حثَّت اليونسكو - من خلال مؤتمر عقدته بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لحريَّة الصِّحافة في مقرها ما بين 5 و6 مايو / أيار 2014 - الأمم المتحدة على إدراج «حريَّة التَّعبير» ضمن الأهداف الإنمائيَّة لما بعد العام 2015، واعتمدت إعلاناً جديداً يربط بين حريَّة التَّعبير والتَّنمية. وبحسب وجهة نظر اليونسكو، فإنَّه يجب إدراج حريَّة التَّعبير وحريَّة الصِّحافة ووسائل الإعلام المستقلة، والحقِّ في الانتفاع بالمعلومات، ضمن أهداف التَّنمية المستدامة التي ستحلُّ محلَّ الأهداف الإنمائيَّة للألفيَّة العام المقبل.

مؤتمر اليونسكو، الذي عقد تحت عنوان: «حريَّة وسائل الإعلام من أجل مستقبل أفضل: المساهمة في خطَّة التَّنمية لما بعد العام 2015»، أكد أنَّ التَّنمية المستدامة لا تقوم إلا بإدارة رشيدة (أو ما يسمى بالحكم الصالح)، والإدارة الرشيدة لا تستوي إلا مع بيئة تضمن حريَّة التَّعبير، وهو ما يتطلب أيضاً تعميم الانتفاع بتكنولوجيات المعلومات والاتِّصالات، وتوفير معلومات كاملة وموثوق بها ودقيقة، يمكن الانتفاع بها في خطَّة التَّنمية في إطار أهداف التَّنمية المستدامة.

وكان البنك الدَّولي بالتَّعاون مع الأمم المتحدة قد عقد مؤتمراً في العاصمة الإيطالية في نهاية 2006 عن أهميَّة الاتّصالات والإعلام من أجل التَّنمية الدِّيمقراطية المستدامة، وبنى المؤتمر على الممارسات والتَّجارب التي أثبتت أَنَّ الاتّصالات والإعلام لا يعتبر وسيلة للتَّحرر السِّياسي فقط، وإنَّما أيضاً أداة أساسيَّة من أجل التَّنمية ومن أجل مساعدة المجتمعات على مواجهة الكوارث. ويدخل ضمن الاتّصالات جميع وسائل الإعلام والتَّسويق ووسائل الاتِّصال الاجتماعي، ونشر المواد المطبوعة، وكل ما يتعلق بالتَّواصل بين الأشخاص والتعليم.

إِنَّ جميع الوسائل المرتبطة بحريَّة التَّعبير تسهل المشاركة الفعَّالة؛ لأنَّها في الأساس عمليَّة اجتماعيّة تقوم على الحوار باستخدام مجموعة واسعة من الأدوات والأساليب، وهي تفسح المجال لبناء الثِّقة، وتبادل المعارف والمهارات وتحديد السِّياسات التَّنمويّة وتسهيل تنفيذها. ونحن نضمُّ صوتنا الدَّاعم لتضمين «حريَّة التَّعبير» ضمن الأهداف التَّنموية التي ستتفِّق عليها الجمعيَّة العامة للأمم المتحدة في 2015.