وقعت وزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف، اتفاقية تعاون مع الأزهر الشريف بهدف مأسسة مؤتمر حوار الحضارات والثقافات وضمان استمرارية مخرجاته من خلال عمل مؤسسي دائم، وذلك استجابة للتوجيه الملكي السامي باستمرارية هذا التوجه.

وقام وزير العدل الشيخ خالد بن علي آل خليفة بتوقيع مذكرة التفاهم عن الجانب البحريني، فيما وقعها عن الأزهر الشريف شيخ الأزهر أحمد الطيب.

وتنص الاتفاقية على تبادل الطرفين الخبرات والكوادر في مجال حوار الحضارات والثقافات، وتشكيل لجان مشتركة لتنفيذ مذكرة التفاهم والمتابعة، تجتمع بشكل دوري، كما تتضمن اتفاقية التعاون تنسيق التواصل مع المنظمات والهيئات والمراكز الدولية المهتمة بحوار الحضارات، ووضع خطة إعلامية وإصدار مطبوعات تدعم ثقافة حوار الحضارات والتعايش، والتعاون في تنظيم فعاليات وأنشطة وندوات تهدف إلى تعزيز مسيرة حوار الحضارات.

شيخ الأزهر: الاتفاقية تهدف إلى تعزيز التبادل الثقافي

من جهته قال شيخ الأزهر الشريف أحمد الطيب: «إن الاتفاقية تهدف إلى تعزيز التبادل الثقافي والعلمي وتتعلق بتجذير وتقوية حوار الحضارات، سواء كان عن طريق المؤتمرات أو اللقاءات الثنائية»، معرباً عن سعادته بالتوقيع على الاتفاقية بين الأزهر الشريف وبين مملكة البحرين ممثلة في وزارة العدل والأوقاف والشئون الإسلامية.

وأوضح أنه بموجب هذه الاتفاقية سيشكل مجلس مشترك أو لجنة مشتركة من الأزهر الشريف ومن مملكة البحرين برئاسة وزير العدل والأوقاف والشئون الإسلامية ستعقد اجتماعاتها دورياً كل 6 شهور بالتناوب بين القاهرة والمنامة.

وأضاف أن اللجنة تهدف إلى إحلال السلم الاجتماعي وحوار الحضارات والتقاء الثقافات، موضحاً أنه عندما نفعل ذلك فإننا نعبر عن فلسفة الإسلام في العلاقات الدولية بين المسلمين وغيرهم وحتى فى العلاقات الشخصية بين الإنسان وأخيه الإنسان أينما كان وكيفما كان دينه ومذهبه وعقيدته.

وأشاد الطيب بمؤتمر حوار الحضارات والثقافات التي تستضيفه مملكة البحرين، مؤكداً أهميته البالغة، حيث يمثل خطوة جيدة لدعم الحوار الحضاري بين المعتقدات والمذاهب المختلفة.

ودعا الدول العربية والإسلامية إلى تبني نهج الحوار، مشيراً في هذا الصدد إلى أهمية وجود حوار عربي عربي، وإسلامي إسلامي؛ لأن هاتين الساحتين تحتاجان إلى حوار مستمر يتم الاتفاق خلاله على الخطوط العامة والرئيسية والغايات والأهداف والمقاصد العليا حتى يسمع غيرنا صوتاً واحداً ورأياً واحداً يعبد الطريق إلى التفاهم معه.

وأكد أن الأزهر الشريف سيعمل على نشر دعوة وتوصيات مؤتمر الحضارات إلى جميع الدول، لافتاً إلى أن الأزهر له باع طويل في هذا المجال، حيث أصدر أربع وثائق في السنوات القليلة الماضية تتحدث عن حقوق الإنسان والحريات والمواطنة والمرأة قوبلت بترحاب واسع وصدى كبير في الدول الغربية حتى قبل الدول الإسلامية والعربية.