رأى صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال أن «الوضع في مملكة البحرين يتطلب نظرة كلية اندماجية لكل الأطراف المعنية»، وقال: «إن البحرين تتمتع بالسلم الاجتماعي، إلا أنها وكغيرها من الدول العربية تعاني من تحديات إقامة السلم المجتمعي وإقامة السلم الإقليمي».

وتطرق خلال حديثه بمؤتمر حوار الحضارات والثقافات، إلى ما قام به رئيس اللجنة البحرينية المستقلة لتقصّي الحقائق محمود شريف بسيوني، من تقييم للأوضاع البحرينية، وزيارته لما وصفها بـ «المناطق الحسّاسة» في البحرين.

وأضاف أن «اللجنة قامت بدور مشكور، حيث تضيف اللقاءات الموسعة، والمتابعة والمراقبة طوال السنوات القليلة الماضية دوراً معنوياً»، مستدركاً بأن الأهم في جميع الدول العربية هو إحياء الشورى، سيما مع قرب موسم الحج.

وفيما يتعلق بفعالية مؤتمر الحضارات والثقافات، أشار إلى أن الدول العربية بحاجة لمثل هذه المؤتمرات والحوارات، وخاصةً أن ثلثي لاجئي العالم هم من المسلمين، منوهاً إلى أن طموحات اليوم هي من أدت إلى النزاعات في مختلف الدول العربية، وقال: «السؤال الأهم هو أين كرامة الإنسان من كل ذلك».

واعتبر أن نجاح تونس في مجال الدستور والتوافق بين مكونات المجتمع في استشراف المستقبل «نموذج يحتذى به»، وفي رده على سؤال بشأن آلية الانتقال من عالم التأثر إلى عالم التأثير، رأى أن ذلك يلزمه مجلس اقتصادي عربي، يوحد مواقف الدول العربية بشأن القضايا الإقليمية والدولية وصولاً لموقف عربي مشترك.

وأضاف «في ظل ضعف الجامعة العربية، لابد من طرح سؤال عن الموقف من وجود مؤسسة جديدة للعمل العربي»، موجهاً انتقاده لبرلمانات الدول العربية، واصفاً غالبية نوابها بنواب الخدمات والمحليات.

وأشار إلى أن التحدي الأكبر الذي يواجه العالم العربي هو التشرذم والتقسيم، ورأى بأن الحل يكمن في الدعوة الفاعلة والصريحة لإقامة مشروع عالمي للزكاة. معلقاً على العوائق التي تواجه تشكيل اتحاد عربي بالقول: «أعتقد منهجية الفكر ليست واحدة وأن اللغة الواحدة تسهل التواصل والمؤسف بأن اللغة العربية مهددة بالانقراض إذا لم يتم توضيفها بشكل سليم ومراجعة قضية التعليم وأخلاقيات التعليم والتربية».