أصبحت ظاهرة الاعتداء على الحكام في ملاعبنا الرياضية وخصوصا في الفئات السنية أمر معتاد عليه، إذ لا يكاد أن ينتهي موسم رياضي من غير أن نشاهد حالة أو أكثر، وآخرها الاثنين الماضي في مباراة نصف نهائي كأس الناشئين لكرة القدم.
لسنا هنا في وارد الدفاع عن الحكام، لأننا نجد في بعض الأحيان بعض الحكام يفتقد للتعامل الصحيح مع اللاعبين وبعضهم لا يعرف متطلبات المباراة من خلال التعامل مع اللاعب وكذلك الأجهزة المسئولة عن الفريق والجماهير، أو قد يكون في يوم نحسه، إلا أن الجميع يتفق أن الحكم في النهاية بشر ومعرض للخطأ، ونحن دائما ما نكون مع الحكم ولا نقبل أن يتعرض للإساءة.
كما يمكن القول من أن تواضع مستوى المسابقات المحلية ينعكس بشكل سلبي على أداء الحكم، ومتى ما كانت لدينا بطولات قوية ومستوى مرتفع واحترافية في الأداء، فإن هذا الأمر ينعكس بشكل ايجابي على الحكم، الذي يجب عليه أن يشحذ من هممه لكي يصل إلى مستويات عالية من التركيز واللياقة التي تساعده على إخراج المباراة إلى بر الأمان.
على رغم ذلك، تظهر بعض الفئات التي لا تنظر إلا بعيونها «الأخرى»، وتضع كل أخطائها وأخطاء فريقها وخسارته على الحكام، ما يؤدي إلى حقيقة بتنا نشاهدها هذه الأيام كثيرا في ملاعب الفئات السنية، التي تختفي فيها السيطرة الأمنية، في مقابل الحضور الكبير للجماهير، الأمر الذي يؤدي في الأخير إلى ما لا يحمد عقباه.
من هنا يجب علينا التفكير في طريقة العلاج التي يجب أن تبدأ من التركيز على مسابقات المراحل السنية التي تعاني من وجود العديد من المشاكل وخصوصا أن هذه المرحلة مهمة لتأصيل ثقافة الفوز والخسارة، كما لابد أن يكون الجهاز المسئول عن قطاع الناشئين سواء كان إداريا أو جهازاً فنياً شخصا تربويا صاحب نظرة بعيدة ويحرص على تقبل قرارات الحكم وعدم الاحتكاك به، لأن اللاعب الصغير حين يرى احترام الجهاز الإداري والفني لحكم المباراة بالتأكيد سينعكس هذا بشكل ايجابي ويولد هذا ثقافة التعامل مع الحكم.
إن ظاهرة الاعتداء على الحكام أمر مؤسف وغير مطلوب في ملاعبنا الرياضية، ولا بد أن تكون هناك وقفة جادة في هذا الجانب، إذا ما عرفنا أن الأخطاء التحكيمية أمر وارد في عالم الرياضة بأكملها وليس كرة القدم فقط.
العدد 4260 - الثلثاء 06 مايو 2014م الموافق 07 رجب 1435هـ