل الجاف مع اللاعبين وهو ما يجعل أسلوبه وقراراته مقبولة لدى اللاعبين والأجهزة الإدارية والفنية على عكس ما يلاحظ على بعض الحكام حتى الدوليين منهم في أسلوب تعاملهم.
لم نتمكن خلال تناولنا لهذا التقرير التحكيمي رصد رأي الجانب الآخر في لجنة الحكام بالاتحاد البحريني لكرة القدم، إذ كان المتحدث الرسمي للجنة سكرتير اللجنة جاسم محمود في رحلة عمل خارج البحرين وهو المخولّ الوحيد بالحديث في وسائل الإعلام عن الجوانب التحكيمية، فيما حالت الظروف العائلية القاهرة دون الحصول على رد من جانب عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة رئيس لجنة الحكام عبدالعزيز قمبر من خلال الاتصالات التي أجريناها معه.
كما حاولنا التواصل مع رئيس لجنة الحكام السابق ومراقب الحكام الآسيوي الحالي عبدالرحمن عبدالخالق لاستطلاع رأيه لكنه أعتذر بسبب عدم متابعته لمباريات الدوري الموسم الحالي وصعوبة تقييمه للمستوى التحكيمي.
تنتظر لجنة الحكام الكروية مهمة صعبة في الجولتين الأخيرتين من دوري فيفا للدرجة الأولى لكرة القدم للموسم الحالي نظراً لأهمية المباريات وحساسيتها سواء في صراع القمة أو الهبوط وخصوصاً أن المباريات ستقام في توقيت واحد ما يتطلب تعيين أبرز الحكام في جميع المباريات وكذلك الحكام الذين يتمتعون بالهدوء والتعامل الجيد.
كما أنه يحتمل غياب الطاقم المونديالي لارتباطه ببرنامج الإعداد لمونديال 2014 وكذلك احتمال ارتباط بعض الحكام الدوليين بمباريات خارجية في فترة الجولتين الأخيرتين قد يشكل صعوبات في تعيين الحكام المناسبين.
1- لا توجد مشكلة تحكيمية حقيقية كبيرة في الكرة البحرينية.
2 - هناك أخطاء في المجال التحكيمي وهي حالة طبيعية.
3 - انعدام الثقة مما يتطلب ضرورة التواصل واللقاءات المستمرة بين الأندية ومسئولي لجنة الحكام.
4 - خطأ اختيار بعض الحكام لمباريات بعض الفرق على رغم وجود ترسبات ومواقف سابقة.
5 - الأسلوب «الجاف والحاد» الذي يتعامل به بعض الحكام تجاه اللاعبين أو الإداريين ما يعطي انطباعا بعدم المحاسبة.
6 - ضرورة سعي لجنة الحكام إلى تنبيه بعض الحكام الدوليين للتركيز والاهتمام عند إدارتهم للمباريات الخارجية.
7 - غياب الكاميرات التلفزيونية الكافية لا يساعد على تحديد الأخطاء وضرورة العمل على توفير كاميرات خاصة للجنة الحكام تركز على مناطق الجزاء.
8 - هناك مجاملة لبعض الحكام في تعيينهم على رغم تراجع مستواهم.
حرصنا في الحلقة الأخيرة من هذا التحقيق على رصد رأي أحد اللاعبين للتعرف على نظرتهم إلى المستوى التحكيمي ونظرتهم إلى تعامل الحكام معهم داخل الملعب، إذ أكد حارس مرمى فريق المنامة المخضرم عبدالرحمن عبدالكريم إن كرة القدم البحرينية لا تُعاني من وجود مشكلة تحكيمية عامة أو ما يمكن وصفها بالأزمة ، لكنه اعترف في الوقت نفسه بوجود بعض الأخطاء التحكيمية المؤثرة في مباريات الدوري، مشدداً على أنها أخطاء تحدث في أي دوري بالعالم لكون الحكام بشر وهم معرضون للخطأ مثل غيرهم.
وقال عبدالكريم أن الأمر الذي يختلف لدينا إن الأخطاء تحصل في بعض المباريات الحاسمة وبالتالي يكون التركيز عليها أكبر من الجميع ويتصورها البعض كأنها مشكلة تحكيمية عامة في البحرين، ولو كانت لدينا مشاكل لما وصل طاقم بحريني بالكامل لإدارة مباريات كأس العالم.
وأضاف «كلامي لا يعفي الحكام من المسئولية أحياناً، وفريقي المنامة تضرر من بعض القرارات في بعض المباريات منها لقاء الشباب في كأس الملك إذ تم إلغاء أكثر من هدف سجلناه، وحتى في مباريات أخرى، ولكن في النهاية نحن في البحرين لا نستطيع الجزم بصحة قرارات الحكام من عدمها لأننا لا نمتلك تصويراً للمباريات بشكل دقيق، فحتى الدوريات العالمية التي تحظى بنقل تلفزيوني مميز للغاية لا تظهر فيها أحياناً بعض اللقطات التحكيمية بالصورة المطلوبة أو أحياناً أخرى يختلف عليها البعض، فما بالكم هنا في البحرين، إذ من الصعوبة الحكم على القرارات».
وأشار عبدالكريم إلى إنه لا يعتقد أن هنالك حكاماً يستقصدون نادياً أو لاعبين معينين، إذ أن التحكيم أمانة والحكم مثله مثل اللاعب، فاللاعب يريد تقديم أفضل المستويات كي يصل للمنتخب وأيضاً الحكم يريد الظهور بشكل مميز كي يصل للشارة الدولية ثم إدارة أقوى المباريات الخارجية، لكنه أشار إلى أن هنالك حكام أحياناً يتخوفون من بعض المواقف وأيضاً أحياناً نجد بعض اللاعبين وخصوصاً أصحاب الخبرة يقوموا بتصرفات لا تليق بهم، إذ من غير اللائق أن يقوم لاعب خبير بالصراخ في وجه الحكم أو إعطاء الحكم ظهره، مشيراً إلى إن الاحتجاج بصورة لائقة من حق اللاعب لكن الصراخ والخروج عن النص أمر مرفوض.
وبالنسبة لمحاسبة الحكام في البحرين قال عبدالكريم إنه لا يعتقد إن المحاسبة موجودة بالصورة الصحيحة، إذ أن بعض الحكام يكررون أخطائهم أحياناً بشكل واضح.
العدد 4261 - الأربعاء 07 مايو 2014م الموافق 08 رجب 1435هـ
الحقيقة عندي
هذا شي بسيط ممن المعلومات وماخفي أعظم وعسى الايام تسعفنا لقول المزيد والسلام.
حكم موقوف من 2011
الحقيقة عندي
يقع الخلل في لجنة الحكام الحالية بدأ من الرئيس الى الاعضاء الى الطامة التي حلت بالتحكيم البحريني وهي سكرتير لجنة الحكاموانذهب قليلا لبعض التفاصيل
الحقيقة عندي
الاخوة في الوسط الرياضي شكرا على طرح هذا الموضوع. سبب تراجع التحكيم في هذا الموسم تحديدا ساذكرها بعد قليل كتعليقات على هذا الموضوع.