قال قاضي القضاة وإمام الحضرة الهاشمية بالمملكة الأردنية الهاشمية أحمد محمد هليل إن ما حدث في المنطقة العربية، التي اجتاحها ما يسمى بالربيع العربي وما وقع فيها من قتل وتخريب ورعب وفقدان للأمن، بسبب غياب واضح للتواصل والحوار وثقافة الفكر الواحد.
وأشار هليل في ورقته التي قدمها أمس الأربعاء (7 مايو 2014) في جلسات مؤتمر حوار الحضارات بفندق الخليج بعنوان «الأثر السلبي لتحويل التنوع الثقافي والفكري إلى هويات تجزيئية» إلى أن «المسلمين عندما يجتمعون على كلمة واحدة، تزداد هيبتهم أمام الحضارات الأخرى، ومن شأن هذه الوحدة إيجاد مؤسسات تحمي مكونات المجتمع المسلم، ومن مثل منظمة التعاون الإسلامي، والتي تعتبر ثاني أكبر منظمة حكومية دولية بعد الأمم المتحدة، وتضم في عضويتها سبعاً وخمسين دولة عضواً موزعة على أربع قارات»، واعتبر أن «منظمة التعاون الإسلامي تعتبر الصوت الجماعي للعالم الإسلامي، وتسعى لصون مصالحه، تعزيزاً للسلم والأمن الدوليين، بين مختلف شعوب العالم».
وأشار قاضي قضاة الأردن إلى أن «من مقتضيات السياسة الشرعية السعي لإيجاد التدابير المناسبة نحو الاتفاق والاتحاد بين المجتمعات، بكل ما فيها من تنوع فكري وثقافي، وإيجاد وحدة تقف دون كل الدعوات الهدامة الهادفة للتجزئة»، وتابع ويمكن القول إن للسياسة الشرعية فقهاً يدعو إلى الحيلولة دون أي سلوك من شأنه أن يؤثر على تجزئة الهويات داخل المجتمع المسلم الواحد؛ ومن أهم هذه الواجبات ما يأتي:
1. تعميق مفهوم الولاء للدين والعقيدة للوطن والأمة.
2. تجديد الخطاب الثقافي الإسلامي وتطويره، بحيث يتواءم وروح العصر، مع ضرورة الحفاظ على أصالة الثقافة الإسلامية ومضمونها من أجل خدمة الهوية الإسلامية.
3. التأكيد على أهمية القيم الإسلامية في تحقيق كرامة الإنسان وإقامة العدل، وتحقيق التعايش الآمن بين المجتمعات البشرية وبث روح التعاون والتضامن والتكافل وإرساء مبادئ التسامح والتراحم وإقامة الحق والعدل بين أبناء المجتمع الواحد.
ولفت هليل إلى أن «للتنوع الثقافي والفكري في المجتمع الإسلامي أهمية كبيرة، فالتنوع عامل مهم من عوامل قيام النهضة التي بها تُصنع الحضارات، فما من أمة من الأمم إلا ولها حضارتها التي تعرف بها، سيما وأنّ الحضارات تخدم الإنسان وترتقي بالحياة البشرية، بما تتضمنه من منجزات حضارية، فتكون الحضارة مشعلاً لنهضة عظيمة، وثورة علمية ثقافية».
العدد 4261 - الأربعاء 07 مايو 2014م الموافق 08 رجب 1435هـ