أكد رئيس الدورة السادسة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة والممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات السفير ناصر عبدالعزيز الناصر أن مملكة البحرين تعبر عن تنوع الثقافات والأديان منذ أكثر من 4 آلاف عام، وأصبحت في الوقت الراهن البلد الحاضنة للحضارات والثقافات بشتى أشكاله وأنواعها، التي جاءت من كل مكان وامتزجت في هذا البلد الصغير فجعلته كبيرا في إرثه الثقافي.
وقال إن التحالف على استعداد للعمل مع مملكة البحرين في مجالات حيوية تتضمن مشروعات وبرامج تخدم كافة غايات التنوع ونشر ثقافة السلام والعيش المشترك والتوعية، مشيرا إلى أن البحرين تعتبر البلد الحاضنة للحضارات والثقافات.
وفي كلمته بالجلسة الثانية لحوار الحضارات رفع سعادة السفير آيات الشكر إلى مملكة البحرين حكومة وشعبا لعقد المؤتمر الهام في خدمة الإنسانية، فيما أعرب عن سروره لتلبية الدعوة الكريمة لحضور المؤتمر المقام برعاية ملكية من عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
وأكد الناصر تأييده لقرار جلالة الملك الخاص بعقد المؤتمر، مؤكدا أن موعد عقده قد جاء متزامنا مع ما تمر به المنطقة والعالم من منعطف خطير، وقال أنه منذ قرابة 70 عاما استهل ميثاق الأمم المتحدة بيانه بالتأكيد على الحقوق الأساسية للإنسان وكرامته وحريته والتسامح بين جميع شعوب الأرض وحفظ السلم والأمن الدولي.
وأشار الممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات إلى أن المزيج الفريد الذي تتمتع به مملكة البحرين اليوم يمثل أكبر فرص التقدم، ويستحق في المقابل كل احترام المجتمع الدولي، مشددا في الوقت ذاته على الدور الذي يمكن أن يساهم به رجال الدين في المجتمع لترسيخ صور التسامح والتعايش، وأكد أن التقدم الذي حققته الإنسانية لم يأتي إلا من تبادل الخبرات والثقافات والمعارف بين الشرق والغرب دون تميز مانع لهذا التعاون.
وطالب الناصر بعدم الاستسلام إلى قوى التعصب والانتقام، مؤكدا أن سبل النجاح في التقارب والتعايش تظل ممكنة في وجود قيادة مسئولة وحكما رشيدا ومواطنة صالحة وواعية لفوائد التنوع للحفاظ على مكتسبات ومصالح الأجيال المقبلة التي لا يمكن تعويضها، وأكد أن تحالف الحضارات بالأمم المتحدة على استعداد للعمل مع مملكة البحرين في مجالات حيوية تتضمن مشروعات وبرامج تخدم كافة غايات التنوع ونشر ثقافة السلام والعيش المشترك والتوعية بفوائده من خلال دعم الشباب والارتقاء بالتعليم والاستفادة من دور الإعلام والاستثمار الأمثل لظاهرة الهجرة والاستفادة منها، منوها إلى مجالات قام بإضافتها منذ توليه منصبه وهي دور القيم الرياضية في السلام والتنمية وكذلك الفن والموسيقي.
وأكد أن تحالف الحضارات يعمل على تعزيز التعاون مع المنظمات ذات الأنشطة الدينية التوعوية إيمانا بالدور الفاعل الذي تقوم به تلك المنظمات والاستفادة من هذا الدور في تحقيق الأمن والاستقرار، مشيرا إلى أن التحالف قد تبنى مجال تحقيق التنمية المستدامة من خلال خلق البيئة المواتية للسلام وحقوق الإنسان، إذ تبنى المؤتمر التمهيدي للمنتدى العالمي السادس لتحالف الحضارات الذي عقد بالدوحة، وثيقة نصت على أن الأمن والسلام وحقوق الإنسان عناصر يكمل بعضها بعضا وهي أساسية لتحقيق بيئة تنعم بالتنمية المستدامة وستصب نتائج هذا المؤتمر في المنتدى العالمي السادس لتحالف الحضارات الذي سينعقد بإندونيسيا أغسطس 2014.
