العدد 4259 - الإثنين 05 مايو 2014م الموافق 06 رجب 1435هـ

تركي الفيصل: تسوية عادلة ستضمن تحقيق أهداف الحوار بين الناس

الأمير تركي الفيصل يلقي كلمته في مؤتمر «حوار الحضارات» أمس
الأمير تركي الفيصل يلقي كلمته في مؤتمر «حوار الحضارات» أمس

المنامة - مالك عبدالله، زينب التاجر 

05 مايو 2014

أكد رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل، أن «تسوية عادلة تقوم على مبادىء العدل والحرية والمساواة ستضمن تحقيق أهداف مشروع الحوار بين الناس، وتعزل المتطرفين الذين يستخدمون الدين ذريعة لاستمرار الصراع بين الأديان والشعوب».

وأشار الفيصل في كلمة له في افتتاح مؤتمر الحضارات صباح أمس الإثنين (5 مايو/ أيار 2014) بفندق الخليج برعاية جلالة الملك، الذي أناب سمو ولي العهد لافتتاحه، إلى أن «العالم مشبع اليوم بدعوات الحوار، ففي الأعوام الخمسة عشر الأخيرة دخل الجميع في حوارات كثيرة لإدراك الجميع أهميته، والمطلوب اليوم هو الانتقال من مرحلة الحوار الذي ينبغي أن يبقى متواصلاً إلى التعامل مع القضايا التي ستبقى معوقة للتقدم نحو تفاهم عالمي لمواجهة التحديات الكبرى التي تشغل العالم».

وبيّن أن «منطقتنا منطقة الشرق الأوسط هي بؤرة لصراع ممتد تتداخل فيه كل الأبعاد الدينية والسياسية والإنسانية والأخلاقية والاقتصادية والثقافية. وقد يتسبب في منع تسوية تاريخية بين كل الأديان السماوية ما لم تبذل جهود حقيقية من أتباع جميع الأديان والثقافات لإيجاد تسوية عادلة له تضمن للشعب الفلسطيني حقوقه الشرعية بل قد يتحول هذا الصراع إلى صراع ديني بحت يهدد كل الجهود المبذولة لحوار حقيقي بين البشر».

واعتبر الأمير تركي في كلمته، التي كانت بعنوان «حوار الحضارات إلى أين؟»، أنه «لابد من قيام العالم بوقف النزيف الدامي في سورية. فكيف لنا أن نتحدث عن حوار والشيعي يقتل السني والعكس صحيح، ولا يزال سفاح القرداحة يقتل ويحرق ويهدم في بلد كان يوماً عنواناً للحوار والوئام؟».

وتابع الفيصل «وهنا من المناسب ذكر موقف المملكة العربية السعودية من قضية الحوار بين الثقافات والأديان، إذ أن السعودية تؤمن إيماناً عميقاً بأهمية الحوار بين الثقافات والأديان والشعوب. وما فتئت تدعو وتؤيد جميع الجهود الرامية إلى حوار حقيقي حول القضايا التي تواجه البشرية لإنها تؤمن أنه الطريق الأصوب للتفاهم حول أنجع الحلول لمعالجة مشكلات عالمنا السياسية والاقتصادية والدينية والثقافية».

وواصل «قامت المملكة منذ نحو خمسين عاماً بجهود محمودة في هذا الشأن إذ تخاطب الملك فيصل مع بابا الفاتيكان بولس السادس، وبعث سنة 1965 وفداً من علماء السعودية إلى الفاتيكان للتحاور حول قضايا حقوق الإنسان، كما استقبل وفداً من الفاتيكان لنفس الغرض».

واستكمل الأمير تركي «واستمرت هذه الحوارات حتى 1978 ثم استأنفت خلال العقد الثاني من القرن الهجري الحالي، أي تسعينات القرن الميلادي الماضي. ولقد توّجت هذه اللقاءات بلقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، مع البابا بنديكتوس السادس عشر في الفاتيكان العام 2007»، مشيراً إلى أن «محادثاتهما تمحورت حول الدفاع عن القيم الدينية والأخلاقية، وإنهاء النزاع في الشرق الأوسط، وأهمية الحوار بين الثقافات والأديان، ومشاركة أتباع الديانات المختلفة في النهوض بالتفاهم بين البشر».

ولفت الفيصل إلى أن «الملك عبدالله أطلق بعد هذا اللقاء مبادرة للحوار بين الأديان، إذ دعا علماء المسلمين إلى مكة المكرمة للتباحث في جوانب هذه المبادرة، وقد باركوها جميعاً، ومضى الملك والعلماء بعد ذلك إلى إسبانيا، ثم إلى الأمم المتحدة وجنيف لبلورة هذه المبادرة، وجرت حوارات عالمية حولها انتهت العام 2012 بتأسيس مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في فينا، ليكون منبراً للحوار الإنساني العالمي حول سبل تعزيز التعايش والتفاهم وإشاعة القيم الإنسانية، مستنداً إلى القواسم المشتركة بين بني البشر».

وواصل «وعمل خادم الحرمين الشريفين على جسر الهوة التي تفرق بين الشيعة والسنة حين دعا منذ عامين إلى قمة إسلامية في مكة المكرمة وفي شهر رمضان المبارك لمعالجة هذا الأمر فصدر قرار القمة لإنشاء مركز للحوار بين المذاهب في طيبة لإزالة ما يشوب العلاقة بين من يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله».

من جانب آخر دعا الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد مدني، في كلمة له خلال حفل الافتتاح، إلى أن يبرز المؤتمر ويؤصل للقيم المشتركة التي تجمع بين كل ثقافات وحضارات وأديان البشر، وفق مفاهيم السلم الإنساني، مؤكداً أن منظمة التعاون الإسلامي تقف ضد المتطرفين الذين يسعون لتشويه الإسلام واختطافه، إذ لا يقدم على ذلك العنف إلا مجموعات متوحشة، في الوقت ذاته الذي تدين فيه تصاعد ظاهرة الإسلاموفوبيا.

إلى ذلك، دعا رجل الدين اللبناني السيد علي الأمين، إلى البحث عن القواسم المشتركة في الحضارة الإنسانية، مؤكداً أن التعددية هي الأساس الذي تبنى عليه الحضارة الإنسانية بتنوع الأديان والثقافات والحضارات، وهذا التنوع ينبغي أن تعززه ثقافة الحوار لتعزيز المشتركات لتجنيب البشرية آفات الحروب والصراعات.

العدد 4259 - الإثنين 05 مايو 2014م الموافق 06 رجب 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 1:25 ص

      طول الله عمرك .. انت قدوتي

      من اشوف هذا الرجل يرتاح قلبي ... لا ادري لانه قول وفعل مثلا
      ان انه شوكة في بلعوم الشر الاكبر ايضا لا ادري
      لو كان في العرب اثنان منك لما تطاولت علينا ...... ربي يحرسك

    • زائر 1 | 11:06 م

      اعطوا

      الشعوب الخليجية والعربية كافة كامل حقوقهم ولن تروا الا الخير والاستقرار

اقرأ ايضاً