العدد 4259 - الإثنين 05 مايو 2014م الموافق 06 رجب 1435هـ

أرام الأول: الناس تعيش حالة يأس لانتشار الحروب بدل السلام

قال صاحب القداسة أرام الأول، كاثوليكوس كاثوليكوسية بيت كيليكيا الكبير: «إن الناس تعيش حالة يأس، ففي كل مكان هناك حرب بدل السلام، المواجهة بدل الوفاق، والإقصاء بدل الاندماج، كما أن الأفراد والمجتمعات بأكملها أصبحت أكثر استقطاباً عن ذي قبل».

واعتبر أن «هذا الوضع يُظهر اختلالاً في علاقتنا مع الله ومع خلقه (من خلال تدميرنا للبيئة)، وكذلك في علاقاتنا مع بعضنا البعض. فإذا لم نطع ربنا الرحمن الرحيم، وأحببنا واحترمنا بعضنا البعض كما نحن، فإننا سنواجه عواقب وخيمة».

وأشار أرام الأول في ورقته التي قدمها بعنوان: «فهمنا ومعرفة كل منا للآخر، هي دعوة إلهية وحاجة إنسانية»، عصر أمس الإثنين (5 أبريل/ نيسان 2014)، في ثالث ورش مؤتمر حوار الحضارات بفندق الخليج، إلى أن «الكتاب المقدس يؤكد أنه عندما خلق الله العالم من لا شيء بجميع تنوعاته واختلافاته، فقد أرسى مبدأ التفاعل والترابط فيما بينها. كما خلق الله البشر بميزات ومواهب مختلفة»، لافتاً إلى أن «هذا التنوع، الذي هو جزء لا يتجزأ من الحياة بجميع أشكاله وهيئاته ومظاهره، هو هبة من الله. لم يكن من المفترض أن تكون سبباً في العزلة، وإنما بالأحرى أن تكون سبباً في الكمال والاندماج، ولا تكون سبباً للتقسيم والفرقة بل أن تكون سبباً للتماسك والوحدة. فإذا كنا نُعيب التنوع فنحن بذلك نستهين بثراء الحياة. ومن خلال السعي إلى تجانس سهل، نحن بذلك نعمل ضد إرادة الله، الذي يدعو كائناته إلى التفاعل بتواضع وامتنان لهبة الله من خلال احترام وتعزيز هذا التنوع».

وواصل صاحب القداسة «عندما نسيء استخدام الاختلافات التي وهبنا الله إياها عن طريق الاهتمام بمصالحنا البشرية الوقتية، فنحن ننأى بأنفسنا عن تنفيذ إرادة الله ونوقع الجار ضد جاره. يتجلى سوء توظيف التنوع والاختلاف في عالمنا اليوم من خلال الاختلافات الدينية والطائفية والعرقية والسياسية، وهذه هي المشكلة. لذا يجب علينا إدراك التنوع كقوة إدماج وهذا أمر بالغ الأهمية لتحقيق علاقات وتعايش سلمي بين البشر. ولهذا وجب علينا أن نعرف كيف يمكننا أن نجعل من هذا التنوع مصدراً للتكامل، وهذا هو جوهر التحدي».

وذكر أرام الأول أنه «عندما نعتبر التنوع كغاية الله لنا، فهذا يقودنا إلى الرغبة في معرفة وفهم كل منا للآخر. هذه الرغبة في خلق اتصال وثيق هو حاجة إنسانية أساسية، وهذا مهم جداً لبناء المجتمع. ففي عالم يتمحور حول مصالح الإنسان نحن نعتقد وندعي أننا نعرف بعضنا البعض، إلا أن هذه المعرفة غالباً ما تكون جزئية وسطحية ويشوبها الإجحاف».

وأضاف «عندما نعتبر التنوع كغاية الله لنا، فإننا نتجاوز بذلك المعطيات السطحية لنسعى للحصول على علاقة وثيقة وتفاعل خلاق وحوار صريح. وقد تكون المعطيات البسيطة مضللة؛ لذا وجب تغذيتها عن طريق التفاعل والحوار. ويجب علينا أن نتجاوز الكبرياء والأحكام المسبقة ونسعى نحو إجراء حوار مليء بالتفاعل. هذه هي الطريقة ذات المصداقية والموثوق بها للتعرف على بعضنا البعض».

وأردف أرام الأول «قبل أن نسعى إلى معرفة الآخر، يجب أن نستجيب أولاً لتحدي سقراط لمعرفة النفس. يجب علينا أن نفهم الأفكار المسبقة والمتعصبة التي نقوم بتطويرها عن الآخر، والتي لا تستند على المنطق أو التجربة الفعلية، لمعرفة نفسي، يجب أن أعرف الله أولاً، فبدون فهمنا لله، فإن فهم الذات يكون أمراً مشوهاً ومحرفاً، وقد يؤدي ذلك إلى طريق الخطأ والعنف. وهذا التعليم هو أمر أساسي في دراسة الديانات السماوية. فإذا كنا لا نعرف الله فنحن لا نعرف أنفسنا».

العدد 4259 - الإثنين 05 مايو 2014م الموافق 06 رجب 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً