العدد 4259 - الإثنين 05 مايو 2014م الموافق 06 رجب 1435هـ

نصيف: الحضارات الإنسانية أهم الإشكاليات التي تواجهها البشرية

آلاء نصيف تتحدث خلال الجلسة
آلاء نصيف تتحدث خلال الجلسة

قالت المدير الإداري بمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين اتباع الديانات والثقافات في فيينا آلاء نصيف ان «قضية الحضارات الإنسانية ضمن أهم الإشكاليات الحديثة التي واجهت ولاتزال تواجه الإنسانية منذ بدايات القرن الحادي والعشرين، وهل هذه الحضارات هي حضارة واحدة، أم حضارات متباينة، هل صراع الحضارات كما قرر البعض أمر حتمي لا مناص منه؟».

وأشارت نصيف في ورقتها التي قدمتها في أولى ورش مؤتمر حوار الحضارات الذي عقد يوم أمس الاثنين (5 مايو/ ايار 2014) بمركز المؤتمرات بفندق الخليج إلى أن «هذه الأسئلة ملحة أكثر من أي وقت مضى بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001، التي أذكت «وهم» صدام الحضارات، لاسيما بين طرفين أساسيين حول الكرة الأرضية، العالم الغربي، والعالم العربي، وجوازا العالم المسيحي اليهودي، في مواجهة الإسلامي». واستدركت «لكن هذا الإلحاح على استحضار فكرة صراع الحضارات الحتمي لم يكن وليد أحداث الحادي عشر من سبتمبر فقط، فالقرن الماضي مثقل بتركة الاستعمار الغربي للبلدان الإسلامية وغير الإسلامية وما خلفه هذا الاستعمار من اضطهاد للآخر أضف إلى ذلك ما أظهرته البلدان الاستعمارية من استغلال وفوقية تجاه الشعوب المحتلة وما خلفه ذلك من ردة فعل لدى تلك الشعوب باستحضارها تلك الحقبة كدليل واضح على حتمية النظر إلى العلاقة مع الحضارة الغربية من منظور صراع الحضارات الحتمي والدائم».

واعتبرت نصيف أن «حصر الوعاء الإنساني الحضاري في طرفي نقيض كما فعل هنتنجتون، أمر لا يستقيم فهناك عشرات الحضارات التي سادت ثم بادت، ومنها ما هو كائن في الحال، وعرضة للاضمحلال في الاستقبال، وبينها كذلك ما هو خارج دائرة تنويعات هنتنجتون القريبة من العنصرية، وفي كل الأحوال يبقي التساؤل الأول الذي لابد منه، ما هي الحضارة؟، ماذا تعني؟، وكيف لنا أن نعرفها؟».

ولفتت نصيف إلى أن «واقع الحال فيها العديد من التعريفات العلمية والأكاديمية للفظة الحضارة، لكن المعنى والمبنى، يكاد يتشابه فيها جميعا، فهي نتاج الشعوب التي وعت دورها، ومن ثم قامت بأدائه وفق المقومات التي تمتلكها، معتبرة أن من أدى الواجبات نال الحقوق، وأن الأمر لابد له من فترة حضانة، وللحضارة على هذا الأساس مكونان أساسيان، الإدارة الحضارية التي تعني المبررات عند الإنسان، والإمكان الحضاري المتمثل بالعلوم والفنون والتكنولوجيا»، واستكملت «الشاهد أن كلمة «الحضارة» قد ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بالكاتب والمفكر الأميركي الشهير «وول ديورانت» صاحب الموسوعة الأشهر في عالم المؤلفات الإنسانية: «قصة الحضارة» وفي كتابه العام «أبطال من التاريخ… مختصر قصة الحضارة» ( )، نجده يقدم لنا رؤية خاصة للحضارة».

وأوضحت الباحثة أن «التاريخ الإنساني عنده ما هو إلا شذرة من علم البيولوجيا، والإنسان ليس إلا واحدا من ملايين الأنواع الحية، وهي كلها عرضة للصراع من أجل الوجود، ويحكمها التنافس بين الأكفاء من أجل البقاء»، وتابعت «غير انه قرناً بعد قرن، روض الإنسان نفسه على السكن بين الجدران، وجنح إلى الحياة المستقرة، وبالتدريج أخذ يتعلم الخصال الاجتماعية: حب الأسرة، الشفقة والحنان، الرزانة والرصانة، الاستعداد للتعاون والنشاط الجماعي، وتعين هنا أن يعاد تعريف الفضيلة كخاصية لابد منها لبقاء الجماعة، ومن هنا بدأت الحضارة، لأنها تعني صيرورة الناس مواطنين متمدنين».

واستعرضت نصيف عددا من التعاريف لمؤرخين وعلماء وباحثين للحضارة، مؤكدة أن «البحث يطول في التعريفات لكنها جميعا تبلغ مبلغاً واحداً، إنها النشاط الإنساني المشترك، لإضفاء مسحة من الراحة والأمل للإنسانية الباحثة عن الحلم، وعن اليوتوبيا، منذ لحظة خروجها إلى الأرض، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها».

العدد 4259 - الإثنين 05 مايو 2014م الموافق 06 رجب 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً