العدد 4259 - الإثنين 05 مايو 2014م الموافق 06 رجب 1435هـ

شيخ الأزهر يدعو البحرين إلى رعاية حوار بين المذاهب الإسلامية والحضارات

أكد الاستعداد لدعم المملكة في حوار علماء المسلمين

المنامة- مالك عبدالله، زينب التاجر 

05 مايو 2014

اقترح الامام الأكبر شيخ الأزهر الشريف أحمد الطيب في كلمته التى ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر حوار الحضارات والثقافات أن تستمر مملكة البحرين في رعايتها لهذا الحوار وهذا التعارف بين الحضارات على مستويين أولهما مستوى الحوار والتعارف بين أتباع المذاهب الإسلامية للاتفاق على القواسم المشتركة للسير قدماً في طريق الوحدة الوطنية والإسلامية ونبذ الخلافات المذهبية وعدم اتخاذها مادة لإحداث الفتنة بين أبناء الوطن الواحد، مؤكداً استعداد الأزهر الشريف التام للإسهام في استكمال ما بدأته مملكة البحرين من حوار بين علماء المذاهب الإسلامية.

وأوضح شيخ الأزهر أن المستوى الثاني هو مستوى التعارف والحوار بين أبناء الأديان السماوية وأتباع الحضارات المختلفة.

وأكد شيخ الأزهر أن الإسلام جاء بحضارة إنسانية سامية نزلت إلى الواقع وخاضت تجربة تاريخية طويلة أثبتت أن الإسلام دين عالمي يفتح أبوابه على مصراعيها لكل عناصر الحق والخير مهما اختلفت مصادرها ومهما تناءت مواطنها وأن حضارته كانت حضارة مفتوحة على العالم وقد تعاملت مع الأديان والحضارات الأخرى بكثير من الاحترام والتفاعل والتواصل وأنها كما تأثرت بحضارات الآخرين أثرت فيها ورفدتها بزاد علمي وحضاري ما كانت لتحصل عليه لولا حضارة المسلمين.

وقال: «إننا مؤهلون اليوم لاستلهام روح حضارتنا وقادرون على إعادة إنتاج حضارة التعارف مرة أخرى»، معرباً عن اعتقاده أن هذا الدور الآن هو دور العرب والمسلمين، سيما بعد أن أصبح العالم كله على سطح بركان عنيف يهدد بالانفجار والهلاك كما آلت الحضارة الغربية إلى حالة من الأنانية المفرطة لم ترَ فيها غير نفسها وقوتها وسيطرتها علي العالم.

ورأى شيخ الأزهر أن التعالي والاستعلاء من جانب الغرب أضاع على العالم فرصاً كبرى للتلاحم بين الغرب والشرق، والتى هي أعرق من حضارة الغرب وأكثر منها عقلانية، وكان باستطاعتها أن تنقذ العالم من حروب القرن الماضى.

وأضاف أن التعاون بين الحضارات أضاعه الغرب، وقد تنبه له شيوخ الأزهر من أربعينيات القرن الماضى، موضحاً أن الحضارة الغربية تتسم بالأنانية، مشدداً على أنه لا مفرّ من التقريب بين الشعوب وأن تصبح الأرض كلها مدينة واحدة».

وأكد شيخ الأزهر، أن حضارة المسلمين هي حضارة تعارف تمد يدها للحضارات الأخرى وتستفيد وتفيد، فكان الإسلام أول من سعى للعالمية بثقافته المتنوعة، مضيفاً أن المسلمين لم يجدوا حرجاً فى أن يأخذوا من غيرهم من الحضارات الأخرى، وكانوا يقبلون الحق من غيرهم ويشكرونهم عليه.

وأكد على أن مسألة العلاقة بالغرب الآن لا تحتاج إلى علاج أكثر من الحوار والتعاون الذي يقتضي بذل الجهود من الطرفين الذين أصبح كل منهما يجهل الآخر ويبادله العداوة والبغضاء.

ونوه إلى تطلعه إلى حوار داخلي يجمع بين العرب ويوحّد أهدافهم ومقاصدهم العليا قبل حوارهم مع الغرب الذى لم يعد يفهم لغة غير لغة الاتحاد والكيانات المتحدة، مشيراً إلى أن الغرب اتحد ولم يكن في يديه كتاب مقدس يتلوه ليل نهار كالقرآن الكريم الذي يدعونا نحن العرب والمسلمين إلى الوحدة ويحذرنا من التنازع والتفرق والاختلاف.

وأشار إلى أن الغرب الذى اتحد وزاده اتحاده قوة وبأساً لا يمتلك من أسباب الوحدة ودواعيها مثل ما يمتلك العرب والمسلمون فالغرب دول شتى فى لغاتهم وأجناسهم ومذاهبهم وأديانهم وثقافاتهم والعرب والمسلمون لهم لغة واحدة ودين واحد ومصحف واحد ونبي واحد ومع ذلك يقع بينهم العنف والبغضاء على اختلافات مذهبية يتسع لها الدين الحنيف وتجد لها مكاناً في شريعته السمحة الغراء.

واختتم شيخ الازهر بالتأكيد على أن هذا المؤتمر اليوم يعتبر لبنة مباركة في إقامة علاقات إنسانية سوية تحقق قيم الأخوة والعدل والمساواة والسلم الاجتماعي بين أبناء الحضارات المختلفة.

الطيب: التعالي والاستعلاء من الغرب أضاع على العالم فرصاً كبرى للتلاحم بين الغرب والشرق - تصوير عقيل الفردان
الطيب: التعالي والاستعلاء من الغرب أضاع على العالم فرصاً كبرى للتلاحم بين الغرب والشرق - تصوير عقيل الفردان

العدد 4259 - الإثنين 05 مايو 2014م الموافق 06 رجب 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 2:31 ص

      ملاحظة

      انتبه يا شيخ الأزهر و لا تكيل بمكيالين. أنتبه للحقيقة بأن ما يسمى بالحوار الوطني متعثر .. و حوار الحضارات متحرك.

اقرأ ايضاً